
أنثى تَنْسَابُ كَغُبارِ المَجَازِ…
فَجْرٌ يَتَعَثَّرُ في مَلَامِحِ المَدَى،
وَرِيحٌ تَمْسَحُ آثَارَ الانتِظَارِ،
تُبْقِي في الصَّدْرِ:
هَوَسَ التِّيهِ،
وَفَرَاغًا يَعْدِلُ زَمَنَ الحِكَايَةِ…
كُلُّ تَنَهُّدَةٍ تُجِيبُ:
لَا سُؤَالَ يُشْبِهُ الوَعْدَ،
لَا كَلَامَ يَنْجَلِي مِنْ غُمُوضِ الضَّوْءِ،
إِلَّا بَقَايَا قَصِيدَةٍ
عَلَى مَوْعِدٍ لَنْ يَأْتِي…
……..
تَنْثُرُ ظِلَّهَا عَلَى دُرُوبٍ يَتِيمَةٍ،
تَمُرُّ الفُصُولُ بِلا وَهْمٍ يُبَارِكُهَا:
الرَّبِيعُ لَوْنٌ أَخِيرٌ فِي بَلَاغَةِ الذّبُولِ،
وَالنَّرْجِسُ يَحْتَضِرُ قَبْلَ أَوَانِهِ،
وَالقَلْبُ يَعْبُرُهُ الشِّتَاءُ…
سَحَابَةٌ تَذُوبُ فِي آخِرِ الوَحْشَةِ.
عَلَى مَوْعِدٍ لَنْ يَأْتِي…
…..
كَمْ نَادَتْهُ: «يَا قَمَرُ، كُنْ مِرْآةً لِغِيَابِي!»
فَأَطَالَ الصَّمْتَ حَتَّى صِرْتُ نَاياً وحكايا
وَالْحَنِينُ مِزْمَارٌ لِعُزْلَةٍ تَتَوَرَّدُ بِالأَنِينِ…
مَا أَقْسَى أَحْلَامَهَا!
قَصِيدَةٌ تَتَدَفَّقُ مِنْ شِفَاهِ المَتَاهَةِ،
هِيَ ظِلٌّ يَرْقُصُ بَيْنَ التِّينِ وَالزَّيْتُونِ،
وَوَرْدَةٌ لَا تَنْثَنِي…
حَتَّى إِذَا اكْتَظَّتِ العُيُونُ بِالسُّؤَالِ،
وَاجْتَمَعَتْ فِي مَحْفَلِ الغُرُوبِ،
أَدَارَتْ ظَهْرَهَا لِلشَّمْسِ،
وَصَاحَبَتْ فَرَاغَهَا:
هَلْ يَأْتِي مَنْ يَسْكُبُ المَطَرَ عَلَى صَمْتِ المَوَاعِيدِ؟