
عام 1995 عقد في باريس العاصمة الفرنسية المؤتمر العام لليونسكو وتم اختيار وإقرار يوم 23 أبريل يوما عالميا للكتاب وحقوق المؤلف وذلك لرمزية في الأدب العالمي فهو التاريخ الذي ترجل فيه العديد من المؤلفين المرموقين عن صهوة جوادهم مثل ويليام شكسبير وميجيل دي ثيربانتس وإنكا جارسيلاسو دي لا فيجا وأيضا للاحتفاء بالكتب والمؤلفين وتشجيع الجميع على استكشاف ثنايا الكتب كما تتمثل الغاية المنشودة من إحياء اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف في تعزيز التمتع بالكتب ومتعة القراءة ويتخلل هذا اليوم احتفالات تُقام بوتيرة سنوية على مستوى العالم لإبراز قوة الكتب السحرية باعتبارها جسراً ممدوداً بين الماضي والمستقبل وحلقة وصل بين الأجيال والثقافات .
إن الكتاب مهما تعددت وسائل العلم والمعرفة سيظل هو الملك المتوهج ويعد المؤلف هو صانع الكتب وأحد بناة الفكر ويعد حق المؤلف مصطلحاً قانونياً يصف الحقوق الممنوحة للمبدعين فيما يتعلق بمصنفاتهم الأدبية والفنية ويعتبر المؤلف هو من يقوم بكتابة الكتاب أو المقال أو المسرحية ويخلق تعبيراً أصيلاً عبر وسيط ثابت ويمتلك حق الملكية الفكرية مع بداية أول لحظة في خلقه لهذه القطعة وتشمل العديد من الأعمال الإبداعية والفنية فيمتلك حق النشر والطبع والعرض أو يقوم بنقل هذه الملكية لشخص آخر بموجب عقد موثّق وموقّع من الطرفين وإن حقوق المؤلف باعتباره قانون قد يختلف من دولة لأخرى وإن كان الجوهر واحد لكن هناك بعض المصنفات الشائع حمايتها بموجب قانون المؤلف في كل أنحاء العالم ومن ثم فقانون المؤلف يحمي المصنفات الأدبية وتشمل الشعر والراوية والقصة والمسرحية والبحوث والمقالات الصحفية ولإعلانات وتصميم الرقصات والمقطوعات الموسيقية وسيناريو الفيلم السينمائي والأعمال الدرامية التليفزيونية ومصنفات الهندسة المعمارية والخرائط الجغرافية والبرامج الحاسوب وقواعد البيانات المختلفة والمصنفات الفنية تشمل اللوحات والرسوم والصور والمنحوتات .
حق المؤلف يحمي طرق التعبير وليست الأفكار أو الإجراءات أو أساليب العمل أو المفاهيم الرياضية فحسب هناك بعض الأمور التي لا يحميها قانون حق المؤلف مثل العناوين والجمل القصيرة والشعارات وهناك نوعان من الحقوق التي تُمنح للمؤلف وهى حقوق مادية وأخرى معنوية فالمادية تتمثل في العائد الذي يحصل عليه المؤلف أو الكاتب نتيجة استخدام غيره لهذه المصنفة وفي حالة بيع المصنف لشخص آخر يحق المتنازل له بعض الأمور مثل استنساخ المصنف بمختلف الأشكال سواء كانت سمعية أو مطبوعة وقد يحق له أيضاً أداء المصنف أمام الجمهور مسرحياً أو موسيقياً كما قد يحق له بث المصنف إذاعياً أو تليفزيونياً بل وترجمته إلى أي لغة وقد يحق له إعداده سينمائياً بتحويل الرواية أو القصة أو المسرحية إلى فيلم وقد يكفل له حق نسخ المصنف وتسجيله على أقراص مدمجة أو شرائط فيديو رقمية أما الحقوق المعنوية فهى كل ما هو معنوي لدى الكاتب لضمان تقديره وأحقيته في انتساب هذا العمل له دون غيره فضلاً عن حقه في الاعتراض على أي تعديل أو تغيير على مصنفه قد يسئ سمعته أو يقلل من قدره كمبدع وتشمل نسب مصنفه له ونشر مصنفه والحق في منع تداول مصنفه أو سحبه وحق اعتراض المؤلف على أي تعديل أو تحريف على مصنفه وأما من يحق له التسجيل في حقوق المؤلف ؟ فنقول : وفقاً لاتفاقية برن تُكتسب حماية حقوق المؤلف تلقائياً دون الحاجة إلى التسجيل في غالبية دول العالم لكن هناك بعض الدول الأخرى التي لديها نظام التسجيل الطوعي للمصنفات ويذكر أن جميع الدول العربية لديها مؤسسات مسئولة عن حماية حقوق الملكية الفكرية للمؤلفين وتختلف كل دولة عن الأخرى من حيث متطلبات التسجيل أما في ظل وجود الذكاء الاصطناعي فلا سبيل سوى طريقتين لحماية حقوق المؤلف إما رفض حماية الأعمال التي تولد بواسطة الذكاء الاصطناعي والحواسيب أو أن تنسب هذه الأعمال لواضع البرنامج نفسه .