يا لكِ مِن كاتبة تنطلقُ شرارة السّرد فيكِ ، محفّزة بالفلسفةِ ذاتَ مزايا تأمّليّة تشي بالظلِّ الملقى على عاتقٍ مقلقٍ للغةٍ تحاوريّة..
هذا ما لمحته على شفاهِه وأنا عائدة مِن جنازةٍ روحانيّة،
كما لو أنَّ شفته العليا مفتتنة بملاحظةِ جمالِ اﻷشياء، ورسم اللامرئي والمتناهي الصّغر ممّا يميّز الروح الشعوريّة للّحظةِ الشّاعرة ..
ولأنّ الكتابة دهشةٌ وحيرة، صار ظلّي يركضُ منتفخًا خارجَ جسدي، كان يمنحُني بارانا كاملة يتحكّم فيها منطق الزّمن مِن حيث التّتابع الموازي ..
وعندما انتابتني صورةٌ مدهشةٌ تتشظّى هنا وهناك، كانت ذرّات النّفي تتركُ أثرًا عجيبًا يشبهُ التّماهي مع اللاواقعيّة..
ومع افتراضِ توفّر اللاشعور به ، وتملّك حيوات كاملة ومستقلة ، أدركتُ رمزًا صاخبًا مِن الانتليجنسيا المدهوشة بالفرقِ ما بين الممكنِ والمتخيّل.. فانتابتني برودةٌ مشحونةٌ بالاعتذارِ والخيبةِ والرغبة بالتّخلصِ مِن ذاتي .
وكي لا يتشيّد في المخيّلة عوالم أخرى تخلّقتُ مِن هذا المزجِ غير المحدّد والمفارقة بين الوجودِ واللاوجود ، وجدتُ ذاتي تنزلقُ في كائنٍ آخر ، وهذا أكثر ما يقلقني..!!!
كانت الحقيقة مثل صندوقٍ أسود، تقتلكَ لتصبحَ بذورها فلسفة حياة، فكيف إذا نبتَ على شفاهِه ما يدفعني إلى الجنون !
تموتُ سريعًا حين لا تجد ذاتك الثّائرة المنتفضة على نفسها ، تهربُ مِن ظلِّها لظلّها ، يلاحقها أينما ذهبت…
كعلقَةٍ مغطّاةٍ بقناعِ عبثيّة الحياة ..!!