عندما يتفجَّرُ الإبداع ليعلن عن انكتاب وهندسة نص إبداعي مسرحي يكون الحلم بمساحة تسنح للذّات النّاسِجة للإبداع بجعل التِّيمات والموضوعات المسكوت عنها (( الطابوهات)) تنتقل من ردهات الصّمت ومنطقة الظل إلى الكشف والانكشافِ والانكتاب، والبوح الْمُتمرِّد في حضرة بوح / أبواح نهضت من خيوط الواقع والتّخييل والمتخَيّلِ ..فانكتب نص المسرحية الدّرامية : ” حضرة البوح لويزا ومارين ملحمة العصر، بقلم سيَّالّ نابضٍ بالْحُلم والرَّغبة في رتق الأوراق التي تقبع في زاويا الظلمة ..
إنه المبدع والناقد الممسك بالحلم لإبداع نص قوي في مجال أبي الفنون ” المسرح ” ..الدكتور عبد الرحمن بن زيدان” ؛ الذي عاد للثُّرات ليخرج عمله الفنِّي بنفسٍ مُتَّسمٍ بالتَّجديد، وهذا ما تعكسُه أسماء الشَّخصيات التي اختارها لمسرحيته ..فكل اسم يختزل دلالات كثيرة عميقة وبليغة تجد مرجعا لها في التراث والفكر الصوفي سواء الأحاديث النبوية أو الواقع المتخيل..
التجأ المبدع ” عبد الرّحمن بن زيدان” إلى الرَّمز والتَّخييل لبناء معمار هذا النّص وتشكييله، لينهض إبداعا مسرحيا ؛ يعالج موضوع صناعة الإرهاب ..هو الوعي بالتّاريخ وبالواقع والرؤية للعالم تجسَّد من خلال مشاهد وأبواح هاته المسرحية التي نهضت في شكل أصوات وحوارات بين شخصيات متخيلة رامزة تحتاج من القارئ / المتلقي لامتلاك أدوات وآليات للقراءة والتّأويل والتفْكيكِ والتّشفِير..لذلك نأى يراعُ المبدع عن المباشرة في تناول القضايا التي يحفل بها هذا النص الإبداعي المسرحي الدرامي ..
إن الذات الكاتبة انكتبت من خلال المكابدة والاحتراق بقضايا بُؤَرية يشهدها العالم ..
وفي هذا العمل الإبداعي يتجلَّى صوت المرأة عاليا من خلال تعريتها للشُّخوص التي تتردد على غرفتها المغلقة المظلمة من أجل العلاج ..فيكون البوح، والأبواح في حضرتها مكشوفا عاريا دونما أقنعةٍ ..يتعرى العالم يبوح يجهر بحقيقته وهُويته ..فالمرأة كائن لا يرضَخُ للأقنعة المعاصرة التي ترغب في جسدها وجمالها تحت مسمى ” النكاح المباح” ..
المسرحية تكشف النقاب عن أقنعة المتاجرين في الدين” سماسرة السياسة والمتأسلمين ..والصّراع المحتدم حول الحلال والحرام من زاوية هؤلاء الممتطين للفكر المتطرف الرَّافضين لأي صوت آخر من شأنه أن يفضح بشاعتهم وقبحهم وظلامهم وجحيمهم ..
إنَّهُ الإبداع المُتخَلِّقُ من رحم رؤية إبداعية تؤمن بضرورة جعل الإبداع والفن في خدمة الوعيِ والفكر الحُرِّ ..
هو بوح وكشف وصهيل في حضرة جوقة المختبئين في جُبَّةِ رجل الدين ” قزح ” الشَّيطان المعاصر للوصول إلى مشتهاه وتحقيق مآربه السِّياسية والجسدية ..
حضرة البوح؛ نص يعري بشكل جمالي استيتيقي ما يجول لدى أصحاب الفكر الإرهابي ومهندسي السياسات الظّلامية التي تنخر جسد المجتمعات وأصقاع في هذا العالم تحت مسميات عديدة ..
حضور المرأة :
جعل الكاتب للمرأة في هذا النص حضورا قويا من خلال شخصية ” العروف ” التي استطاعت كشف قناع الشّر المتواري في شخصية “قزح” وأتباعه ومريديه ..فالمرأة ها هنا صوت فاضخ للأقنعة..صوت ينكتب حلما ثورة وقوة.