يمتاز أسلوب الأديب كاظم حسن سعيد الأدبي بتشابك فنيّ بين السرد والشعر، حيث تتداخل الصورة الشعرية بالمشهد السردي في تكوينات لغوية مكثفة، ما يمنح نصوصه بعدًا تأملياً فلسفياً وأحيانًا ملحمياً.
وأهم ملامح أسلوبه هي كالتالي :
1. اللغة المتوهجة بالمجاز:
يعتمد على لغةٍ مفعمة بالإيحاءات والتشابيه القوية، مستحضرًا طاقة الصورة الشعرية كعنصر أساسي في البناء الفني، بحيث تبدو كلماته وكأنها نُسجت من الضوء والظل، تعكس صراعات النفس والمجتمع.
2. الإيقاع الداخلي المشحون بالتوتر:
تتناغم عباراته مع إيقاع داخلي مميز، سواء عبر تكرار الكلمات أو الجمل المنغمسة في إيقاعٍ موسيقي خفي. هذا التوتر اللغوي يُعزّز من فاعلية النصوص ويُضفي عليها بعدًا درامياً.
3. التناص مع الموروث الديني والتاريخي:
يُكثِر الأديب كاظم من استحضار شخصيات تاريخية وأحداث ذات دلالات رمزية، مما يمنح نصوصه أبعاداً فلسفية وتأويلات مفتوحة.
4. التقاط التفاصيل اليومية وتحويلها إلى رموز:
يجيد الأديب كاظم تحويل الجزئيات البسيطة والمشاهد العابرة إلى معانٍ تتجاوز ظاهرها، مستخدماً الاستعارات التي تربط بين الحسّي والمجرّد.
5. التوظيف الملحمي للحدث والتاريخ:
بعض نصوصه تأتي وكأنها لوحات تاريخية تتشابك فيها الأسطورة مع الواقع، خصوصاً في تناوله لموضوعات الحرب والثورة.
6. السرد المتقاطع مع الشعر:
يمزج بين العناصر السردية والمشاهد الشعرية، مما يجعل نصوصه ذات طابعٍ مزدوج، حيث يتنقل القارئ بين الحدث والشعور دون قطيعة.
—
الأفكار الرئيسة في ديوانه:
تدور أفكار الأديب كاظم حسن سعيد حول قضايا وجودية وإنسانية معقدة، تتجلى في المحاور الآتية:
1. ثنائية القهر والمقاومة:
تتكرر في أعماله صورة الإنسان المسحوق الذي لا يلبث أن ينهض ليواجه مصيره بشجاعة، حتى لو كان يعرف مسبقًا أن الدائرة ستعود للدوران.
2. الاغتراب والحنين:
يُكثر من الحديث عن الشخصيات التي تشعر بالغربة سواء في وطنها أو في ذاتها، باحثة عن هويتها في عالم متبدل.
3. دورة التضحيات والنسيان:
يؤكد أن الدم المسفوك لا يلبث أن يُنسى، وكأن المأساة تتجدد، لكنها تُمحى من الذاكرة الجمعية.
4. التضاد بين الحقيقة والوهم: يقف الإنسان في نصوصه عند تخوم الإدراك، متسائلًا إن كانت الحرية والمجد سوى سرابٍ يُلاحقه.
5. التمرد على الثابت:
لا يقف سعيد عند المسلمات بل يحاول مساءلتها، مقدمًا شخصيات تصارع مفاهيمها التقليدية.
—
دراستي الخاصة لبعض النصوص
حاولتُ أن أتوغل في العمق الجمالي لنصوصه مقدمةً رؤية تحليلية تستند إلى ثلاثة مستويات:
1. البنية الدلالية: حيث أرى أن نصوصه تحمل تراكباً دلالياً يجعلها قابلة للتأويل من زوايا عدة، فالمعاني تتجاوز السطح الظاهر لتغوص في خفايا النفس البشرية.
2. الإيقاع الداخلي: أكدت على أن نصوصه تتمتع بميزانٍ داخلي دقيق، حيث تتردد الصور والتراكيب بترتيب يوحي بالحركة الدائرية التي تتماشى مع فلسفته في تعاقب الأحداث والتاريخ.
3. الأنساق الفكرية: لاحظتُ بأن أعماله تُعيد إنتاج الموروث الأدبي بلمسة حداثية، حيث يعيد تعريف القيم الكبرى كالمقاومة، والمأساة، والخلاص، ويضعها في سياقاتٍ جديدة أكثر تعقيدًا.
ختاماً:
إن دراستي لنصوص الأديب كاظم حسن سعيد جاءت متماشية مع رؤيته، حيث لم أكتفِ بتفكيك بنيته الفنية، بل قاربت رؤيته الفكرية العميقة، ما جعل قراءتها أكثر التصاقًا بروح نصوصه برؤيتي الخاصة مع إضافة رأي الشخصي كقارئة ومتذوقة للأدب ..