
تقديم:
.. من المؤكد والحتمي أن النقد هو أهم مؤشر للحياة الثقافية وتوميرتها الذي يشير إلى صعود أو هبوط الحركة الثقافية، إن كان النقد ضمائريا ومنهجيا سوف يضع الثقافة على جادة الطريق ويجعلها تعلو وتسمو وتعبر تعبيرا حقيقيا عن الأوطان، من هنا طرحنا السؤال.
* ماذا عن المشهد النقدي الراهن ومدي تأثيره على الحياة الثقافية؟ على العديد من العاملين بمجال الكتابة.
—-
*المشهد النقدي الراهن وتأثيره على الحياة الثقافية.
د. أشرف نصحي/ مصر
دكتور صيدلي وكاتب روائي وقاص وسيناريست مصري ، صدر له حتى الآن خمسة عشر كتابًا روائيًا في كافة الوان الأدب ، شارك في العديد من المعارض الدولية على مدار عدة سنوات .
….
يعد النقد الأدبي والثقافي من الركائز الأساسية في تشكيل الوعي الثقافي وتوجيه الذائقة العامة ، غير أن المشهد النقدي الراهن يمر بتحولات عميقة وتحديات بارزة أثرت على مكانته ودوره في الحياة الثقافية .
أولى هذه التحديات تتمثل في التراجع النسبي للدور المؤسسي للنقد ، فالكثير من المؤسسات الأكاديمية والثقافية لم تعد تلعب الدور الذي كانت تؤديه سابقًا في دعم النقاد أو احتضان المشاريع النقدية الجادة . وأدى ذلك إلى تحول النشاط النقدي إلى مبادرات فردية ، إو إلى فضاءات غير تقليدية مثل وسائل التواصل الاجتماعي ، حيث أصبح النقد متاحًا لكل من يمتلك رأيًا ، سواء كان مستندًا إلى خلفية معرفية أو مجرد انطباع شخصي .
ومن أبرز ملامح المشهد النقدي الراهن أيضًا ، ظهور ما يعرف ب” النقد الرقمي ” أو ” النقد الجماهيري ” ، وهو ذلك الذي يمارس من قبل جماهير القراء عبر الإنترنت ، لقد ساهمت منصات مثل goodreads،you tube ،tik tok،(تحديدًا book tok)في خلق خطاب نقدي موازِ غالبًا ما يوثر في مبيعات الكتب واتجاهات القراء أكثر من النقد المتخصص نفسه
إلى جانب ذلك ، يعاني النقد الأكاديمي من ضعف التراكم النظري، حيث تراجع إنتاج المدارس النقدية الجديدة أو النظريات المتجددة التي كانت تميز العقود السابقة .
واصبح الخطاب النقدي الأكاديمي في كثير من الأحيان منعزلاً عن الواقع الثقافي المعاش ، بسبب لغته المعقدة أو انشغاله بالتنظير بعيدًا عن التفاعل مع الإبداع المعاصر .
رغم كل هذه التحديات ، لا يزال النقد يحتفظ بأهمية خاصة ، إذ يلعب دورًا في تفسير الظواهر الثقافية ، وتحليل الأعمال الأدبية والفنية ، وتقديم أطر فكرية لفهمها .
كما أن بعض النقاد البارزين يواصلون التأثير في الحياة الثقافية من خلال حضورهم في الإعلام والندوات ، والمهرجانات الثقافية الكبرى .
إن المشهد النقدي الراهن ، رغم ما يعتريه من صعوبات ، لا يزال حيًا ومتجددًا بفضل انفتاحه على الوسائط المتعددة ، وقدرته على التكيف مع المتغيرات ، وهو ما يفتح المجال لإعادة تعريف دور النقد في ظل الثورة الرقمية والتحولات الثقافية المتسارعة .
===========
المشهد النقدي الراهن و أثره على الحياة الثقافية.
عيساوي فاطمة/ الجزائر
سيكون من الصعب فهم ما يحصل في النقد، مع ما يوجه الأعمال والكتاب والوضع العام من رؤى ، قد نعيب على النفس أننا نجد كينونة منوعة للنقد على كل الجوانب، ما جعل القيام بدراسة مسحية عما يعيشه الوضع الثقافي في تجليه اليوم للمثقف و الذوات أمرا عسيرا، لكنه نسبيا قابل للتحقق.
ينغلق الوضع الثقافي على تفسيرات و أحكام استباقية واستشرافية ،وقد يشرح الوضع ويفكك بقسوة أو يقدم كطوق نجاة ومنجز يستحق الابتهاج والثناء، ربما يكون لمعول النقد حظ في هذا وذاك .
من المهم للبعض أن يقدموا الواجهة الثقافية كما هي ،ليظهروا البشع والبهي ولكن ربما توجيه دفة سفينة النقد نحو شاطيء الأمان بالبحث عن الخلاص البشري والسلام ،جعل كثيرين يهربون من التحيز إلى فضاء رحب من العولمة و الذوبان في ثقافة بعيدة عن التحيز والعصبية ورفضوا الآخر ،ناهيك عن توجيه بعضهم نقده إلى البعد عن العقيدة و الميل لعرق أو جنس، وتعلو أصوات إلى جعل الثقافة مشاعا لمن هب ودب وللخبير والتافه ونجدنا أمام أمواج من السيول البشرية التي تقدم مشهدا ساذجا وسطحيا، تقود نحو جعلنا في صراع مع الأصيل والهش، وتواجه قيمنا تيارا نقديا مخيفا وخطيرا يصنع لنا من التافهين قدوة ، ويجعل ابطال المشهد الثقافي من السذج والاغبياء ومن عالة الشعب و سوقتهم ، علينا أن ندرك أنه بات للنقد شرفات تترقب الشارع وما يتمخض عنه فيتلقاه كيف شاء ، لذلك بات المثقف الحقيقي مدركا لتجليات النقد الهادف والراقي أمام نقد يستجدي عطف المؤثرين ومن هم على خطاهم ، ومع ذلك تظل الحقيقة أن الناقد الذي يعيش معنا هو شخصية تصنع الوجه العام لثقافتنا و علينا أن نقرا بأن هذا الناقد جزء منه ويتقولب عليه شاء أم أبى.
—-
شهادة على حالة النقد فى مصر فى الوقت الحال
محمد الطواب/ مصر
يعيش النقد الادبى فى مصر حاليا حالة ملحوظة من الحراك و النشاط الغير مسبوق فى السنوات العشر الاخيرة و اخشى ما اخشاة انها تصبح ظاهرة ترتبط بالكم و لا تهتم كثيرا بالكيف وقد ظهرت من خلال هذا الحراك عدة اتجاهات و ظواهر و التي ارصدها فى الاتى :
اولا : غياب الاسماء الكبيرة الاساتذة فى عالم النقد غياب الاسماء الكبيرة الاساتذة فى عالم النقد و التى كنا نستشهد بارائهم النقدية و نسير على هداهم و مناهجهم النقدية مثلما كان النقاد السابقين يفعلون و ينهلون من اساتذتهم من كبار النقاد العماليق من امثال
(طه حسين، العقاد، و رجاء النقاش – العقاد – سهير القلماوى – عبد القادر المازنى – محمد مندور – لويس عوض ) و بعد غياب مثل هذه الاسماء الكبيرة واجهنا مشكلات كبيرة فى النقد و تشتت اتجاهاته ومناهجه.
ثانيا : تأثير الأكاديمين على النقد
ان تأثير الاكاديمين على النقد يتجه به نحو التنظير الاكاديمى المبنى على نظريات سابقة التجهيز حيث اصبح ما يصل الينا من النقد الأدبي يصدر فى الوقت الحالى من جامعات ومعاهد اأكاديمية مما صبغ الاساليب النقدية فى مصر حاليا بالطابع النظري التجريدي و لا يضع فى الاعتبار قدرات القارئ العادى غير المتخصص على فهم ما يكتبون
ثالثا : التنوع الكبير بين اجيال النقاد الجدد و اختلاف اتجاهاتهم النقدية :
فى الوقت الذى نجد فيه جيلا قديما من النقاد الذين أسّسوا لمناهج النقد التقليدية مثل (النقد الواقعي – البنيوية – التحليل النفسي،)، نجد ايضا الجيل الجديد من النقاد الشباب الذين يستخدمون ما استحدثوه من أدوات نقدية جديدة و منها النقد الثقافي، ونقد الخطاب، والسيميائيات وهوعلم او منهج البحث عما تخفي اللغة تحت ظاهرها و تحليل رموز النص و دلالاته .
رابعا : النقد الصحفى ونقد مواقع التواصل الاجتماعى :
اصبحت منصات الإنترنت والسوشيال ميديا ملاذا للكثيرين من النقاد الجدد و منفذا جيدا لهم و لاسهامتهم النقدية و سمحت بظهور شكلا جديدا من اشكال “النقد اللحظي” أو الانطباعي وليد التأثر بالعمل الادبى او الفنى ، وهذا النوع من النقد يفتقر الى ابسط قواعد النقد العلمى الصحيح ويعتمد بالدرجة الاولى على ذوق و ثقافة و مستوى تعليم المتلقى والتجربة الذاتية و خبراته السابقة لأن معظمهم عندما يتصدى للنقد فأنه يكتب فى حدود امكانياته النقدية المبنية على ماسبق مما يؤدى او ادى بالفعل تراجع النقد العميق و ظهور هذا النوع من النقد المسطح غير العميق و الذى لا يخدم و لا يرتقى بالنقد الادبى فى مصر و لكن هذا لا يمنع ان نعترف ان من بين من يتصدى للنقد الادبى من خلال هذه الوسائط من هم على مستوى عال جدا من الكتابة النقدية المبنية و المؤسسة على دراسة و علم و معرفة و دراية بماهية النقد و لكنهم قلة قليلة .
و مما سبق نخلص على ما يمكن حدوثه من تأثيرات على حياتنا الثقافية و النقدية :
اولا الإيجابيات:
بزيادة عدد النقاد اصبح لدينا قدر كبير من حرية النقد وحرية التجريب فى هذا المجال ، مما يتيح ظهور أسماء جديدة واعدة سواء في مجالات الإبداع الابدى ( القصه و الرواية و المسرحية و الشعر ) أو فى مجال النقد التى نحن بصددها الأن ، و هذا يتيح لنا الاستمتاع بغزارة الانتاج الثقافى و ما يصاحبه من نشاط نقدى .
ثانيا السلبيات:
لة وجود الاسماء الكبيرة فى عالم النقد وبالتالى قلة ظهور مقالات او اطروحات النقد الجاد المتعمق و الذى يؤدى إلى فوضى في تقييم و نقد الأعمال الأدبية و نجد نتيجة لذلك ان بعض الإبداعات الادبية لا يتم تقييمها نقديا بينما يروج لها جيدا على كل وسائل الاعلام المقرؤة ،و المسموعة و المرئية مما قد يغلب الانتاج او الابداع الضعيف على الإبداع الحقيقي أحيانًا الذى لم يجد من يتصدى له او ينتصر له نقديا ليضعه فى مكانه و مكانته الصحيحة .
و فى النهاية نستطيع القول بأن المشهد النقدي في مصر الآن هو عبارة عن ” ملعبا كبيرا مفتوحًا” فيه الكثير من الطاقات والإمكانات و الاقلام الواعدة، لكنه يفتقر الى التنظيم، و يفتقر إلى خلق مشروعات نقدية عن طرق مؤسسات فنية ادبية تتبنى الكشف عن المواهب النقدية الحقيقية ومتابعة تطورها من حين الى اخر لنضمن ايجاد نقد جاد مؤسس على علم و دراية و منهجية و بالتالى و بالتبعية سوف يظهر بالتوازى مع ذلك ادب جاد و متميز لأن الادب بدون نقد حيقي ليس ادب حقيقى لأنه يفتقر الى التوجيه و الاشادة و المدح او احيانا الانتقاد للارتفاع بمستوى المبدعين فى مصر .
توقعات مشتقبلية لمستقبل النقد فى مصر
هناك توقعات بصعود النقد الثقافي وتراجع النقد الأدبي التقليدى و يرون ان النقد في المستقبل سيبتعد أكثر عن النقد الأدبي الذي يركز على “جماليات النص”، وسيتجه نحو النقد الثقافي الذي يقرأ الأدب باعتباره وثيقة اجتماعية تعبر عن قضايا الهوية، السلطة، النوع، الطبقة،الحرية و الى اخر ما شبه من قضايانا الاجتماعية .
و يتوقعون ايضا ان النقاد الجدد سيستخدمون أدوات مثل: التفكيك ، نقد الخطاب، ، دراسات ما بعد الكولونيالية او تأثيرات ما بعد المرحلة الاستعمارية التى عانت منها الكثير من شعوب العالم و منهم مصر بطبيعة الحال و التى يرون ان اثارها على الهوية المصرية لازالت مؤثرة ، و سيظهر بقوة ما يسميه البعض بالنقد النسوي.
ويتوقع الكثيرون ايضا ان يصبح الناقد في مصر “قارئًا ثقافيًا” للعمل الادبى أكثر منه “قارئًا جمالياً خالصًا”. للعمل الادبى
توقعات اخرى لمستقبل النقد فى مصر
مستقبل النقد سيكون نقداغ رقميًا بنسبة كبيرة و سنرى مقالات نقدية على مواقع إلكترونية و مراجعات عبر اليوتيوب والبودكاست، و نقاشات نقدية عبر غرف تويتر وفيسبوك.
و سيعود تأثير الجمهور العادي و سيكون له دور اكبر في تشكيل “الذوق العام الأدبي” فى مصر عبر التفاعل والتقييم المباشر، مما قد يخفف من دور و تأثير الناقد الكلاسيكي.
سيبرز عدد من المبادرات النقدية المستقلة التي يديرها شباب عبر الإنترنت، وربما تكون أكثر حرية وجرأة في تناول النصوص وقضاياه . و سيحدث ذلك بسبب تراجع المؤسسات التقليدية (الاعلام و المجلات الثقافية، الهيئات الحكومية).
و نتوقع ايضا مع الانفتاح على الترجمة والاطلاع على حركات النقد العالمية، سيظهرجيل جديد من النقاد المصريون الذين ربما يتناولون بالنقد بلغة أجنبية لبعض الاعمال من الأدب العربي ، أو يشاركون بمقالاتهم فى مجلات نقدية عالمية بلغات اجنبية مما يتيح الفرصة أمام الأدب المصري ليُقرأ بنظرات نقدية عالمية جديدة تمامًا.
و مع ازدياد حاجة المبدعين و المتلقين لمناهج نقد واضحة وسهلة الفهم، وليس نقدًا نخبويًا متقعرا و غارقًا في المصطلحات الاكاديمية فأنه من المتوقع أن يزداد الطلب على النقد البسيط الذي يحاول ان يكون عميقا و علميا ولا يفتقر الى الوضوح فى ذات الوقت و بالتالى فأن نجوم النقد القادمون هم الذين يستطيعون شرح الأفكار النقدية بلغة مفهومة .
——
ماذا عن المشهد النقدي الراهن ومدى تأثيره على الحياة الثقافية؟
برهان الشاوي/ العراق
المشهد النقدي الأدبي والفني الحقيقي والعميق بكل تصنيفاته، نقد الشعر والرواية والقصة القصيرة والنص المسرحي، أو النقد التلفزيوني ا, الموسيقية والغنائي والسينمائي والتشكيلي، مشهد باهت وضعيف، وليس لديه حضور فاعل في الحياة القافية، فالصحافة ووسائل التواصل الاجتماعي تقدم متابعات نقدية سريعة تشوبها السرعة والأحكام السطحية وغير الدقيقة والموجهة بشكل غامض من قبل الصحف ودور النشر والكتاب ومن لهم مصلحة بالترويج السطحي والمبالغات وما يتبعها من علاقات شخصية وإخوانيات، وتبادل منافع….وطبعا هذا ليس حكميا مطلقا ولا تعميما، فهناك من يتكتب النقد حفاظا على سمعته الأدبية كناقد يحظى بالمصداقية، كما أن الجامعات والدراسات الأكاديمية قد أخذت الدور من المشهد النقدي، فرسائل الماجستير وأطاريح الدكتوراه وبحوث الترقية، بما لديها من وقت للكتابة، قد أخذت المبادرة في البحث والكتابة التحليلية، وصولا إلى نتائج نقدية تخص موضوع الدراسة. عموما المشهد النقدي صار ترويجيا أكثر مما هو تحليلي ويوجه القاريء ويغني رؤاه ويحفزه على قراءة الأثر الأدبي.
—
قراءة سوسيوثقافية
د.واثق الحسناوي/ العراق
عُرف القرن الثامن عشر في اوربا ب” قرن النقد بأنواعه المختلفة” فكان الانتقالة الفكرية من البهيمية اللاواعية الى الصحوة الانسانية الواعية( الحداثة وما بعدها، التي الَّهت العقل، وقد ارتبطت هذه الحركة الفكرية النقدية بالمجالات، والحقول الدينية، والفلسفية والعلمية، والمعرفية الشاملة، في انكلترا ،وفرنسا ،والمانيا ومن ثم امريكا وبعض دول اوربا الشرقية، لتمسك معاول الهدم بالتفكيك، والتقويض، والكسر.. لكلِّ اشكال التقليد والتغييب والاقصاء، التي مورست ضد العلم، و المعرفة، والفلسفية، والنقد بكل انواعه، رافعة شعارات، ولافتات محاربة اللاهوت، والاساطير، والخرافات، والغيبيات، التي اقصت وعطلّت، وجمّدت وسطّحت فكر الانسان الاوربي، وقيّدت وسطّحت عقله؛ لذلك كان شعارُها المناداة ب” حرية العقل”.، والنقد الشامل لكل المظاهر، والظواهر الطبيعية، وغير الطبيعية والمؤسسات، والمفاهيم المركزية التعموية ؛ لأنها كانت ترى ، اذا غاب العقل تسيدت الخرافة. فبدأت بمكاشفة ومساءلة الدين، والغيب، حين كان الدين الاوربي يُستخدم للسيطرة على الجماهير؛ ولإبقائها تحت السيطرة السلطوية المركزية .
ان معرفة ثقافة الشعوب، يؤدي الى تحرير الانسان من عزلته وغربته، وبقدر فهم المفكرين، والنقاد للمجتمعات، يكون الاثر افضل في تحسين مستوى فهم وثقافة الجماهير. و لعل مهمة الناقد اليوم هي اكبر واخطر واوسع من ناقد الامس، لتشعب مدركات، ومجالات، وتوجهات، واعتقادات الحياة والبشر، والتي تتطلب دراسة العلاقات الحيّة، والميتة للبنى التحية والفوقية، السطحية والعميقة للبناء العضوي المجتمعي، بخاصة الثقافي والعقائدي، وكذلك الحال بالنسبة للعمل الادبي، والفني والثقافي، والمعرفي، والعلمي. اذ ان العمل النقدي الناجح، لا يمكن ان يخضع لأي منهج نقدي واحد تماما، مهما كان عميقا او شاملا كما يدّعي اصحابه، فانه لا يتعدى ما قلناه سابقا عمل اداتي اجرائي خاص وليس عام؛ كونه مجرد مقياس او معيار . والنظرية النقدية، وسيلة اجرائية ادائية شمولية تكاملية، لبلوغ اقرب درجة من درجات استيعاب العمل الفني قدر الامكان والمستطاع. والناقد الحاذق الفاحص، يدرك استحالة ان يسد ايّ اجراء نقدي فردي للعمل الادبي الفني الرصين، بل ان النص عصي على الناقد الذي يحاول فك شفراته بأداة نقدية واحدة. اذ اننا لا نسلّم بالنظريات النقدية، بقدر ما نظنها اجراءات لأدوات نقدية، تشترك فيما بينها لتشكل نقدا متكاملا، يسمح بتسليم كافة مفاتيح النص الادبي وهذا العمل يتطلب- كذلك- قارئا متفهما لأدراك وذوق وفهم المتلقين.
ان السلطة، والحزبية، والاشهارية الفنية، والاعلامية، والتجارية.. فرضت نفسها بقوّة على المتلقين، بتنويم مغناطيسي دوغمائي تعموي، افقدهم حواسهم الذوقية والمعرفية، ما باتت مهمة الناقد الثقافي او الادبي صعبة جدا في ظل هذا التعويم والطوفان، والغزو الثقافي، والمعرفي والعلمي والفكري، بل بكل انواع. فضلا عن دور المؤسسات السلطوية، واجهزة الدولة الثقافية، التي تمارس دور الابوة على المتلقين، لتحد من مسائلتها ومحاسبتها؛ ما اضعف دور النقد واثّر في تخلف المجتمعات الاحادية والمغلقة التي تعاني من ظلم وجور السلطة . فالمجتمعُ الذي يتصدّر قيادته طبقة العلماء والمثقفين والفلاسفة والحقوقيين والادباء والفنانين والمنضوين تحت مظلة المجتمع المدني.. في ظل الدول العلمانية التي اتاحت للتعدد الثقافي، وحرية التعبير والنقد الحر فيها، تكون اكثر امانا وامانا، وتطورا وازدهارا، واستقرارا ..تشهد فيها الحركات النقدية نموا، وتطورا وبناء منقطع النظير، يل لا يمكن ممارسة النقد في ظل الحكومات الاحادية الديكتاتورية القمعية اطلاقا . بل ان العقل والفكر والنقد الحر معطّل تمانا فيها. وكذلك المجتمع الميت الجامد الكسول، لا يخلق نقدا ايجابيا حرا فاعلا متطورا نافعا متعددا . لذلك رفض كثير من الفلاسفة ارتباط الحركة النقدية، والفلسفية، والثقافية، والادبية، والعلمية، والمعرفية بالدولة الاحادية الديكتاتورية، وسلطتها مؤسساتها القهرية الاقصائية، اذ حتما ستجيرها لصالح أيديولوجيتها( السياسية او الدينية او الحزبية)، الخطرة على المجتمع. ففي ظل هكذا مجتمعات مقهورة مقصية، تنشب الخلافاتُ الفكرية، والثقافية، والايديولوجية، التي غالبا ما تتخذ طابعا سياسيا او دينيا ايديولوجيا، تمنع او تحدّ من حرّية النقد لها او تُجير المؤسسات لصالحها. فهدفُ السلطة القهريةُ تحويل الناس من كائنات عاقلة الى كائنات غبية غير عاقلة. وهذا ما لا يقبله النقد –حقا- ويسعى الى عكسه تماما، فالتفاعل بين المواقف والاحداث-كما يذكر علماء النفس- التي تمرّ على البشر تظهر على شكل تغيرات، و استجابات سلوكية، و جسمية داخلية وخارجية .
—–
ماذا عن المشهد النقدي الراهن ومدى تأثيره على الحياة الثقافية؟
عبد الحسين رشيد العبيدي/ العراق
لعل من نافلة القول أن الحياة الأدبية في أي مكان تزدهر وتنتج تحت رعاية واهتمام جهد نقدي حقيقي , يسعى إلى توجيه الأعمال الإبداعية نحو مسارها الصحيح ضمن الضوابط التي أختطها لنفسه , دون الانجرار وراء المجاملات التي تستدعيها العلاقات الشخصية , التي تسيء أكثر مما تنفع . هذه المقدمة ستقودنا إلى عملية كشف حساب للعملية النقدية التي كانت تحضى بحصانة حينما كان أمر النشر محصورا بمؤسسات إعلامية همها الرقي بالعملية الأدبية فتوضف لذلك خيرة نقاد عصرها للفحص والتدقيق قبل النشر .
لكن الأمر أختلف في عصر وسائل التواصل الاجتماعي والمتغيرات الرقمية المتسارعة .
فالساحة الأدبية الآن تعاني من فجوة واسعة بين النتاج الثقافي والجهد النقدي الجاد , الذي بات بالأعم الأغلب يقتصر على انطباعات يسيرة أو مجاملات معادة تفتقر للجدية في التعامل مع النص الأدبي وقد يتم الاكتفاء بعبارات يومية سطحية توحي بالمدح وهي لا تغني شيئا . وهنا تكمن خطورة بالغة حين تعتبر كل وجهة نظر تفتقد المعايير النقدية والوعي بأسس النقد , نقدا .ولعل الملام في هذا الوضع المأساوي ليس النقد وحده . بل هو نتاج منظومة ثقافية أصبحت أقل اهتماما بالدرس النقدي , الذي أنكفأ إلى التنظير والدرس الأكاديمي . ولعبت منظومة التواصل الاجتماعي دوراً بارزاً في هذا المجال حيث باتت أعداد كثيرة من الأعمال الأدبية تنشر على المنصات الرقمية , أغلبها لا يهتم بمقومات العملية الإبداعية .هذا الكم الكبير يعرقل الجهد النقدي في متابعته .فالنقد الحقيقي لا يمدح جزافا بل يحلل ويضيء الزوايا المعتمة للنصوص سواء السردية أو الشعرية .
أن تعدد منابر النشر مع أنتشار وسائل التواصل الاجتماعي وبلا ضوابط , لا يخدم العملية الإبداعية . كما وأن النقد الملتزم لا يفرق بين جنس الكاتب , ولا يعتاش ماديا أو معنويا على عمله الإبداعي , وهي ملاحظات ظهرت جليا مع صعوبات الحياة المتزايدة وسهولة التواصل
أن الجهد النقدي يلعب دوراً فاعلا ومؤثراً في الحياة الأدبية فهو يساهم في صياغة ذوق عام وتوجيهه نحو الأعمال الأدبية , كما ويشجع ويحرض الأدباء والفنانين على تطوير قابلياتهم الإبداعية , ويعزز الوعي الثقافي للجمهور ويرفع من مستوى الحساسية الفنية لتذوق النتاج الأدبي والفني .
أن المشهد النقدي الراهن يحتاج إلى تقيم جديد ليس من قبل الأفراد فقط ولكن من المؤسسات الثقافية والمنشورات الأدبية . ورغم ذلك فأن المشهد النقدي ليس قاتما تماما كما يبدو , فقد أفرزت وسائط الاتصال الاجتماعي نقادا بارعين تفاعلوا مع النصوص بجدية و امتلكوا حسا جماليا وجرأة بالطرح .
—–
ماذا عن االمشهد النقدي الراهن؟ومدى تأثيره على الحياة الثقافة
فاطمة الزهراء بناني/ تونس
كلمة نقد هي مصدر مشتق من فعل نقد ينقد يعني يدفع أو يقيم الأشياء حسب قيمتها.
وهو عمل أساسي لتقييم كل ما هو منتج تجاري او عمل ثقافتي أو حتى سلوك إنساني.كالأخلاق والسلوكات،
وموضوعنا اليوم هوماذا عن المشهد النقدي الراهن؟وتاثيره على الحياة الثقافية؟
فالمشهد النقدي الراهن هو مشهد متحول غير ثابت،يتاثر بالتحولات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية وحتى الاقليمية التي تلقي بظلالها عليه.
ولعل شعورنا اليوم بضرورة العودة إلى التمسك بثقافتنا الحديثة والرهانات التي تشهدها من تكنولجيا وتطور ومنافسة شديدة،جعلنا نهتم بالحياة الثقافية الرسمية..ونحيد شيئا فشيئا عن الدراسات التي تهتم بالثقافة الشعبية التي اصبحت مهمشة ،عرضة لنواميس وعادات غريبة على موروثنا وهويتنا الثقافية التي كانت لها بنود وقواعد مضبوطة ،تنظم حياة المجتمعات في الحاضرة او في الارياف،لكن للأسف ،ظهرت فئات تدافع عن هذه النوعية من النقد،وتروج لثقافة غريبة ذات انماط دخيلة عنا باسم التنوع الثقافي والانفتاح عن الٱخر.
وما هذا ألا نتيجة التسحر الذي يشهده موروثنا الذي تخلينا او كدنا عنه..فلا يثمن ولا يحفز ولا يروج له .
لذلك نجد أن نصف تراثنا في المتاحف الاجنبية وسرقت ماكولاتنا وملبسنا وصارت تصنع في مصانع اجنبية وتصدر لنا على انها لنا.
النقد فعل لا بد أن يكون صادقا محايدا لأنه يصلح ويعدل ويؤسس لما هو أفضل.
لكننا اليوم نجد أقلاما مأجورة من أجل الهدم والتشكيك في الهوية والانتماء والمعتقد هدفها التفرقة وزرع الفتنمة والطائفية …او الترويج لعقلية التنوع باسم الحرية الشخصية في اعتداء صاروخ على المقامات التي يرتكز عليها مجتمعنا المحافظ..
نحن في حاجة لنقد بناء …نقد لا يخشى في الحق لومة لائم .. يصنع كتابا أحرارا وشعراء فطاحل،وفنانين موهوبين يحترمون ما لهم وما عليهم.
النقد سلطة هامة تقول للمحسن احسنت وللمسيء اسات .
فلها تأثير كبير على كيفية أنتاج الفنون بصفة عامة..وتجويد كل المجالات.
ولعل التطور التكنولوجي اسهم بثقله في تحسين مردود المثقف.وتسهيل عمل الناقد وتيسير طرق التقييم.بطرح كتابات جيدة وكتب فائزة في مسابقات ليقتدي بها او يحاكيها كل مبتدئ…لكن للأسف تعودنا على تمجيد بعض المثقفين وتضخيم حجمهم..واجترار مدحهم في كل المحافل لانهم يدفعون جيدا..متناسين الأخذ بايدي المبتدئين الذين تستحق اعمالهم التشجيع والنقد البناء لنصنع منهم عظماء فعليين يفرضون موهبتهم بجودتها…فلا النقاد اهتموا بهم ولا الإعلام ولا دور النشر..فظلوا يلوكون غبنهم ويشهدون كتاباتهم تركن رغم انها تستحق أن ترى النور.
بلا نقد صادق غيور على موروثنا وأصولنا سنظل تابعين مهمشين تتقاذفنا رياح الاغتراب والتبعية ..لكل النقاد..رجاء لفتة كريمة للمواهب وتوجيهها نحو الخلق والابداع فانتم قضاة عدل لإعطاء كل شي حق حقه.
—-
ماذا عن المشهد النقدي الراهن ومدى تأثيره على الحياة الثقافية؟
جميلة الوطني/ البحرين
أن المشهد النقدي العربي الراهن لهو بحر عريض المدى، تتلاطم على صفحته أمواج متدافعة من الرؤى السديدة والاجتهادات القيمة، وتغوص في لججه العميقة كنوز دفينة من التحليلات النافذة والتأويلات البارعة… إنه مشهد يتسم بالتنوع المنهجي، حيث تتفاعل فيه المقاربات النقدية التقليدية بتجذرها وعمقها مع تيارات نقدية حديثة، استلهمت من النظريات الأدبية والثقافية المعاصرة، كالنقد الثقافي الذي ينظر إلى الأدب في سياقه الاجتماعي الأوسع، والدراسات ما بعد الكولونيالية التي تستنطق آثار الاستعمار في النصوص، والنقد النسوي الذي يرفع صوت المرأة وتجربتها.
لقد أحدثت وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية زلزالًا في هذا المشهد، فباتت فضاءً رحبًا لظهور أصوات نقدية جديدة، تتجاوز أسوار المؤسسات الأكاديمية وصحفها التقليدية، لتطلق آراءها في سماء مفتوحة، تصل إلى شرائح أوسع من المتلقين، وتثير نقاشات قد تكون عابرة لكنها في كثير من الأحيان ملتهبة. وفي هذا الفضاء الرقمي الواسع، انطلقت أصوات النقد كسيل جارف، منها شهب تضيء العقول بوميض خاطف، تترك في سماء الفكر أثرًا لامعًا شافيًا، لكن منها أيضًا، ويا للأسف، زوابع غبار تعلو ثم تخبو سريعًا، لا تترك خلفها إلا عتمة وخواء، تثير العجاج ثم تضمحل بلا رجعة، لا تحمل في طياتها إلا الهباء… أما صلب الاهتمام النقدي، فهو معلق بقضايا الهوية والجذور، وبالتحولات العاصفة التي تجتاح مجتمعاتنا، محاولة سبر أغوار الأدب ودوره في التعبير عن آمال أمتنا وآلامها.
أما عن جوهر النقد ذاته، فأنه يتجلى في صورتين رئيسيتين: نقد بناء يسعى إلى تقويم العمل الأدبي أو الفني بروح موضوعية، يشير إلى مواطن الجمال والقوة فيه، ولا يغفل جوانب الضعف أو القصور، ولكنه يفعل ذلك بغية الإثراء والتطوير، وتقديم رؤى مستنيرة تفيد المبدع والمتلقي على حد سواء.. إنه النقد الذي يشبه البستاني الحريص، الذي يقلم الأغصان الزائدة لينمي الشجرة ويزيد من إثمارها. وفي المقابل، يطل علينا نقد هدّام، يتسم بالتحامل والتشويه، وقد ينطلق من دوافع شخصية أو أيديولوجية ضيقة، ولا يهدف إلى الاصلاح أو التنوير، بل إلى التقويض والتجريح. إنه النقد الذي يشبه الفأس التي لا ترحم، والتي تسعى إلى قطع الشجرة من جذورها دون أدنى اكتراث بقيمتها أو بجمالها.
ولا شك أن هذا المشهد النقدي، بكل ما يحمله من تنوع وتناقض، يلقي بظلاله على الحياة الثقافية العربية. فالنقد البنّاء يسهم في توجيه القراء نحو الأعمال الجادة والمتميزة، ويثري الحوار الثقافي من خلال تحليل النصوص وربطها بسياقاتها المختلفة، وقد يلهم المبدعين لتقديم الأفضل. بيد أن هذا المشهد لا يخلو من أصوات نقدية مضللة، قد تنطلق من دوافع غير موضوعية أو تسعى إلى ترويج أجندات خاصة، مما يشوش على المتلقي ويعيق التقييم العادل للأعمال الأدبية والفنية. أما النقد الهدّام، فقد يشيع جوًا من الإحباط والتنافر، ويعيق تطور الحركة الأدبية والفنية. ومع ذلك، يبقى للنقد سيفه الصقيل في توجيه دفة القراءة نحو الجيد من الأعمال، وكشافه الوقاد في إضاءة دروبها الفنية والفكرية. إنه كالخميرة التي تخصب أرض الحوار الثقافي، وتربط وشائج الأدب بسياقاته التاريخية والاجتماعية. وقد يكون للنقد البناء أثر كالسحر في صقل أقلام المبدعين وتوسيع آفاق رؤاهم، بل وقد يمتد تأثيره ليشمل تشكيل الوعي العام بقضايا أمتنا المصيرية.
أما في البحرين، تلك اللؤلؤة الخليجية، فقد بزغت تباشير النقد الأدبي منذ عقود خلت، في رسائل أدبائها.. لكن المشهد الراهن، كما يراه بعض فرسان الكلمة، قد يشوبه شيء من الضبابية، حيث تتداخل الآراء وتكثر الكلمات، مع الاعتراف بجهود ثلة من النقاد المخلصين.. وثمة همس بأن سلطة النقد قد تضاءلت أمام طوفان الإنتاج الأدبي وتأثير التقنية الحديثة.. إلا أن ذلك لا ينفي وجود محاولات جادة لتقليب صفحات الأدب العربي والبحريني على وجه الخصوص وتقييمها بميزان العدل والإنصاف.
وبالنظر إلى البحرين، على وجه الخصوص، فإن المشهد النقدي فيها جزء لا يتجزأ من المشهد العربي الأوسع، يتأثر بتقلباته ويتفاعل مع تياراته. لقد بزغت تباشير النقد الأدبي في تلك اللؤلؤة الخليجية منذ عقود خلت، في رسائل أدبائها.. وقد شهدت البحرين حراكًا نقديًا نشطًا في مراحل تاريخية مختلفة، ولا يزال هناك أصوات نقدية تسعى جاهدة لتقديم قراءات معمقة للأعمال الأدبية والفنية البحرينية، وتحليل خصوصيتها وتفاعلها مع القضايا المحلية والعربية. إلا أن هذا المشهد قد يواجه تحديات مماثلة لما يواجهه المشهد العربي عمومًا، من حيث محدودية مساحة النشر المتخصصة، وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي الذي قد يغلب السطحية على العمق، وتأثير العلاقات الشخصية في بعض التقييمات. وثمة همس بأن سلطة النقد قد تضاءلت أمام طوفان الإنتاج الأدبي وتأثير التقنية الحديثة، إلا أن ذلك لا ينفي وجود محاولات جادة لتقليب صفحات الأدب العربي والبحريني على وجه الخصوص وتقييمها بميزان العدل والإنصاف.
إجمالًا، أرى أن النقد، بجناحيه البناء والهدّام، يظل قوة مؤثرة في تشكيل الوعي الثقافي العربي، وإن كانت طبيعة هذا التأثير ومدياته تختلف باختلاف السياقات والظروف. والمأمول أن تغلب كفة النقد البناء، الذي يسعى إلى الارتقاء بالذائقة الفنية وتنمية الحركة الثقافية، على النقد الهدام الذي لا يورث إلا الجدب والخواء. ولا يسعني إلا أن أقول بأن المشهد النقدي العربي، والبحريني جزء منه، لا يزال يصارع أمواج التحديات، لكنه في الوقت ذاته يظل منارة تضيء دروب الإبداع، ورافدًا يغذي ينابيع الحوار الثقافي، وإن تفاوت تأثيره بين قِطر وآخر، وبين ظرف وآخر.