ها أنا أخرج من عباءة الرماد، توسوس لي ذاكرتي أن أعود، أفتح مغاليق الحيرة، تبادرني بسؤال:-كيف حالك؟ كيف حالي؟
وأنا المركونة في زاوية ،حشرت فيها أمنياتي، جربت بها فساتين الوقت، كانت ليست بالزاهية، ضيقة، ليست على مقاسي،فتحت خزانة الوقت، أفتش فيها عن فستان قديم لطفلة كانت تلهو به فرحة، علق بمسمار الزمن الذي تركناه خلف التقاويم؛ ففتح جروحاً كانت على وشك الشفاء،
استعرت رداءً من جارة كان لها الحظ الوافر، فأضرمت ناراً، حتى اشتعلت أفكاري، وزعت ابتساماتي على مجانين الحي، كشرت لها مدناً وشوارع خيالاتي،رافقت جنون الشعر في عليائه، تنكر لي، تمنع عن مجاراتي، هنا جاء العيد باسماً، فكيف لي بحزن لبسنا في ربيع أمنياتنا، يقولون: – هو العيد، مراجيح الزمن، ألوان الفرح، فهلا بهزة تسقطنا عن سنام رجاءاتنا، تعيد ترديد ما حفظناه، و رددناه، لازمنا حتى الالتصاق، ياوجع العمر، ومنحنيات الطريق، أنشد استقامة لنبض ماعاد يعرف هديه، تعصف بنا رياح الغربة في وطن تمزق نسيجه، عجزت إبر الصبر عن رتقه.