بكى قلبي بشدة عندما علمت من المهندسة سحر شكرى ابنة اخت الشاعر اللواء الدكتور علي الباز هذا النبأ الحزين حيث قالت : يوم الأربعاء 16 أبريل عام 2025 توفى خالي الشاعر علي الباز وشيعت جنازته بعد صلاة ظهر يوم الخميس 17 أبريل 2025 من مسجد المواساة وتوارى جثمانه في مقابر المنارة وأقيم العزاء بعد صلاة المغرب في قاعة الحق الشهيد بقاعات عبد المنعم رياض بسموحة بالإسكندرية .
رحل الشاعر الرقيق اللواء الدكتور علي السيد الباز الشهير بـ علي الباز في هدوء ولمن لايعلم أقول أنه من مواليد عام 1941 في مدينة السرو بمحافظة دمياط ونشأ في أسرة تحب الأدب والشعر والقراءة وكان والده من رجال التعليم محبا ومتذوقا للشعر وأمه تحفظ الكثير من القصائد ولذا في صباه قرأ الكثير من الكتب التي في مكتبة والده وبدأ في كتابة الشعر وفي عام 1961 حصل على ليسانس الحقوق من جامعة عين شمس ثم بكالوريوس العلوم الشرطية وبدأ في نشر شعره في الصحف والمجلات المصرية منذ عام 1965وأذيعت أشعاره في الإذاعات المصرية والعربية والإذاعة البريطانية (القسم العربي) منذ عام 1965 وفي عام 1968 أصدر ديوانه الأول بعنوان عيون بنات القاهرة ثم توالت مجموعاته الشعرية التي احتوت على قصائد شعرية في الشكلين العمودي والتفعيلي ومن دواوينه نذكر هوامش على دفتر النصر وحبيباتي ودقات قلب وعندما يبحر القلب ومسافر في العيون وأعطيتك العمر وترجمت بعض قصائده إلى اللغات الفرنسية والإنجليزية والإسبانية والهندية والأوردية واليونانية والإيطالية والفارسية وتدرس بعض قصائده في بعض الجامعات المصرية والعربية وله أيضا مؤلفات قانونية بالإضافة إلى كتابه القيم الإعجاز القانوني في القرآن الكريم .
اللواء الشاعر الدكتور على الباز حصل على عضوية اتحاد كتاب مصر وكان أحد الأصوات الأساسية في مهرجانات القاهرة والإسكندرية الشعرية منذ الستينيات وخلال السبعينيات وفي عام 1972 حصل على دبلوم الدراسات العليا في القانون العام من جامعة القاهرة وفي عام 1973 حصل على ماجستير القانون العام من جامعة القاهرة أيضا وفي عام 1974 حصل على جائزة الشعر من المجلس الأعلى للآداب والفنون في مصر هو المجلس الأعلى للثقافة حاليا وفي عام 1978 حصل على دكتوراه القانون العام من كلية الحقوق جامعة الإسكندرية وعمل أستاذا للقانون بكلية الشرطة وفي عام 1979 حصل على وسام الجمهورية للعلوم والآداب.
الشاعر اللواء الدكتور علي الباز عمل ضابطا بالشرطة المصرية ووصل إلى رتبة لواء وفي عام 1980 كان الشاعر الدكتور علي الباز مدير لأمن إذاعة الإسكندرية وفي عام 1982 سافر للعمل في دولة الكويت أستاذا للقانون العام بكلية الشرطة وشارك بأبحاثه العلمية في العديد من المؤتمرات الدولية كما شارك ببحث عن الحقوق السياسية للمرأة في مؤتمر الأمم المتحدة الذي عقد في بكين عام 1995 وقد تغنت بأشعاره نخبة من كبار الفنانين ومنهم شادية وفايزة أحمد وسعاد محمد وأصالة .
الشاعر الدكتور علي الباز تزوج ورزقه الله بمحمد وقد توفى بكورونا عام 2020 ومنى وفي طفولتها وعندما كانت تودع والدها وهو مسافر للكويت وتشير له بيدها كانت تلك المشاعر تؤثره ولذا كتب قصيدة في هذا الصدد وكبرت منى وتزوجت وتعيش في دبي
عاش الشاعر اللواء الدكتور علي الباز في دولة الكويت حيث كان يقوم بالتدريس الجامعي وفي عام 2019 عاد إلى مصر وعاش في سموحة بالإسكندرية .
الشاعر اللواء الدكتور علي الباز عظيم الموهبة وللأسف لم يأخذ حقه من الشهرة والأضواء بقدر موهبته ولك أن تتأمل .. عزيزي القارىء .. ماكتبه بعد نكسة يونيو عام 1967 حيث قال :
سجلوا عني إنا سنحارب
في سبيل الشبر من غالي التراب
سجلوا عني ستجتاح المراكب
في طريق النصر آلاف الصعاب
سجلوا عني إنا سنقاتل
نقهر اليأس ونغزو المستحيل
لو نموت الآن كا الأسد البواسل
سوف يأتي بعدنا مليون جيل
وهاهو استشرافه وصدق حدسه قد تحقق لأن كان شديد الإيمان بأن مصر ربما تتعثر ولكنها لا تتوقف وربما تمرض ولكنها لاتموت ففي أكتوبر 1973 تحقق النصر العظيم على العدو الإسرائيلي .
وعن حضارة مصر قال شاعرنا اللواء الدكتور علي الباز :
هنا الحضارة والتاريخ والشعر
هنا الفنون .. هنا الإبداع والفكر
هنا العلوم التي من نورها اقتبسوا
هنا التبتل والتوحيد والذكر
هنا الحضارة منذ البدء ساطعة
شمسا ومن دونها لم يدرك الفجر
هنا الجمال ونهر النيل صاحبه
ومصر سمراؤه .. جناته الخضر
وأثناء وجود الشاعر اللواء الدكتور علي الباز في دولة الكويت كتب عن وطنه مصر :
حبيبتي آه مما لا أبوح به
إلا لعينيك في الأفراح والألم
ماذا تقولين ؟ هل أنساك سيدتي ؟
هل أستطيع وأنت تسكنين دمي ؟
يامصر .. ماغاب عن عيني طيفك
ماعليه أصحو ولكن منه لم أنم
مدي ذراعيك عبر النيل والهرم
عبر الجراحات والأيام وابتسمي
رحمة الله على روح شاعر الإحساس اللواء الدكتور علي الباز .