مــــاضــرَّ قــافــلــةً كــــلابٌ تَــنــبَحُ
———-
بــالــمَدْحِ يَــرتَــفعُ الأمــيــرُ فــيــفرحُ
فــتــراهُ يُــجْــزِلُ بــالــعطاءِ ويَــمْــنَحُ
–
لــكــنْ عــظــيمُ الــقَــدْرِ مِــثلُ مُــحمَّدٍ
يــســمو الـــذي لــهُ بــالقصائدِ يَــمدحُ
–
إنْ جـــاءهُ الــمــنسيُّ يــومــاً مــادحــاً
فــوقَ الــنجومِ الــزُّهْرِ بَــدراً يُــصبحُ
–
فــــأتــاهُ كَــــعــبٌ خــائــفــاً مُــتــنكِّراً
لــلــحَــقِّ فــــاءَ ولــلــهــدايةِ يَــجْــنحُ
–
أهـــدى الــرســولَ قــصــيدةً لامــيَّــةً
وبــظــنّــهِ عــنــهُ الــنّــبيُّ سَــيَــصفَحُ
–
فـــإذا الــرســولُ يَــزِيدُ فــي إكــرامِهِ
وعــلــيهِ بُــرْدَتَــهُ الــشــريفةَ يَــطْرَحُ
–
هــي أثْــمَنُ الأشــياءِ ما عاشَ الورى
وبــهــا كِـــرَامُ الــنــاسِ حــقاً تَــطمَحُ
–
مــا خــابَ مَــنْ يــأتيْ لأَحــمدَ مُــسْلماً
ســيــفوزُ حَــتْــماً بــالــنجاةِ ويَــنــجَحُ
–
هـــو فـــوقَ أَبْــعَادِ الــكلامِ وسِــحرِهِ
وأجـــلُّ مِــمَّــا قـــدْ يُــقَــالُ ويُــفْصَحُ
–
لـــمْ يَـــدْرُسِ الأَدْيَـــانَ عِــنــدَ مُــعلِّمٍ
بـــلْ كـــانَ بــالأَغْــنَامِ حــقاً يَــسْرَحُ
–
فــــأتــاهُ نــــامــوسُ الــنــبوَّةِ مُــنْــزَلاً
لــيــقــومَ يَــهْــدِيْ لــلــعِبادِ ويَــنــصَحُ
–
ويُــحرِّرُ الــفِكْرَ الــمُغَيَّبَ فــي الهوى
فــالناسُ كــانتْ فــي الــجهالةِ تَــرْزَحُ
–
فــــأتــى بــدَسْــتُورٍ عــظــيمٍ مُــحْــكَمٍ
هــو عَــبرَ أحــقابِ الــزمانِ الأَصْــلَحُ
–
فــغــدا إلـــى الــثِّــقَلينِ خــيــرُ مُــعَلِّمٍ
كـــلُّ الــعــوالمِ مِـــنْ مَــعِينِهِ تَــنْضَحُ
–
مَـــنْ ســـارَ مُــلتزِماً عــلى مِــنهاجِهِ
مِـــنْ دونِ تَــفــرِيطٍ ولا هــو يَــشْطَحُ
–
قــد فــازَ فــي دُنــيَاهُ أو بــعدَ الــرّدى
حَــسَــنَــاتُهُ يـــومَ الــقــيامةِ تَــرْجَــحُ
–
مَنْ عَبَّ مِنْ حوضِ الحبيبِ المصطفى
بُــشْــرَاهُ عَــنْ نــارِ الــلَّظى يَــتَزَحْزَحُ
–
طُــوبى لِــمَنْ عَــبَرَ الــصِّراطَ بِسُرْعَةٍ
أبــــوابُ جَــــنَّــاتِ الــنَّــعيمِ تُــفَــتَّحُ
–
فــيــها مِـــن الــخيراتِ لاعَــينٌ رأتْ
والــطِّــيبُ مِـــنْ كــلِّ الأمــاكنِ يَــنْفَحُ
–
مــاكــنتُ كُــفْــئاً كـــي أفــوزَ بــمدحِهِ
فــالــقلبُ مِــنْ فَــرْطِ الــمحبَّةِ يَــصْدَحُ
–
حـــبُّ الــنَّــبيِّ و آلـــهِ فـــي طــبعنا
هــــو ثــــابــتٌ بــقــلــوبِنا لايُــمْــسَحُ
–
فــي حــبِّهِ تــسمو الــنّفوسُ إلــى العلا
فـــي عــالــمٍ فـــوقَ الــعوالمِ تَــسْبَحُ
–
هــو ســيّدُ الــثّقلينِ مُــذْ خُــلِقَ الــورى
عَــبْــرَ الــزمانِ ومــا يَــجيءُ ويَــبْرَحُ
–
إنَّ الــذي قــدْ سَبَّ عِرضَ المصطفى
فــنَــظِيرُهُ الــخــنزيرُ بــلْ هــو أوقَــحُ
–
يــــرضــى الأذى لــنــبــيِّهِ مُــتَــعَــمِّداً
وهـــو الـــذي فـــي حــبِّــهِ يَــتَــبَجَّحُ
–
لا والـــذي سَــمَــكَ الــســماءَ لــكاذبٌ
حِــقدُ الــمجوسِ مــنَ الأخــادعِ يَرْشَحُ
–
مـــا نـــالَ مِــنــهُ الــحاقدونَ بــخُبْثِهمْ
لـــنْ يُــفْــلِحَ الــغِــرُّ الــذي بــهِ يَــقْدَحُ
–
يــأتــونَ فـــي يـــومِ الــقيامةِ رُكَّــعاً
والــنــارُ تَــسْعَرُ فــي الــوجوهِ وتَــلْفَحُ
–
فــلــيعلمِ الأنــجاسُ فــي كــلِّ الــورى
مــــاضــرَّ قــافــلــةً كــــلابٌ تَــنــبَحُ
————
عــبــدالــناصر عــلــيــوي الــعــبيدي
البيان اللغوي:
اللغة والبلاغة: يعتمد الشاعر على لغة غنية بالصور البلاغية والمجاز، مما يثري النص بتعبيرات قوية ومؤثرة يستخدم عبارات مثل (كلابٌ تنبح) و(بدرًا يصبحُ) التي تحمل دلالات عميقة تعكس الصراع بين الحق والباطل وتبرز معاني الإخلاص والمحبة.
الأسلوب: تتسم الأبيات بالتناغم بين الألفاظ والمعاني حيث يُبرز الشاعر جمال اللغة العربية في التعبير عن المشاعر الروحية والأخلاقية. يعتمد الشاعر على القافية والوزن بمهارة. مما يضمن انسجام النص وجاذبيته.
البيان الصوري: التصوير الجمالي: يقدم الشاعر صورًا بصرية مدهشة، مثل (فوقَ النجومِ الزُّهرِ) مما يخلق مشهدًا يعكس العظمة والجمال. هذه الصور تعزز الرؤية الروحية للنص وتجعل القارئ يشعر بتلك الأبعاد السامية.
الإيقاع والتناغم: يتميز النص بإيقاع موسيقي يجذب الانتباه، حيث يساعد تنوع الإيقاع بين الأبيات في توصيل المشاعر المختلفة من الفخر إلى الوزن إلى التأمل، مما يعكس تجارب إنسانية عميقة.
الجوهر الدلالي: المدح والنبوة: يشدد النص على أهمية المدح كوسيلة للتعبير عن الفخر والحب للنبي محمد (صلى الله عليه واله وسلم). يُظهر أن المدح يتجاوز الكلمات ليكون تعبيرًا عن التقدير العميق للمكانة الروحية.
القيم الإنسانية: يعبر النص عن قيم المحبة. الرحمة. والكرامة. مسلطًا الضوء على كيف أن اتباع نهج النبي يعزز القيم الإنسانية في المجتمع، مما يجعل الأفراد أكثر إنسانية وتواصلًا.
التحليل الفلسفي: تأملات في الوجود: يعكس النص رؤية فلسفية تتناول معنى الحياة والمصير، موضحًا أن الأفعال في الحياة تحدد المسار الروحي ويشير إلى أهمية الخيارات في بناء المستقبل.
الدعوة للتفكر: يُظهر النص أن حب النبي (صلى الله عليه واله وسلم) يتطلب من الأفراد التأمل في أفعالهم وكيف يمكنهم المساهمة في نشر القيم الإنسانية.
الأبعاد التاريخية: استحضار الشخصيات التاريخية يُحضر الشاعر التاريخ الإسلامي من خلال ذكر كعب بن زهير، مما يُبرز الشخصيات التي أسهمت في نشر الرسالة المحمدية. ويُظهر كيف كانت هذه الشخصيات نموذجًا يُحتذى به في الإخلاص والولاء.
الأبعاد الروحية: الامتداد الروحي: يشير النص إلى أن حب النبي يمتد عبر الأجيال وأن تأثيره مستمر في قلوب المؤمنين..مما يعزز الأمل والتفاؤل في الحياة.
الدعوة للأخلاق الرفيعة: يحمل النص رسالة قوية حول أهمية الأخلاق، مُظهرًا أن السلوكيات النبيلة تعزز من التفاعل الإيجابي بين الناس.
الاستنتاج:
رسالة متكاملة: يعكس النص رسالة شاملة تعبر عن الحب العميق للنبي داعيًا للتأمل في سلوكيات الإنسان ومدى انسجامها مع القيم النبوية. يُظهر كيف أن اتباع تعاليم النبي يمكن أن يُحدث تغييرًا إيجابيًا في المجتمع.
النص الشعري (ماضرَّ قافلةً كلابٌ تنبح) يتجاوز مجرد المدح فهو دعوة للتفكر في العلاقة بين الإنسان ونبيه وما يمكن أن يقدمه هذا الحب من أثر إيجابي في الحياة اليومية.
من خلال لغة شاعرية غنية وصور جمالية بديعة. يعبر الشاعر عن مشاعر عميقة تتعلق بالمحبة والولاء والأخلاق. مما يجعل النص يستحق التأمل والدراسة. إن النص يُبرز قدرة الشعر على حمل الرسائل الروحية والأخلاقية، ويعكس روح الإيمان والصمود في مواجهة التحديات.