* “ديوان جديد” لدار الشعر بمراكش وشعراء في ضيافة “قصر الباهية التاريخي”
* ضمن استراتيجية الدار الخروج بالشعر الى الفضاءات العمومية
التقى الشعراء: مولاي عبدالعزيز الطاهري وكبور فرتاد ومليكة بوطالب وثريا إقبال والطالب بويا لعتيق في حدائق مراكش الكونية، والتي سبرت أغوار التاريخ وظلت شاهدة على الحراك الثقافي والأدبي المغربي.. وبين “رياضات” قصر الباهية، قرأ الشعراء قصائدهم من ديوان مغربي مصغر، ممثلا للتنوع الثقافي المغربي ومشكلا لمجازات النص الشعري المغربي، وسمته دار الشعر بمراكش ب”الشعر في المآثر التاريخية”، والذي صادف اختتام شهر التراث وافتتاح فعاليات الدورة13 للمعرض الجهوي للكتاب بمراكش، والذي تنظمه المديرية الجهوية لقطاع الثقافة (مراكش أسفي)، وتستمر فعالياته الى 26 من الشهر الجاري.
قرأ الشاعر كبور فرتاد من ديوانه، الصادر حديثا، “الفيلسوف الذي أبحر في اليابسة” في إبحار الشاعر بين عوالم الالتباس، حيث القصيدة بلاغة استنطاق الصمت. وأعاد الشاعر والفنان مولاي عبدالعزيز الطاهري الحضور، ومن خلال نصوصه الزجلية الحديثة، الى المثن الشعري الغنائي الذي يستنطق الفرجات ويستغور شعرية المفارقة. أطلت الشاعرة مليكة بوطالب، من كوة القصيدة الأمازيغية، هذا المثن الزاخر بالمجازات.. وخصت جمهور الشعر، بقصيدة الأم ومقاطع شعرية تقدم ميسما خاصا للأرض والمجال. حضر الشاعر الطالب بويا لعتيق، المدير الجهوي لقطاع الثقافة بجهة بني ملال خنيفرة وأحد الأصوات الشعرية الحسانية (لغنى)، وتقاسم مع عشاق الحرف والكلمة بعضا من “الكافات”، مجسرا بين مرجع النص الشعري الحساني والفصيح العربي. واختتمت ديوان “الشعر في المآثر التاريخية”، الشاعرة والمترجمة ثريا إقبال بقراءة قصيدة مراكش وشذريات شعرية، باللغة الفرنسية من ديوان جمعت فيه نصوصا تنفتح على أصوات شعرية مغربية، بلسان آخر وبشعريات ممتدة على المشترك الكوني.
التقت أجيال وحساسيات شعرية ممثلة للتجربة الشعرية المغربية، في أمسية دار الشعر بمراكش “الشعر في المآثر التاريخية” ضمن اختيار واعي لقراءة الشعر في الفضاءات العمومية المفتوحة، وضمن تنسيق مشترك مع المديرية الجهوية لقطاع الثقافة، وفي افتتاح فعاليات معرض مراكش الجهوي للكتاب بمراكش، المدينة الزاخرة بأعلامها وشعرائها ومثقفيها والتي أمدت تاريخ الحركة الأدبية المغربية بالكثير من الإشراقات. وأحيت مجموعة مسناوة الرائدة، الحفل الفني لهذه الأمسية الشعرية والفنية، وبحضور جماهيري لافت بين “ثنايا” تواريخ حدائق الشعر والتاريخ في قصر الباهية، المعلمة التاريخية المتفردة.
اختارت دار الشعر بمراكش، ضمن استراتيجيتها الخروج بالشعر إلى الفضاءات العمومية والتي وسمت برمجتها الشعرية والثقافية منذ التأسيس(2017) وأمست ملمحا ممتدا للعديد من الأنشطة الثقافية والفنية، أن يلتقي الشعراء في فضاء قصر الباهية التاريخي، في لحظة شعرية وفنية وتحت ظلال أشجار حدائق الشعر بمراكش واحتفاء بشجرة الشعر المغربي الوارفة. شعراء فقرة “الشعر في المآثر التاريخية” يجمعهم أفق موحد، إذ اختاروا شجرة الشعر المغربي الوارفة، للإقامة في القصيدة بين مجازاتها واستعارتها ب”لغاتها” وألسنتها المتعددة المشكلة للهوية المغربية.