ضيفنا عبقري في الأدب من مدينة المحلة الكبری. من يقرأ له يعرف جيدًا أنه يميل للتجربة في كتاباته ولا يقل إبداعه عن كُتَّاب حصلوا علی جائزة نوبل وجائزة البوكر للآداب. سيحدثنا ضيفنا عن فساد وزارة الثقافة في مصر وعن أبرز التحديات التي واجهته في مسيرته الأدبية، فدعونا نتعرف أكثر علی آرائه الجريئة.
ما هو تعليقك علی معايير جوائز الدولة فرع الآداب؟
في ظل الهوجة والضجة العالية من التكريمات من أشخاص أو مؤسسات أهلية خلال الفترة الماضية ومع غياب حركة نقدية حقيقية ومع النشر البائس -والذي يكاد أن يصبح نشرًا سريًا مع محدودية النُسَخ- كان يجب إعادة دراسة جدوى المنظومة ومدى صلاحيتها لبلد كبير وعظيم مثل مصر.
من المستغرب أن أديبًا كبيرًا وشاعرًا كبيرًا أيضًا لم ينل حتى الآن جائزة من جوائز الدولة المصرية وأن هناك أدباء لا يستحقون مانالوا من جوائز وربما حصل الواحد منهم على أكثر من جائزة وكل هذا الخلط تسببت فيه آليات الجوائز واللجان القائمة على توزيعها.
ماذا ينقص وزارة الثقافة في مصر؟
سؤال لا أدري كيف أرد عليه أو أستوعبه وكان يجب أن يكون ماذا في جعبة وزارة الثقافة مع تطور أليات التواصل في العالم والتغييرات الثقافية والاقتصادية والفنية على مستوى العالم؟ ماذا عن رعاية المواهب؟ ماذا عن رفع الأعباء عن حركة الإبداع؟ ماذا عن المؤسسات الأكاديمية المنوطة بالأمر؟
و الكثير الكثير من الأسئلة التي لا بد أن يكون لها إجابات واضحة وحقيقية وليس مجرد لغو وتسلية الكاتب الذي يتحمل أعباء الكتابة وهو نفسه من يتحمل أعباء النشر والتوزيع. الكاتب هو المُطالَب بأن يواكب الأحداث وأن يُنتج أدبًا وإبداعًا يضرب تلك المسافات الشاسعة من القطيعة بين عامة الشعب.
ما هي أهم مؤلفاتك والتكريمات التي حصلت عليها؟
للأسف كتبت ولم أكتب شيئًا بعد، حتى بعد جفاف القلم وسكونه. كانت لي محاولات في القصة القصيرة وفي الرواية والمسرحية وأدب الطفل، كانت الأحلام كبيرة ومتسعة ولكنها تفلت مني بين منشور ومهمل وفي النهاية هذه هي الحياة وهذه هي أقدارنا في مصر الكبيرة التي كلما قرأت في تاريخها بكيت وصرخت أمام ما وصلت إليه من اهمال وجهل وفقر ومذلة. كل ما أريد قوله أنني لم أنشر بعد كثير من كتاباتي وأعمالي ما تزال في أدراج مكتبي، ولكني مع انقضاء العمر لم تعد لدي مشكلة في تقبل الحياة على هذا النحو المجحف و المهين.
أما التكريمات فهي تكريمات ورقية من اتحاد الكتاب بالغربية وكلية التربية بطنطا ووزارة الثقافة ممثلة في هيئة قصور الثقافة التي قامت مشكورة مع قصر ثقافة المحلة الكبرى بتكريمي ذات ليلة طيبة وأعطوني ورقة زائدة لديهم تحمل اسم الهيئة العامة لصور الثقافة مع الشكر والعرفان، دون حتى أن يتذكروا اسمي على تلك الورقة؛ مما دفعني لأن أعيدها لهم وشكرًا.
كيف تری قضايا إزدراء الأديان التي تلاحق الكُتَّاب؟
رجل الرمل يتعملق، رجل الرمل يتسيد المرحلة وليس هذا وليد الصدفة، لكنها النتيجة الحتمية لترك هذا التغول دون مجابهة والسكوت بل والتراخي أمام ما يفعل بنا، فلا تستطيعين أو تجرؤين على أن تبدي رأيًا فيما يتعلق بالاجتهاد ومحاولة الفهم أو الاقتراب من التابوهات المُحرَمة، حتى لا نكون سوى خراف في حظيرة.
ما هي المعايير التي يستند إليها الناقد المعاصر ويحكم بها علی التجديد في فنيات القصة والرواية والشعر؟
المعايير لا معايير! كلها اجتهادات تخضع للذائقة وفي أغلبها شخصية، حتى إن كانت تستعين بأحدث نظريات الأدب، وكم تطوع الأمور حسب الأمزجة والانتماءات وبلا مبالاة أو هجسة من ضمير والأمثلة كثيرة ومتشعبة. هناك أدباء جادين يعملون في صمت المجاذيب وينتجون، وهناك أدباء أهم ما يميزهم أنهم قادرون على نسج العلاقات التي تضمن لهم البقاء والانتشار.
ما هي أفضل أعمالك الأدبية؟
كتبت للطفل القصة والرواية والسيناريو المصور وكلها أعمال منشورة في مجلات الأطفال، كما كتبت عددًا لا بأس به من المسرحيات حصدت ثلاث منها جوائز محلية بوزارة الثقافة التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة بمصر ما بين الجائزة الأولی والثانية. كتبت روايتين فقط نالت إحداهما “سوق اللبن” الجائزة الأولى في مسابقة جريدة الجمهورية.
ها أنا أحرس خزينة ما كتبت، فمعظم ما سطرته منسوخًا ولا رغبة لدي لأن يرى النور ويصبح بين أيدي القُرَّاء.
لم أتطرق إلي محاولاتي مع قصيدة النثر، فلي العديد من المحاولات والقليل منها منشور: “بين هدير البحر ولهاث الغاب” بالاشتراك مع الشاعرة المغربية مالكة حبرشيد”، وأيضًا “لا خرافات تسترنا” والكثير خامدًا وإن تم نشره على صفحات الانترنت أو في المواقع الأدبية العديدة. في شعر العامية كانت لي محاولات لكنها أيضًا منسوخة ولم تنشر إلا عبر الانترنت ومواقع الأدب.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسمة يحيی أديبة وباحثة مصرية بقسم الصحة النفسية شغلت منصب المستشار الإعلامي لنقابة المخترعين المصريين عام ٢٠٢٢م. عضو لجنة تحكيم مهرجان أوسكار المبدعين العرب رواية وقصة قصيرة عام ٢٠٢٣م. عضو لجنة تحكيم جائزة أحمد شبانة رواية وقصة قصيرة ونص مسرحي عام ٢٠٢٣م. عضو لجنة تحكيم مسابقة قصة قصيرة بنادي أدب صالون تفكير الثقافي عام ٢٠٢٣م. اختيرت كواحدة من ضمن أفضل ١٠٠ شخصية مؤثرة بالوطن العربي بمهرجان هيباتيا للثقافة والفنون عام ٢٠٢٢م. وسام الفنون والآداب من المنظمة الدولية للتنمية المستدامة عام٢٠٢٢م، المركز الأول جمهورية بمسابقة ورشة هيباتيا قصة قصيرة عام ٢٠٢٢م، المركز ثاني عربيًا بمسابقة هيباتيا قصة قصيرة عام ٢٠٢٣م من بين ١٠٧٢ متسابقًا وجائزة أفضل محرر صحفي عام ٢٠٢٢م من المؤسسة المُنظِمَة للمسابقة، القصة المميزة بمهرجان همسة الدولي للآداب والفنون دورة الفنانة نبيلة عبيد عام ٢٠٢٣م، المركز الخامس عربيًا بمسابقة الاتحاد الدولي للمثقفين العرب قصة قصيرة لعام ٢٠٢٢م، جائزة الناقد المميز بمهرجان سوبر ستارز عام ٢٠٢٣م، تكريم مهرجان سفراء الريادة الإنسانية عام ٢٠٢٣م.