* (إلى أرواح كل ضحايا الكوارث والحروب والاضطهادات)
اَلْآنَ لَمْ يَعُدْ لِلْأَرَضِ مِنْ طَعْمٍ،
غُبَارُ ٱلْأَمْوَاتِ
عَلَى ٱلْأَرْوَاحِ مَوْجَاتٌ مَوْجَاتٌ،
جَرَّدَتِ ٱلْقَلْبَ مِنْ مِيَاهِهِ.
مِلْءُ ٱلسَّاحَاتِ
جَوْعَى وَقَتْلَى بِٱلْمِئَاتِ
مَشْهَدٌ يُمَارِسُ فِيهِ ٱلذُّعْرُ شَعَائِرَهُ.
وَأَكْثَرُ ٱلظِّلَالِ شُحُوبًا
عُرْيٌ كَارِثِيٌّ فِي ٱلْمَدَارَاتِ
يُدَنِّسُهُ ٱلْأَحْمَرُ بِٱمْتِيَازٍ،
هَذَيَانِي ٱلرَّهِيبُ يَصَوِّرُنِي
مِنَ ٱلْأَمَلِ أَنْشُرُ شُمُوسًا لَطِيفَةً
تَحَوِّلُ قِمَمَ ٱلْفَلَوَاتِ
نِسَاءً حَسْنَاوَاتٍ.
عَلَى حُدُودِ ٱلْغَابَاتِ…
آثَارُ ٱلْأَشْجَارِ ٱلْغَارِقَةِ ٱلْجُذُورِ
وَإِنِ ٱخْتَفَتْ مِنَ ٱلسِّيرْكِ
مَآذِنٌ كَمْ أَمْسَتْ حَزِينَةً
وَٱلْمَوْتَى عَلَى جَنَبَاتِهَا
عُشْبٌ أَصْفَرُ يَعُجُّ بِٱلْكَآبَاتِ.
فَلِمَاذَا عَلَى أَرْفُفِ ٱلْخِزَانَاتِ ٱلْوَطَنِيَّاتِ
غَيَّرَتِ ٱلْكَلِمَاتُ جِلْدَهَا إِلَى ٱلتَّهْرِيجَاتِ
فَأَصْبَحَ ٱلْجَلَاَّدُ وَدِيعًا وَعَيْنَيَّ سَيِّئَتَا ٱلْفَهْمِ؟
اَللَّهَ ٱللَّهَ عَلَى ٱلْجِيدِ الَّذِي كُنْتُ قَبْلَ ٱلْوَاقِعَةِ:
اَلْقَطْعُ بَوَاسِطَةِ ٱلزَّمَنِ ٱلْحَادِّ،
أَلَيْسَ هَذَا أكْبَرُ ٱلْعَذَابَات؟
يَا مَوْجَاتِ ٱلْغَثَيَانِ أَمْهِلِينِي
حَتَّى أُرَتِّبَ أَوْرَاقِيَ قَبْلَ ٱلْمَوْتِ ٱلْمُتَرَقِّبِ أَقْصَى ٱلطُّرُقَاتِ.
فاس، في: 17- 06- 2023