أثناء عودتي اليوم إلى منزلي مِن بعد انتهاء العمل ، وجدت حشد كبير مِن السيارات على جانبي الشارع الرئيسي بالقرب من المنزل من بينهم سيارة إسعاف …
استمعت إلى صراخ شديد يأتي من امرأة وسط العديد من الناس تقف بجوار سيارة الإسعاف… …
تخيلته حريق في عمارة ما لا قدر الله …
ثم أخذت أتساءل المارة
ما الذي يحدث هنا
ماذا جرى ؟
حتى شاهدت امرأة صاحبة كشك صغير تبكي ..
أخبرتها:
ماذا بكِ ؟ …
ماذا حدث ؟
قالت:
كان هناك طفلاً صغيراً يعبر الطريق سريعا، يقول يريد الذهاب سريعاً إلى الامتحان …
إذا به فجأة يصطدم بِدراجة كانت تأتي مسرعة على الطريق ، أصابت إحدى قدميّه إصابة بالغه قد من المحتمل أن تتسبب في بتر الساق …
غلبني حالة من البكاء الشديد على الطفل و على قلب والدته التى ترى أمام أعينها إصابته ونزيف من دماءه ..
أثناء بكائي لمحت شابا يقترب بجواري ينزف هو الآخر من ذراعيه ووجهه ، يُمسك به العديد من الشباب كي يُسلِمونه للشرطة …
أخذني الفضول بالسؤال عنه
مَن هو ؟
أجابوا:
هو سائق الدراجة المتسبب في إصابة الطفل …
سألته : ماذا حدث ؟
أخبرني بأنه ليس السبب ، بل الطفل هو الذي ظهر فجأة وسريعا مِن أمام الدراجة …
استمعت إليه و طلبت من الشباب أن يتركوه يذهب للذهاب سريعا هو الآخر للمستشفى …
هو مظلوم و ليس جاني ..
بل إنه قضاء و قدر…
ثم أعطيته رقم الموبايل للتواصل معي إن احتاج شيئا …
بعدما عدت إلى مكان الحادث ، أخبرني العديد من المشاة بأنه ليس المتسبب في إصابة الطفل ، بل إن الطفل هو المخطئ بسبب سيره السريع جدا أثناء عبوره الطريق …
بعد مرور ساعتين وجدت اتصالا من سائق الدراجة ، يخبرني بأنه هو ووالده و عمه بالمستشفى مع الطفل ، و بأنه الحمد لله لم يتم بتر قدم الابن ، لكنه خضع لعملية جراحية لالتئام وخياطة الجرح …
لكن والدته أخذت تطالب والده بدفع مبلغ ك تعويض مادي و لجأت لتصعيد الموقف إلى عمل محضر يدين ابنه سائق الدراجة …
استمعت إليه وأخبرته بأنه ليس مذنبا و إنني سوف أشهد شهادة حق في صالحه بما استمعت إليه من كلمات الجميع في صالحه …..
لكنه في نفس الوقت يجب الأخذ في الاعتبار أنها الأم و يجب مراعاة شعورها خوفا على ابنها الصغير …
أخبرني بأنهم يقدرون الموقف جيدا و بإذن الله تعالى لن يتخلون عنها هي و ابنها خاصة من بعد ما سمعوا بأنه طفلاً مِن ذوي الاحتياجات الخاصة …
شفاه الله و عافاه …