أعلم أن الذي بيننا يضاهي المستحيل
و أنني مهما تجاهلت ما بجراب الروح من ولع
فسأعود إليك
كالغيوم تسحبها الرياح إلى مخدعها الأخير ..
و أنّني مهما أنكرت حبك
فقلبي ذائب في ألقك
إلى حد باذخ
لم أكن أتوقعه من نفسي
و مهما ابتعدت
فلديّ ذلك الانتماء الكسيح إليك
و سأظل عالقة في كوة ذكراك
و آترقب أهازيج عودتنا
ملأ الإيمان
بعودة طائر مهاجر إلى أرضه مهما تاه ..
و أنّني سأظل متمسكة
مهما تظاهرت بالافلات ..
و أعلم كذلك أنّ جلدك يفوق تصميمي
و أنّ عزيمتك في المضي جسورة
رغم رغبتك المطلقة في البقاء
و أنّ استمرارك في الطريق المعاكس
لا يُشلّْ
مهما أثقلك الشوق
أو أهانك الأمل ..
إنّك تجيد الرحيل إذا فرض عليك ..
تجيد طيّ الذكرى في حقائب النسيان ..
إذا لزم الأمر مشروعا أكبر من الفراق ..
و ستستنفر حواسك ..كلها
لترعى تيهك حتى الرمق الأخير ..
وحدي من ..
أرغب بالرحيل و لا طاقة لي عليه ..
أرغب بالنسيان و أعجز عنه ..
أرغب بالهروب و استسلم عند أول “مرحبا” …