القصيدة التي تولد في السماء
لا تموت ..
هي تتمرن على التحليق
تزرر مغالق اللغة لتشهق دهشة بكعب عال.
تفك إسارها من قيود أرض ميتة أضناها الشحوب ..وتخلص أنفاسها المجهدة بامتطاء سفينة الحرف والكلمة الشعرية ..
هكذا ينهض الشّعر في حاضرة مكناسة الزيتون ..
كان الاحتفاء بالشاعرة “نادية العمراتي” بطعم الرقص ..والعبور إلى حيث المجاز يقول كلماته وينثر معانيه ..من خلال ديوانها : ” رقصة قبل الموت”.
رقصة قبل الموت؛ إشعار بالانتصار للحياة ..انتصار للحب ..
أمسية شعرية؛ تحتفي بالشاعرة وديوانها الشعري من خلال قراءة نقدية للديوان من قبل الأستاذ الناقد “جمال المرزوقي”، الذي كانت قراءته للعمل الشعري عميقة، بدءا من وقوفه عند العنوان إلى محاولاته تفتيت قضايا المجموعة الشعرية ..وسير اللقاء الأستاذ المقتدر “زكرياء وجيط” الذي بدوره وقف على مضامين الديوان وسير فقرات الأمسية بحس شاعر مرهف ..مشيرا إلى ماتختزله النصوص من دفقات شعرية ومن معاني ..فالشاعرة رقصت شعرا ،وكان ميلاد قصائددها انتفاضة تجملت بها أغلب قصائد الأضمومة الشعرية ..فالتمرس والاعتكاف في المحراب الشعري لا يمكنه إلا أن يعلن على صوت شعري أنثوي ثائر على كل فوضى الموت واللاحياة ..
ولم تكتمل اللوحة الشعرية إلا بقراءات شعرية لشاعرات تمرسن بالحرف فأينعت الحروف وتلألأت في سماء الحاضرة الإسماعيلية.والبداية كانت مع الشاعرة المتألقة “فاطمة الشيري” التي تتنفس نبض مدينة طنجة العالية والشاعرة الزجالة ابنة مدينة زرهون العاشقة لمدينة الشمس “سيدي قاسم” ليلى حجامي”، وطبعا لاتكتمل اللوحة إلا بصوت شاعر قادم من مدينة الحاجب البهية ؛ الشاعر ” الحسين نكور” الذي أمتع الحضور بنصوص شعرية معبرة عن ذات شعرية عاشقة حالمة واكتمل البهاء الشعري بوصلات غنائية وعزف بديع للفنان المبدع “صلاح الطويل ” …وتجدر الإشارة إلى كون الاحتفاء الشعري كان من تنظيم جمعية مركز أناسي للتدريب والاستشارات بتنسيق مع المركز المغربي للثقافة والإبداع والجمعية المغربية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بفضاء غرفة الصناعة التقليدية” زين العابدين بمكناس وبحضور جمهور وازن متذوق للشعر.
هو الشّعر عندما يكتب بماء الروح وبإحساس يتدفق فيصل المتلقي ..
مقالات ذات الصلة
17/12/2024