قلق دائم، وسبيل أمامك تغشاه العتمة، وهناك في مد بصرك ترى بصيص نور، دقيق. تقول النجاة.. وراحة نفسي المسكينة!
ليت شعري! ما حال امرئ عذابه من نفسه؟ وقلقه من دواخله ينبعث، ثم يسترسل.. ليعود إنسانًا مركبًا من ” أين راحتي يا جماعة”.
لا يريد أمرًا صباحًا، بيد أنه يتفانى لبلوغه زوالاً، ويكرهه تارة أخرى عند المساء.. لا صحبة ولا رفقة ولا يدًا على يده، وحيدٌ كأنه منبوذ، أوتتحاشاه البشرية لمرض معد هالك فتاك.
وعالمه في عقله الصغير، جميل أخضر يانع، لعمري اين راحته اذن؟ ان كان واقعه بهذا الضنك! و رقعة من البسيطة عليها ناسٌ يلزمكالتعايش معهم ليقال عنك، إنسان.
ولو تاقت نفسك للعزلة وارتقت أناملك ترجوا ملامسة بعض الطمأنينة، لنعتوك بالمتكبر الغر وهلم جرًا..
اللذة في كتاب، تقرأه بشغف تتفحصه بحكمة، وتقلبه بعيني خبير حاذق..
مهلاً! وأنا جالسٌ أكتب، والحمدلله قد غفى عني هذا الضيق و رحب صدري قليلاً، وعادت تقاسيم وجههي تتألق، ألم يقولوا أن الكتابة شفاء؟
شفاء ممّاذا ؟ وراحة ؟
عيل صبري، قد يطيش لبّ المرء إن سنح له وأطلقه في هذا الفضاء الرحب من الخيال، ولا حدود له، كانت الطامّة، أو الرحمة..
ما غايتي مما كتبت؟ أفرغ خاطري عليك! تقرأ لي بحبّ!
وأنا أبكي في غرفتي هناك! أبكي بحرقة، حتى تتلاشى مشاعري بعدد حروف هذا النص..
أغلق هاتفي وأمنح رأسي الوسادة.. أبتسم للقط ببلاهة وهو يمنح طرفه إلي بعجب ظاهر، أخاله يقول: يا ساتر يا حفيظ..
ثم نغمض عيوننا معًا، عسانا ننام.
لا أستطيع، أومض المصباح، فأرمي يدي للكتاب، أفتحه وأقرأ.. صفحتان، ثمانية، فعشرين..
قرأت سطرًا دهشت لعمري من أثره علي:
في هذه الحياة عليك أن تكون ألف شخص لتعيش، حينما تضع رأسك على وسادتك؛ كن أنتَ؛ لأنك في المساحة التي لن تحتاج فيها لأحد غيرك·
وضعت الكتاب على صدري، وطفقت أنظر ليدي أقلبهما أمام ناظري بغرابة، بلا سبب، ثم مسست وجهي بهدوء، خوفًا، أو لا أعرف، شعور بين هل أنا؟ أم لست أنا؟
ما هذه المعاناة، مأساة الإنسان مع نفسه!
تساؤل يرميك لآخر، إلى أين أيها العقل الإنساني؟ إلى أين يا عقلي الصغير؟