
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآل بيته الطاهرين وصحابته المؤمنين … وبعد
فطالما سبحنا وسمعنا ومر علينا موضوع التسبيح واهميته وقدره ومنزلته عند الله وفوائده في حياتنا واحوالنا واقدارنا وكم وردت أيات في القرآن تشير إلى هذا لعل اهمها دعوة سيدنا يونس في بطن الحوت ( لا إله إلا أنت سبحانك إنّي كنت من الظالميـن ــ وقوله سبحانه ( فلولاء أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون)وأيات اخرى عظيمة تشعرنا بعظمة التسبيح ومنزلته عند الله وقدره ومنزلة أهله الذاكرين المسبحين شرط بان يكونوا من المستقيمين المتقين ممن يراقبون الله ويخشونه في السر والعلن …. وقد ساد مفهوم ناقص لمفهوم التسبيح وجوهره لدى كثير من الناس وهو بأن التسبيح الفاظ وكلمات ترددها اللسان مثل ( سبحان الله العظيم ـ سبحان الله وبحمده و ..و …) وقد اضاف بعض العلماء والباحثين في مجال الدين بأن أهمية وسر التسبيح بهذه الالفاظ وغيرها تكون اكبر واعظم عند الله في الرخاء اكثر منها في البلاء .. وهذا توضيح مهم
ولكن يجب بأن نعرف بأن التسبيح انواع منها 1 التسبيح اللفظي اللساني ( تسبيح حسي) مثل سبحان الله.. سبحان العظيم ..سبحان الخالق.. سبحان الرحيم .. سبحان الكريم … سبحان الحافظ.. سبحان الرزاق.و …و … 2ـ تسبيح فعلي ( تسبيح معنوي) وهو الاهم باعتباره جوهر التسبيح وروحه ولبه … ومفهومه وتعريفه. هو إستشعار عظمة الله وقدرته وصنعه وإتقانه وحوله وقوته وإعجازه ووحدانيته ورحمته وسطوته وفضله … وكيفية هذا كله ..هو التفكر والتأمل في جميع ماخلق في السموات والارض ومابينهما والكون بإكمله وهذا النظام المعجز الدقيق الرباني الذي حير كل العقول وهزم غرور وعجب وكبر المتجبرين والظلمة والمتكبرين وهزم كبرهم وابان عبوديتهم وعجزهم منذُ خلق الله الخلق وحتى يرث الارض ومن عليها فسبحان الله العظيم … وكل تأمل وتمعن وتفكر في كل ماخلق الله يفضي ويقود المتفكر إلى إستشعار عظمة الله وتفرده وإعجازه ووحدانيته سبحانه وكل مايفضي إلى تعظيم الله وتوحيده وتنزيهه عن النقص والند والشريك في كل شيء فليس كمثله شيء في كل شيء .. خلق ..وصنع ..ودقة .. وإتقان.. وإعجاز ..وكمال.. وقدرة.. ورحمة … وكرم.. وبط..وتفرد ووحدانية.. وربوبية وملك ومالك …فسبحان مالك الملك العظيم
لذلك نجدنا عفوياً عندما نرى امور واشياء تدهشنا ونتعجب لها نقول مثلاً سبحان العظيم عندما نرى قوة وعظمة الله .. سبحان الشافي عند شفاء كن لا يرجى شفاءه.. سبحان العدل المنصف المنتقم عندما نرى انتقام الله من الظالمين ..سبحان الرزاق الكريم عندما نرى كرم الله وفضله على من كان فقيراً و ..و ..و .. والتسبيح في الاصل معناه التنزيه والتعظيم لله بشكل عام ولكن التسبيح الفعلي ( المعنوي) تسبيح عظيم واعظم درجة من التسبيح اللساني اللفظي لان القلب والجوارح والروح والنفس والعقل والمشاعر والاحاسيس والوجدان والجوارح وكل ذره وشعره تنطقه وتسبح به قبل نطق اللسان وهو هو اعظم التسبيح. فالتسبيح عند التفكر بمخلوقات الله والكون والنظام الكوني والخلقي المعجز عند من هداهم الله هو سر التوحيد والتسبيح ولبه وجوهره وماهيته وروحه لانه إستشعار يحاكي كل الجسد والروح والفؤاد والجوارح وكل شيء في الجسد مسلمة ومعترفه ومعظمة ومسبحه بحمده وشاهده على وحدانيته سبحانه وتعالى
وبدون شك باننا نؤجر بإذن الله على التسبيحين اللفظي والفعلي ولكن إن اجتمعا كان الاجر اكبر والثواب اعم
بقية نقطه مهمة جداً وهيء أن البعض يجتهد في التسبيح اللفضي الحسي لدرجة ان احدنا اذا سمعه لا يكاد يفقه مايقول لسرعة نطقه لها وكأنه يتمتم لدرجة انك لا تسمع بوضوح الا السين واللام وهمه في ذلك العدد ويتباهى بقوله سبحت اليوم. مائتين إلى ثلاث مائة تسبيحه ولا يدري بان الكيف عند الله اهم بكثير من الكم والعدد ويجب وجوباً علينا إستشعار عظمة الله وتنزيهه في كل سبحان الله ينطقها اللسان حتى وإن كان التسبيح لفظي وإلا فإن التسبيح يفقتر إلى روحه فنطقه بسرعه وبدون إستشعار عظمة الله كالجسد من غير روح وبعتبر تسبيح ناقص نؤجر عليه إن شاء الله ولكن ليس كاجرنا إن جمعناه بروحه واستشعرنا عظمة الله في كل تسبيحه … وما سردت في هذه السطور ابتغي به وجه الله اولاً ثم النصيحة والمنفعة للجميع فإن اصبت فمن الله وإن غير ذلك فنسأل الله العفو والمغفرة … ونسأاله بأن يهدينا ويهدي بنا ويزيدنا من كل خير ويصرف عنا كل شر ويكتبنا من عباده المسبحين في كل زمان ومكان وآنٍ وحين