الوجعُ المرُّ
وزيتٌ يخفتُ في القنديلِ
وليلٌ يغرقُ في الوقتِ المتهالكِ
خلفَ جسورٍ من صحوٍ منهمرٍ
والإبريقُ عناقيد ثوانٍ يثمِلُ ما أطفأهُ
النجمّ بعزلته
والسدرةُ يغشاها صوتٌ
يخرجهُ الصمتُ من الأعماق
وعلى مرمى جرحٍ غرستْ خطوتها
ملءَ رمادِ الكون
واغتسلت شمسٌ في غسقٍ
أوقدهُ النبضُ الصاهلُ في فجوات الريح
******
وانهمرتْ تلك الشمسُ الخجلى
يبسَ الظلُّ على الشرفاتِ
وغابتْ في الأشجارٍ عذوبة نسغٍ
رضعتها في هدأةِ برقٍ
جلّلَ في الغابات مفاتنها العذراء
*************
غاباتٌ قالتْ:عبثٌ هذا الغيمُ الطافحُ
في أوردةِالنشوةِ والأوصالُ يباسٌ
يبحثُ عن قطراتٍ من ضوءٍ
عتّقهُُ الليلُ على مهلٍ
مذ شحّ الزيتُ
بأشجارِ الكلماتِ الأولى
واحتبست في الأوتار ترانيمُ الأوراد
والوقتُ يلملمُ آخر أزهارٍ
ذبلتْ في مرجِ الرّوح .
*************
النارُ رمادُ الجمر الساكنِ في تغريبة عمرٍ
خفتتْ فيه الرعشةُ وانطفأ الموّال..
لكنّ هدوء الدفء شفيفاً
ظلّ يردّدُ ملء شرانقهِ:
سأواصل شدو غنائي حتى يطلعَ برقٌ
يسطعُ في أرجاءِ الرّوح
ويذوبَ يباسٌ في الأمطارِ الجذلى
يغرقُ في الطوفان
وتعودُ سفينةُ نوحي ترقى فوقَ الطميِ
وترخي الشمسُ جدائلها فوق العشب المبتلّ
ويصدحُ نايٌ في الغاباتِ
ويصحو من غفلتِهِ الكون
**********
* من قصائد ديواني صلاة السنابل- اتحاد الكتاب العرب _ دمشق 2004