الحديث عن شاعر بحجم عبدالباقي عبود التميمي حديث ذو شجون ..قد لا يعرفه الا المقربون اليه من شعراء وكتاب وممن عاصروه زمان وعرفوه عن قرب. فهو فارس القصيدة الذي لا يشق له غبار وأحسبه كتب ايضا قصيدة التفعيلة . أن معرفتي به تأتي من حيث ولدنا ونشأنا في مدينة الفاو ..كما وأنني زاملته طالب في كلية اداب البصرة .
وأستمعت الى قصائده التي تفيض عذوبة ولكن من المؤسف أن أصدقاء الامس قد نسوا او تناسوا صديقهم التميمي ولم يكلفوا انفسهم أقامة حفل استذكار له او زيارته في منزله الجديد في السيبة الان بعد ان احيل على
التقاعد قبيل سنوات مضت بعد رحلة طويلة امضاها في التدريس والاشراف التربوي ..وبعد شيخوخة ومرض اقعداه في المنزل مضطرا.
فمن باب الوفاء ان يتواصل معه الاصدقاء ..ثم أن مسألة تكريم الشاعر في حياته شيء ضروري وليس تكريمه بعد وفاته كما جرت العادة.. فتكريمه بعد بعد وفاته لم يعد سوى تكريم رجل ميت على حد تعبير الست
الأء السياب .
فظلم ذوي القربى اشد مضاضة
على النفس من وقع الحسام المهند
ليس الشاعر عبدالباقي عبود
التميمي هو اخر شاعر ظلم فهناك الكثيرون ممن غمط حقهم وعوملوا بجفاء وجحود فقبله كان المرحوم الشاعر الاستاذ كاظم نعمة التميمي والشاعر جبار مرير وكذا الحال الشاعر حامد عبالصمد البصري القائمة تطول وتطول ففي مقالي هذا ادعوا الى انصاف جميع المبدعين من شعراء وكتاب بما فيهم من ذكروا انفا ..وأعادة النظر في الية التكريم هذه التي لا تجدي نفعا .لعل أجمل ما قرأت للشاعر عبدالباقي عبود التميمي ووثقت القصيدة التالية والتي كتبها خلال سنوات الدراسة في الكلية وقد دونتها خوفا عليها من الضياع :
سمراء يا رشح الأريج
اذا ترقرق في الأقاح
طلي فهذا الصبح لاح
اني رحلت مع الرؤى
في زورق حملته انسام
الريح
ونسيج اشرعتي هوى
بالأمس ارهقني النوى
واليوم اغريقني النواخ
حتى اتاني طيفك ينتزع
الوشاح
عانقته متلهفا فشعرت
في دفء ارتياح
شعرت اني طائر لكني
مكسور الجناح
يا حلوتي حوريتي
سجينك المسكين
اعطيه السراح
لا تتركيه موزعا ما
بين ابتأس وأنشراح