و أنَا أمشي في الشّارع بين الحشُود الكئيبَة
لا أحملُ نفسِي
ولا أترُكها وحيدةً،
أنَا أمشي وهي بجَانبِي
تتفقّدُ الوجُوه الخاويَة من كُلّ تعبِير
تبحثُ عن شيءٍ ذا معنًى؛
غمزةُ عينٍ
أو مُجرّد نظرةٍ شارذَة.
في الشّارع بينَ الرُّعاعِ أمشي
لا أصرُخُ غضبًا
ولا أهمسُ مُعبِّرًا عن ضُعفِي…
أصادفُ طيفًا
يحملُ مرآةً صغيرةً جدًّا
أخبِرهَا أنّنِي مَشَّاءْ
فتُخبِرُنِي أنَّني أيضًا نسيتُ تعابِير وجهي في المنزِل!
في الشّارع أمشي
دونَ أن يُضايقنِي أحدٌ
أو يعترضَ سبيلِي موقِف،
لأنّني -ولحُسنِ حظِّيَ السيّء- لا أُرَى…
في الشّارع الّذي لا ينتهِي
لازلتُ أمَارسُ هوايَتي الفلسفيّة
أمشِي وسطَ كُلّ هذه العوالِمِ
دُونَ إثارَةِ الإنتبَاه.