
كانتْ تحبه، تحبهُ حتى الامتلاء، لكنهُ لمْ يفهمْ أنَ غيرتها لمْ تكنْ قيدا، بلْ كانتْ خوفا، خوفا منْ أنْ تخسره، منْ أنْ يصبح- يوما ما- شخصا بعيدا عنها، ولوْ كانَ لا يزالُ بجانبها.
وفي كلِ مرةٍ يخبرها فيها أنهُ فعلُ كلِ شيءٍ ليجعلها تشعر بالأمان، كانتْ تشعرُ بمزيدٍ منْ الضياع. هلْ كانتْ المشكلةُ فيها؟ أمْ أنَ الحبَ حينَ يكونُ شديد التعلق، يتحولَ إلى خوفٍ مستمر؟
ذاتَ ليلة، وبينما كانتْ تجلسُ على شرفتهما المفضلة، جاءَ وجلسَ بجانبها بصمت. كانَ الليلُ هادئا، لكنهُ شعرَ بصخبِ الأفكارِ داخلها. أمسكَ يدها برفقِ وقالَ بصوتٍ هادئ:
” أريدكُ أنْ تثقيَ بي، أنْ تثقيَ بأنني لك، وبأنَ الحبَ لا يقاسُ بكميةِ الخوف، بلْ بكميةِ الطمأنينةِ التي يمنحها. “