البهلوان : مرحبا أصدقاء منذ مدة لم نلتق لنحتفل بكما ..لقد افتقدت حضوري بينكما ..وأنتما ؟!.
يبدأ القناع بالكلام ..يا سيدي لا أخفيك إنني بت أخجل من نفسي وضقت ضجرا من هذا الوجه الذي يرتديني طوال الوقت..هذا الوجه القبيح البشع الذي لم تنفعه جميع مساحيق التجميل الموجودة في هذا العالم ..
يمسح عرقه ويواصل ..انظر إلي جيدا ..حدق في أثر التعب البادي علي ..هذا الوجه البشع القبيح لم يرحمني يوما؛ يصر على ارتدائي دوما لإخفاء عيوبه والتستر على نواياه الخبيثة السيئة ..
سيدي ..رجاء اسأله الرحمة لي ..لقد تعبت منه ..لم أعد أتحمل وقاحته..قبحه ..إنه شرير..انتهازي ..كذاب..
مذ التقيته ذات محطة ..صرت ملازما له ..لا يقوى على الظهور دوني ..بت ظله ..ارحمني سيدي ..حررني منه ومن جبروته..
أريد أن أعود لمملكتي ..أنا مجرد مغلوب على أمره ..وجدت في هذا العالم لخدمة أمثاله من المنافقين والكذابين ..ارحمني ..لا تتخلى عني ..
البهلوان : آه لهذا العالم وقسوته ..أتراني أفضل منك حظا ..أنا أتعس الكائنات في هذا الكوكب البئيس ..لم أكشف يوما عن حقيقتي ..عن شجني وعن حجم معاناتي ..أنا الوجه الآخر للحزن والوجع ..لكن قدري أن أكون بهلوانا ..
أن أكون الوجه الضحوك الباسم دوما ..أن أضحك من حولي ..أعيش شيزوفرينيا قاتلة ..يا إلهي ..!!.
وينخرط في الضكك الهستيري …هههه..
تراك اقتنعت أنني شبيهك في الحزن والوجع ..
نعم ..نعم ..أنا القناع الآخر للحقيقة ..قدري أن أضحك الآخرين وأن أدخل على قلوبهم السعادة ..أن أبعثهم في فصول خضراء قشيبة ..
أنا الوجه الآخر للتعاسة ..تبا ..تبا ..هذا العالم غير عادل ..!!.
يمد يديه للقناع ويردد:
يا صديق الطريق والحزن ..يا أيها القناع التعيس البئيس ..دعنا نجرب السفر إلى عوالمنا الحقيقية ..لننزع أقنعتنا ..ونصرخ بأعلى صوتنا ..
نحن ..نحن قدر الآخر ..لا قدر لنا ..
تعال نبحث عنا ..عن طريقنا ..!!
تشرق الشمس ..
يتقدم نحو الخشبة الراوي بعكازه :
على هاته الأرض مشاهد مؤلمة ..أقنعة ..وجوه ..أحزان ..حروب وهناك دوما أمل ..
يلتحق به الوجه والقناع والبهلوان ..
ويرفعان الشمس عاليا ..
فلنمضي في طريقنا بحثا عن الحقيقة ..عن الأمل ..عن الإشراقة ..
يعانق القناع البهلوان
ويتركان الوجه في حيرة ..يتحسس وجهه العاري ..القبيح ..!!.