
في 30 / 1 / 1988
مات حرف الباء من أبجديتي
وإلى الآن لم ينطق لساني
صار قلبي المثقوب
أكبر من كفي
والوجع الصديق
شيّد لي قلبين ..
من نار
*
أبي كان يكتب الشعر
بمسحاتهِ
ويرسم الحب .. لنا
من الطين
كنتُ أرى لؤلؤة الليل
بأعلى جبينه
أمسحها بالقُبل ..
يتسع شاربه الكثيف
كبستانِ نخلٍ
ويحملُـني غيرة ً
من وشاح القمر
وأظل أقفز .. كعصفورٍ
بداخل عشه الأخضر
عاتقه جبل ..
كتفاه ، بساط ريح
*
يستيقظ اليتيم
بذاكرةٍ ثلجيةٍ ، عرجاء
غريب بين ألعابه
دون دفء
كيان ناقص
صفاء الروح
هناك عنواني ..
الغد .. موحش
وأصبعكَ يشير إلى الخلود ..
عيناي مفتوحتان
تتسعان ..
ولكن ! لا أرى
الدُخان شديدٌ
الطريقُ مُلحدٌ ..
الأخوة ُ عاجزون
لُعاب الأعمام يسيل
الأخواتُ يندبنَّ
حظهُنَّ العاهر
من سيلعب معي ؟
ويقص لي قصصاً مدهشة
عن ( ست الستوت )
و ( أخيها المسكين )
من يُقبّل كفيّ الموجعتين
لِم َ هجرت النبي الصغير؟
ايها الرب الجسور ،
أمي شجرة
مذهولة الخريف
تنتظرك بالبخور
كُلّما طُرق البابُ
تسألنا ..
– جاء َ ؟!
فأصعد لسطح الدار
أكتب رسائل ندى
أرميها بوجه الريح
وأظل ارقبها من بعيد
علّها تصلك
علَّ الضوء .. لنا يعود
أكتب أسمك بأعلى الدفاتر
أركض صبيحة كل عيد
أختبئُ بسريَّ
في خِزانة الذكريات
أشمُّ عباءتك البُنية
وأكتم شهقات الوجع
*
أعشق ٌ فريدٌ
بجنبيَّ
أم هي لعنة الوداع ؟ ،
في صلاتي .. انت َ معي
في الدعاء
في السفر
في رؤاي
في الطموح
في عِطر أولادي .. أنت َ
بالله أسحب يدك َ الخفية
لا
لا تمسح رأسي
فأنا لست كأي يتيم
ليتني انسى صداك
أريد أن أعيش ..
فرّت من بؤبؤي الألوان ،
ويحك عزرائيل
اللص البخيل
سرقت مركبي الورقي
كان بلا شراع
قلتَ يومها؛
بُني ( جوري )
ما بين عيني حبيبتك َ
سيكون الشراع
الحبُ موجٌ يا أبي
ذكراك تنمو …
عشقتُ ألفا ً
لم الق َ الشراع
وبقِـيت ُ أسير الصور ..