أراني أغزل دموعا من طرفي
مصال جلل والقلب في رجف
ٱرتعاشة في جسمي وإن تخفى
أبانتها دموعي فيضا بلا وقف
أسوار ٱنصدعت ومنازل خربت
والقلوب حيارى من شدة الوجف (1)
زلزال أحاط الأهالي من كل صوب
ما لهم سواك تبعد البأس وتشفي
كل مرتفع ومنحدر جراحات تدمي
أم ثكلى ويتامى والبرد في القذف
حفاة عراة والخطب قد ٱصطفاهم
الناس من الأهوال فوق الوصف
رجت الأرض فأتاها الهباء منبثا
وزاغت الأبصار لمن تحت السقف
إليك ربي نرفع أكفنا بهذا الدعاء
إخواننا هناك فٱبعد كل صرف
هم الأهلون وإن شطت بيننا ديار
الخطب عظيم يزحف حثيثا بندف (2)
أملت منك كل الرجاء ،فالنفوس مخنوقة ،أن تشملهم بجميل اللطف
ربي ليس سواك تبعد الهم والكرب
زلزال أرعب ،لم يبقي إلا الشظف (3)
هل صاحت الأرض تمردا فهدمت
ثم أبادت ،أم أمرك قضاء ،فكف ؟!
رجوتك والنفس في ضيق تحسرا
منا الرجاء لسبيل اللطف والعطف
كل الذين أتوك بسؤالهم توسلا
كنت المجيب تزيل الغم في دنف (4)
أنبياؤك أصفياؤك والبلاء أصابهم
شملتهم بعفوك الكريم بلا كلف
فهذا نوح حمله الفلك وهو يدعو
فٱنشق اليم اللجي نصفا ونصف
ولخليلك إبراهيم جعلت النار له
بردا، والنسيم أسيل بلا حجف (5)
ويوسف أخرجته من غيابة الجب
والسجن قصرا جعلت له لا كهف
وأيوب مسه الضر فدعاك في سره
أن ربي عجل بكشف الداء وٱشف
أما يونس حين ٱلتهمه الحوت دعا
فنفته في الشط طوعا بلا عنف
وكليمك موسى فر من الظلم كما
أمرت ، البحر ٱستحال برا بلا خوف
وحبيبك خاتم النبيين وإمامهم
نصرته يوم القوم عليه صفا بصف
حفته ملائكة من السماء شديدة
أشرقت الأرض إيمانا بلا خسف
وأنا الضعيف أتيت إليك متوسلا
أشكو حال إخوتي هناك وضعفي
لست على قدر نبيك محمد قدرا
هو شفيعي به يستقوي ضعفي
ها أنا أقف بأعتاب رحمتك يا رب
تدثرنا بعطفك ،فأجمل اللحف! (6)
رجوتك ربي فالبأس أدمى القلوب
الأرض ٱهتزت والجسوم كالشظف
فيا من يرجى في النوائب رحماك
عجل بالفرج والهم ٱبعد باللطف..
المعجم اللغوي:
_1_الوجف : تخفق من خوف..”قلوب يومئذ واجفة”
2 ندف: صوت سريع _مصدر فعل (ندف _ يندف _ ندفا وندفانا)
3 الشظف: الضيق والشدة
4 دنف: ٱقترب ودنا ،فهو دنف وهم أدناف..
_5_حجف : صوت يخرج من الجوف..
6 اللحف: ما يلتحف به .واللحاف هو اللباس أو غطاء يتدثر به النائم..والكفن لحاف الميت…