أمي من نسمات هبت من قمم الأوراس الأشم ، بالشعر الملحون يرتشف قصائد الاباء والصمود ، وتحلم بأحلام من الصنوبر والبلوط وخصلات من الحلفاء تتمايل مع هبات النسيم …
ترتشف قهوة المساء على ضفاف قممه بنظرتها الثاقبة وجبينها (حلي يوضع على الجبين ) يتلألأ بأحجار الكريمة من أرضنا الخصبة من لجين كصفحة الماء عند بزوغ اشعة الشمس في يوم كان ماطرا فشمسه تشرق بيضاء لصفاء السماء وقلبها العامر بحب الناس والعشيرة والوطن.
أنت من تبث فينا عشق الوطن وكل تضاريسه لأنه مخضب بدماء زكية افتدته بسخاء ؛ من زوجها الشهيد (الأب) ومن أهلها وعشيرتها ففي كل بيت شهيد او شهداء.
أنت من ربطتنا بتربته و بأشجاره التي تروي الكثير من القصص لأبطالنا الأشاوس
فكانت رفيقته في كفاحه تداريه عن أعدائه وتطعمه عند جوعه وتكون فراشه عد نومه ؛يا لها من رفيق مخلص ووفيّ!
أنت من تواسينا عند الحزن وتبعد عنا ويلاته ! بالصبر الجميل الذي لا ينطق إلا بالحمد لله والشكر له في السراء والضراء …
لا تعرف للقنوط طريقا ولا تعترف به صديقا تمقته وتحاربه بالإيمان القوي النابع من تربيتها الصالحة وأخلاقها الفاضلة …
عمرها كان دفتر مفتوح للاقتداء والتعلم والاستفادة …
وجرعات الأمل والمحبة والإخلاص والوفاء وحبّ الخير نأخذها بانتظام ؛ ولكل قصة عبرة ؛ دائما في مدرسة الحياة ، ومواجهة الواقع نتعايش على كل الظروف مهما كانت صعوبتها ؛ نحاول حل كل مشكلة بالتكافل والتكامل مع بعضنا …
فنكون السند الحقيقي دو ن منٍ و تنمر وترفع ، بل كأنه واقع بالجميع .
تصبّ فينا الإلهام لنحلم ونتصالح مع واقعنا ننتظر ولا نملّ أبدا نحقق ما نصبو إليه سواءً بالمعرفة والدراية وبالتجربة والتكرار دون قلق حتى نصلّ
فالطموح رضعناه وتربينا عليه
أمي امرأة ولا كل النساء . قوية لدرجة تمشي بمفردها في أزقة الموت ولا تخاف …
تجابه كل لصوص الامن ولا تلتفت لهم … تبزق على الأرض التي سمحت لهم بالسير في تربتها الطاهرة!
كيف ولم تلفظهم لقمامة التاريخ !؟
إنها تحب الحكمة وهي مخاض نتج عن خبرة الكبار لتجتنب العثرات
جمالها نور كلما توظأت ازدادت هالة النور والقبول ومحبة الناس …لأنها حبيبة المساكين .