وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة
قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك، قال إني أعلم مالا تعلمون.
نتساءل لم كل هذا الفساد الذي ينتشر انتشار النار في الهشيم؟
لأسباب عدّة والأجوبة متعددة
من الصعب أن يفسد الرجل المرأة إلا نادرًا
لكن بكل سهولة تفسد النساء الرجال
لإن المرأة هي من تصنع الرجال
وبانحلالها تجعله يسلك سبل الشيطان
قررت أن أغوص في عمق سيكولوجية المرأة والرجل في حقيقة هذا التغير المرعب
وسأسلط الضوء على جوانب حقيقة مما تعانيه المرأة والرجل
طوال عقود مضت أو يزيد وأنا أتصارع مع الحياة جهلا بالرجل، جهلا بفكرة شبت معي وبحكم إن المرأة تحتاج إلى الاهتمام والدلال والسكن
وهذه هي فطرة في بنات حواء
وأيضا جهلا بالتركيبة التي خلق عليها الرجل
أن استكانتي للسلام مع نفسي لاكون ما أنا عليه اليوم لم يكن نتيجة فراغ..بل نتيجة عذاب أقام بروحي وحياتي
وقد استدعي مني أن أغوص أكثر وأتدبر أعمق في ملكوت الله، لتتجمد مشاعري في درجة تحت الصفر ليستمر المركَب بالإبحار
فأصم آذاني وأهدهد قلبي الصغير وابعده عن شلالات الخِذْلان والتفاهات وأنانية الرجل الذي يتضح لي جليا في كل مرة مع مواقف الحياة المتتالية بمجرد اتضاح الحقيقة لينكسر شيء بداخلي، فلم يوصي رسولنا الكريم بالقوارير من فراغ بل إنه وحي يوحى لقد وصلنا فعليًا إلى مرحلة ليدق ناقوس الخطر لنطرح الحقيقة الدقيقة أمام ما يحدث اليوم
حقا إن كل واحد منا يعي ما يحتاحه الأخر فالرجل بطبعه يحب و يسعى لمتعته وإشباع هواه وغريزته قبل أي شيء حتى على حساب قلب أحبه واخلص له طوال حياته
وهذا ما يجب أن يترسخ في ذهن كل أنثى
والمرأة تبحث عن الاهتمام والسكن والدفء والوفاء
ولتعلم إنها لن تناله ولترسخ الفكرة بروحها وعقلها حتى تتجنب الانكسار
لكن جهل كل واحد للأخر جعلنا نعاني كثيرًا ونتصارع مع فطرة فطرها الله في خلقة
فما نراه من منافسة المرأة للرجل لن يزيدنا إلا ابتعادًا عن الفطرة وتحدي لما خلق الله وهروبًا لمستنقعات الفساد
هل نعارض ونحتج على حكمة وعلم هو أكبر من قدرتنا على استعابه؟
غير أن مخاصمتي للمرأة سيكون واضحًا كونها اتخذت الطريق الخطأ الذي سيزيدها عذابًا وضياعًا وتعبا نفسيًا وجسديًا
ولفك هذا الصندوق المغلق
ليس سهلا لكن هذا الصراع وتحرر المرأة ومنافستها للرجل تستدعي أن اهمس في أذن كل امرأة انك عظيمة ومكانتك قد كرمها خالق الكون سبحانه
ألم يقل سيد الخلق أوصيكم بالنساء خيرًا في آخر كلامه الم يقل أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك ، والحقيقة أنه لابد أن تعي انك ركيزة الحياة أيتها الأم
فمن علم البنت علم أسرة وإنشاء خلية لبنية سليمة وركيزة لمجتمع صالح متماسك
لاتحيدي عن الحق وتبحثي بعيدًا فكل حلولك في قربك من خالقك
من هنا عليك أن تعي انك من تصنعي الرجال وتساندي الرجل أن تلتزمي بما خصك الله وتباعدي عن طريق لا مخرج منه إلا بخسائر أكبر.
قد تبين إن المرأة عزت كل شيء يا حبذا لو تغزوه بفكرها ونور قلبها وتمسكها بخالقها لأنها خلقت لرسالة أسمى من منافستها للرجل
أن مكانتك عظيمة عند الله يا أنثى زماني
لقد أعطاك خالقك كل حقوقك وليس هناك قانون اعدل مما خصك به خالقك لقد كرمك فلنسلك سبله متسلحين بخبرتنا، تلك الخبرة التي دفعنا ثمنها غاليًا، ولا يجب أن نضيعها في المحاسبة على الأطلال واتهام الحياة بظلمنا والتربص بنا عند كل خِذْلان وخيانة وانكسار
بل عليك أن تعي إننا بالحياة الدنيا وما الدنيا إلا شقاء
فلتعقدي على سلوك طريق ربك والرضاء بما أعطاك وتقبل حقيقة الرجل الذي لن يكتمل إلا بحكمة ووعي منك فبتحديك للفطرة لن يزيدك إلا خسرانًا لنفسك قبل غيرك
فلتستسلمي لقانون رب الكون واتخذي دستوره لتعي حقيقة وجودك وتقومي سلوكك وسلوك مجتمعك فبصلاحك يصلح كل ما حولك وبك يستقيم الرجل لأنه لن يستقيم إلا بتمسكه بخالقه وهذه رسالتك عندها يزول الفساد وتستقيم الأمم.
لتعلمي ولتتعلمي يا أنثى زماني أنه لا حب يفوق حب الله .