للمنظّرين
على أرائك وثيرة ..
في أجواء مكيفة ..
هادئة إن شاؤوا ..
أوصاخبة أو مثيرة ..
أناس يوجهون مناظيرهم ..
يرسمون حدودا وخرائط لأبعاد ..
تتجاوز تنظيرهم
يغفلون عن واقع يحدج ..
بعيون صخرية تدثيرهم ..
فاتهم بأن الحياة صراع وأن من غير السهل أن يقتنع الإنسان ما لم تصفعه التجارب .. وأن العقل والعاطفة كلاهما لا يخضع إلا لقانون الحياة ممارسة ..
لأن القلب الذي يخفق والعقل الذي يعمل والإرادة التي تملي لا يحدّ استمرارهم إلا الموت ، وأن جزءا من الموت قوانينهم الموضوعة ..
لكأنَّ الواقع المعيش في واد وأمانيُّهم في واد آخر ..
الإنسان ليس آلة وهو أبعد ما يكون عن جمادات الإملاءات واقعا ..
الواقع هو أن نتصالح مع أنفسنا والآخرين من خلال الإصغاء لفطرتنا وأن نصلح من ذواتنا إنطلاقا من تجربتنا وأن نكتسب توازننا من خلال رغبتنا الملحة في أن نكون على صراط مستقيم طاعة وحبا في الله ..
يحتاج الإنسان لمن يقوده ويوجهه والأصل في ذلك عقيدة التوحيد وما تركنا له رسول الله صلى الله عليه وسلم من إرث سُنّة لا تبيد ولا تبلى
الحياة كتاب يحتاج لعمر يمر عبر مراحل يعبِّر فيها الانسان عن ذاته ، يثبت وجوده .. وصراع بين كل التباينات إبتداء من ذاته البشرية ثم غوصا في معتركها ..
يتقبل الإنسان ذاته كلما أيقن بأن الله لو شاء جعله ملاكا وأن الأصل في الخطإ أنه قاعدة للانطلاق .. لذلك يفرح الله بتوبة عبده ما لم يغرغر لأن فرصة الحياة هي استثمار للعمر ولن يتمكن من ذلك ما لم يخطئ ويصيب بل ويخطئ الف مرة واقتضت الحكمة الإلهية أن الإنسان مجبول على الخطإ والضعف ..
مع كامل إحترامي، كلام منمق في قراطيس يبدونها ويخفون كثيرا .. إنما يخفون بأنهم ولَوْ نسبيا يقولون ما لا يفعلون وأنهم أول من يحتاج لتطبيق ما به يتشدقون وأن تقَبُّل واقع لا يكاد يستقر هو مهمة المجاهدين بحثا عن التوازن.. ما هو التوازن ؟