سئمت من الحياة
كل الحياة
سئمت من كل ما فيها
لم أعد أحبها ، ولا أهواها
ما عدت قط أشتهيها
سئمت من ملامحي الجوفاء
من الخريف الذي يسكن قلبي ، ولا يرحل
ولا يزورني الشتاء
ولا يمر الربيع بباب قلبي
ولا يعطي روحي أمانيها
سئمت من السكون ، والجنون
وطعم الحلوى الذي غدا مراً بجوفي
وحظي العاثر ، يداى المرتعشتان من الخوف من القادم
وهذا الطفل الذي شاخ قبل الأوان
وما ذاق به الأمان
ولا فرح ببهجة الزمان
وصحراء أيامي القاحلة التي لا يزورها الماء
ولا تعبر بها قافلة
تأخذني لبعيد .. بعيد
لأرضٍ خضراء من كل الأوجاع تنسيها.
سئمت من الفرح الذي لا يطرق بابي
ولا يمنح قلبي بعض الأمل
سئمت من عربات الرحيل
وشمس الغياب التي لا تغرب
والرسائل التي لا تصل لوجهتها الصحيحة
والباص الذي لا يصل لبابي أبدأ
وأجراس المأذن التي لا أسمعها
ودموعي التي لا تجف من خدي
وماذا بعد ،
سئمت من السذاجة التي تعج بقلبي
والرتابة ، والسكون
سئمت من حروف لغتي ، أبجديتي التي لا تعبر مكنون بقلبي
ورابطة عنقي التي تكاد تخنقني
سئمت من يدي البيضاء
مكبلة بالأصفاد ، والحديد
ولا جديد لها سوى الشقاء
والعمر الذي تكاد شمسه أن تغرب
وأنا لكل مكان أهرب
ولا أستطيع أن أمنحها أمانيها