سأغلـــقُ البـــــابَ يا قلبي وأقفــلهُ
فمَـــن تلــــومُ ومَن يا قلـــبُ تسألهُ
اليومَ تُطــــــــــــفيءُ تاريخًا بأكملهِ
فقد مضى من هو التاريـــــخُ أكملُهُ
واليـــــومَ تبكي من الأيّـــامِ أجملَها
فلن يزورَكَ من ماضيـــــكَ أجمـــلُهُ
تقولُ عـــــــــلّ عســى لكنّها رحلتْ
ماذا تقـــــولُ ومــاذا أنـــــتَ فاعلُهُ
لنا مسيــــــــرةُ عشقٍ ألـــــفُ رائعةٍ
أهكـــــذا تدفـــــنُ المــاضي وتقتلُهُ
ما كان يعرفُ قلــبٌ كنــــتَ تطفؤهُ
بأنّك اليومَ حــــدَّ الوهــــــجِ تشعلُهُ
وما درى أنّ ترحــــالَ الهــوى وجَعٌ
وآخــــــرُ الـــدّربِ قتّــــــالٌ وأوّلُــهُ
لملمْ جراحَكَ وارتقها على مضــضٍ
فبين جنبيـــكَ جرحٌ كيـــف تحملُهُ
قلبٌ إذا مرّتِ الذكـــــــــرى تؤرّقه
بمَــــــن تُــرى بعد ترحــــــالٍ تعلّلُهُ
تمشي الجـــراحُ بنا والدرب ينزفُنا
وليس من مُعشبٍ في الدربِ ننزلُهُ
ريـــحٌ بنا استذئبتْ لا ظلَّ يُنجـدُنا
وقد جثا من ســـــــوادِ الليلِ كلكلُهُ
حادي القوافلِ أعمى والسُّــرى عَثَرٌ
نجثــو على الصّخرِ إعيـــاءً ونركلُهُ
جفّ الفــؤادُ ولا نــبعٌ يلـــــــــوذُ بهِ
إلاّ دمــــوعَ أسىً حـــــرّى تبــــــلّلُهُ
يسيربي ليس يدري والأسى جملي
بدمـــع مقلتـــيَ الحـــــــرّى أجــللّهُ
الــــــــدّهر يقتلنا في كـــلّ منعطفٍ
ونحن بالعشـــــق والأشعــــارِ نقتلُهُ
وراحــــلٍ والهــوى العـذريُّ راحلتي
كـــــــم بــدّلوا غيـــرَ أنّــــي لا أبدّلُهُ