ما هو التوازن ؟ باختصار كل بناء يقوم على قواعد وأركان ثابتة تنطلق في مستوى مستقيم يحفظ سلامتها هو بناء متوازن بناء شخصية الإنسان الأصل فيه هو ما حباه الله عليه من فطرة وعقل ونفس ألهمها فجورها وتقواها يكتمل البناء بعد ذلك بالاكتساب بإرساء قواعد انطلاقا من الأسرة مرورا بالمجتمع وفي الأثناء تجارب لا تنقطع مدة عمره تساهم في رسم ملامح الشخص بصورة عامة ..
اذا تأملنا بأن الله خلق الإنسان على الفطرة والفطرة من وجهة نظري هي القلب السليم والتي تعود أصلا لنفخة الله في روح الإنسان من روحه ..
ترى ماذا بث الله فيها وما الذي تحويه نفخته العظيمة ؟
الروح الإنسانية ميالة للخير والسلام ما لم تُدنَّس بالآثام وما لم تزغ عن الصراط المستقيم بفعل النفس والشيطان وهما العدوان الألدان لها ..
لو لم يزرع الله في الإنسان من نفخته سر أسماء الجمال لديه لما طالبه بأن يكون خيِّرا وما كان الله ليكلفنا ما لم يمدنا باسباب التكليف .. وبالتالي لما كان اعد للكافرين عقابا بالنار والعذاب ..
يسَّر الله للإنسان أسباب الاستقامة بوضعه على الصراط المستقيم لأنه مولود على الفطرة ، رحلة الانسان في الحياة قد تحيد به عن فطرته لذلك أرسل الله على مدى الزمن من يذكره بربه ويساعده على العودة لأصل الخير والجمال فيه وهم الأنبياء .. لذا وجب على الإنسان السمع والطاعة لربه سبحانه وتعالى .
تحقيق التوازن الديني منوط به التوازن الأخلاقي وبالتالي الإجتماعي انطلاقا من تعامل يراعي فيه الإنسان راحة ضميره وسلامة قلبه يتعهده بذكر الله فيمسح عنه الأدران .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ألا إن في القلب مضغة إن صلحت صلح الجسد كله وإن فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب”
تلك المضغة هي الأصل الثابت لسلامة القلب فلنطهره من أمراض القلوب ما أمكننا .. نحن بشر والبشر خطاء بطبعه لكن الخير يغلب فيه على الشر بفضل ما كرم الله الإنسان على سائر المخلوقات حتى الملائكة لأنه يريد منا أن نخطئ ونتوب .. في التوبة تحقيق للتوازن كلما استعدنا خطوتنا من توهة حيرتناعبر ممرات الحياة ..
أسأل الله الثبات على الصراط المستقيم لي ولكم أحبتي في الله.