
صدر كتاب “تراتيل رجل بصري” للشاعر نزار بداي الربيعي عن دار بصرياثا للثقافة والأدب للنشر.. تضمن الكتاب 80 قصيدة ومن القطع المتوسط وجاء في كلمة الناشر التي حملت عنوان ” تراتيل رجل بصري.. بوح وتمرد”:
كتاب “تراتيل رجل بصري” للشاعر نزار بداي الربيعي هو بوح جميل لما يجول في نفس الشاعر، ويعبر عن أحاسيس بدت بوضوح في أغلب قصائد الكتاب، فهو المتمرد أحياناً على وضع اختلفت موازينه، وهو العاشق في أحيان أخرى للأمكنة التي عاش فيها وللحبيبة ذات الثوب الأسود، وهو الحنين للماضي بكل ما يحمله من صور وذكريات، صورة الجد، والاصدقاء، المناجاة لتلك الأيام واضحة بعد مضي السنين، في قصيدة (كبرنا) يقول:
(كبرنا، وتغيّر الزمان كثيراً
وتغيّر كل شيء فينا..
لم يعد صوت الناي
يطربنا..
ولا صوت المطر
يفرحنا ويشجينا
ولا عطر الأرض
ينسينا
كل الحزن الساكن
فينا)
هذه المناجاة تشعرنا بقيمة الأمس الذي يجذب الشاعر ويجعله ساكناً في ذاكرته، ويحمل في صدره لوعة الفراق، فراق الاصدقاء والأحبة وقد خصص قصيدة لصديقه، وهي قصيدة مفتوحة يمكن أن تناجي بها أي إنسان يقول:
(أنت وحدك،
تكسر رتابة الايام
يا صديقي..
لم استعجلت الرحيل..
لم يبقَ باباً بعدك
مفتوحاً)
هو الحزن الشفيف الذي يجول في النفس، يرسمها الشاعر بحروفه لتكون قريبة من القارئ، وتكون أكثر إحساساً لمن فقد صديق أو حبيب!
خصص الشاعر تراتيله ووقعها باسم رجل بصري، جنوبي، حيث جاءت التراتيل تحمل كل عبق الجنوب العراقي، ولن يخفي الشاعر حبه لبلده وهو يراه يضيع ولم يعد كما كان، حيث خصّه بتراتيل/ قصائد منها قصيدة العراق التي يقول فيها:
(يا وطن الامجاد
يا منبع الثائرين
عراق فيه..
كبرياء علي
وشهادة الحسين
اصرخ بوجه الفاسدين)
هي صرخة تمرد أمام من سلب رونق العراق، وبدد نهاره في ظلمة حالكة، ولم تخلُ أغلب قصائد المجموعة من تلك الصرخات، ففي ومضات نجده يقول:
(في وطني
المقابر كل يوم
ضيوف جدد)
وفي ومضة أخرى:
(كيف أفرح
وفي وطني الحزن
مباح).
ينحو الشاعر في بعض قصائده الى رسم مشهد يومي باسلوب درامي وسيناريو يوضح صورة المشهد ومن القصائد نختار قصيدة الوقت:
(ودعتها عند ناصية الطريق
في ظهيرة صيف قائض
التفت اليها
والتقت عيناها بعيني
وتشابكت أيدينا
وواصلنا المسير)
هذا مشهد يحمل بين طيّاته شدة الشوق في صيف حار، والمعروف أن الجنوب العراقي يمتاز بهذا المناخ، والصورة واضحة قدمها الشاعر باسلوب درامي جميل.
كتاب (تراتيل رجل بصري) هو التجربة الأولى في النشر بعدما ضاعت منه كثير من النصوص في زحمة الأيام والظروف خاصة ظروف الحصار الجائر على بلدنا. نقدم الكتاب للقارئ ليجد فيه لذة القراءة ومتعتها.
للحصول على الكتاب مراسلة الدار.