بيتي بقلم: عبداللطيف ديدوش / المغرب

بيتي يحزم حقائبه ويغادر عتباتي
أقيم الآن في إحداثيات قصيدة
أغرق في فضاء منثور
وأصحو على شخير تفعيلة
مواقدي مطفأة
صحوني عاطلة عن العمل
ملابسي فوضى سوق أسبوعي
كتبي تتلاطم في مخدعي
تشع شموسا و مجرات
بلذة عاشق مهووس أحضنها
أتلمظها طفلا طافحا بالرغبات
أستبطن دوستويفسكي نيتشه كافكا
أهيج تحت الجلد شيخ المعرة
أسامر إخوان الصفا
أواصل معراج ( أونامير )
أغص بلألئ الأرض
أتقيأ تمائم المعبد…
و أضغط على زرِّ الطرَّاد

…….
لم يعد مرحبا بي في بيتي
مزلاج الباب عصي على المفتاح
قدمي تتعثر في الوصيد
الرطوبة تزكم أنفي
غرفتي ضيقة على فوضاي
أوراقي وليمة أرضات صغيرة
التلفاز الغبي يبث قذارة العالم
الذبذبات وابل من التفاهة
المطبخ ممل كأقراص الفيتامين
بيتي ضاق بي وضقت به
بيتي أضاع الطريق إليَّ
تسكع في الدروب طويلا
سأل عني المقاهي، الحانات و العابرين
لا أحد دلَّه عليَّ
نسي البيت ربَّه
تشرد بين الأزقة
دون آوٍ أو لاجئ
بيتي يَبِيتُ في العراء
يفتح أبوابه لحقائب طائشة
تطل من نوافذه الأحضان
و يسيل على درْجه الحنين
بيتي يذْبل الآن من الوحدة
يطلي جدرانه بالغربة
يقف دقائق
ساعات
سنوات صمت
على ناكر
أو نازح
أو عابر …

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *