أنت يا من رحلت بلا عودة
ماذا لو أتيتني في الأحلام؟!
لأحدثك كيف حالي من بعدك
لم تعد دنيتي دنيا
أصبح كل شيء ساكنًا
موتك أمات الحياة في عيني و قلبي
و بعثرني جاعلا مني بقايا جسد
لم أستطع تجاوز هول الفقد
و روحي كل يوم تتعرى من أقنعة القوة و الثبات
و يتساقط هلامها فتتهاوى قدراتي
و ينهار تماسكي أمام نغزات الوداع..
لماذا غادرتني هكذا بدون مقدمات؟
لم حرمتني فرصة احتضانك؟
و أنا ما زلت بحاجة إليك أبتي
تحتويني كلما أوجعني الآخرين
و تنزع أشواك الخوف عني
و تلبسني أثواب السكينة..
فقيدي!
تتقاذفني تساؤلات عدة
هل ما أحياه حقيقة أم هي أحلام يقظة؟
أتدري بأن مؤشر نبضي متذبذب؟!
تارة يأبى العيش من دونك
و تارة يتأقلم مع هذا الكابوس المزعج..
أبي يا سندي و لا سند لي من بعدك غير الله
ابنتك أصبحت كفراشة تتقلب على جمر الفراق
و ربما يوما ما ستحترق بلوعات غيابك
لو تعلم يا قرة العين
كيف أقضي ليلي مع صرخاتي الصماء في جوف أحشائي الممزقة اشتياقا إليك..
و عندما أطالع تذكارك أحادثك
و أبكي بين يديك فهل تسمعني و أنت تحت الثرى؟
هل تصلك حرقة أحزاني الهاطلة من المقل؟
والدي أَعلمُ بأن روحك معي في كل ثانية من عمري
تحرسني و تمسح دمعاتي قبل أن تسيل..
يا أول رجل في حياتي
مهما باعدت بيننا بروج الموت
سيبقى اسمك على قيد الحياة
بين دهاليز قلبي الذي لا يفتأ ذكرك…