اتوا به في حالة مزرية اشعث الشعر وحين ساله القاضي <لماذا ؟ ) .. قال لم اكن اقصد قتله .. فاجابه القاضي محاولا السيطرة على غضبه (كيف لم تتعمد وانت اصبته بالقلب على بعد مترين بسلاحك الرشاش ).. كان الضحية 15 عاما يدعي ابوه بانه كان يسرق المبالغ من محصول الدخل حين ياتمنه على محله . رايت ذلك حين كنت اجري تحقيقات صحفية في محكمة البصرة مطلع سنوات سقوط النظام السابق .
ما جرى من بشاعة الجرم يوم امس اشعرني بحزن عميق فقد اقدم رجل يوم امس في الموصل على شنق طفلته 2 شهرا اثر خلاف عائلي لانه يريد مولودا ذكرا … وهو ما ذكرني بعدد من الجرائم المماثلة , في العام 2020 اعتقلت السلطات في كربلاء رجلا خمسينيا اقدم على قتل ابنائه الاربعة حرقا بعد ان صب عليهم مادة البنزين واغلق عليهم باب الغرفة بسبب خلافات عائلية . وفي الشهر العاشر من نفس العام رمت امرأة اثنين من اطفالها تباعا من اعلى جسر الائمة لانها تشاجرت مع زوجها واظهرها الفيديو الذي يوثق اللحظة تلك المراة وهي ترمي اطفالها بكل برود اعصاب … وفي جريمة مماثلة رمى اب طفلته الصغيرة من اعلى شقته وصورها ليرسل الفيديو لامها انتقاما منها .
في دراسة شملت انكلترا وويلز اثبتت ان 95 بالمائة ممن قتلوا اولادهم كانت لديهم مشاكل بالصحة النفسية … وفي استراليا اكدت دراسة لمعهد الجريمة الاسترالي بانه يتم قتل طفل واحد كل اسبوعين وان 27 بالمائة ممن قتلوا اولادهم قتلوا انفسهم …اما في امريكا فقد اجريت دراسة على مثل هذه الظاهرة شملت 3 عقود (1979 ــ 2007 ) وخلصت بانها تجري 500 مرة في العام الواحد وان الضحايا غالبا اقل من ست سنوات .
لكنا في العراق نادرا ما كنا نسمع عن اب قتل ابنه اوام , وان وءد البنات التي جرت في الجاهلية كانت ابدا موضع استنكار ( ولا تقتلوا اولادكم خشية املاق … الاية ) .
تتعوشب هذه الظاهرة الان في العراق ما يتطلب التسارع باجراء دراسات سيكولوجية معمقة .