بوحي عن الحزن لا يعني مطالبةً
رِفقًا بقلبي، ولا عطفًا على ذاتي
حتى تقول رأيتُ الحزن في صُوَري
فجئتَ تقصدُ في عمري مواساتي
وجئتَ تنتشلُ الأحــزان من كبدي
لِتُطفِئَ النارَ في أعمـــاقِ آهاتــي
بل جئتَ تبسُطُ كفَّ الطبِّ مُبتهلًا
وترتقيني بلطــــفٍ في مآســاتي
وقفتَ تمسكُ شريـــاني وتفحصُهُ
وكنتَ تكتُبُ عـن وصفاتِ جرعاتي
عذرًا، لأنك لا تــدري مـدى جلدي
ولا احتمالي لِهَولِ الداءِ في ذاتي
ما كنتُ أصرخُ من ضعـفٍ ومن وجَعٍ
لكنْ حديثُ الأسى بعضٌ من الآتي
وكــلُّ حرفٍ سكبتهُ كــان يوجعني
كأنني أستلُّ روحي من شظياتي
أنا التي كم شربتُ الصبرَ معتقدًا
بأنّ في الصــبرِ أبـــوابًا لـــراحاتي
أنا التي كلمـــا ضــاقتْ بها سُبُلٌ
همستُ للكونِ سِرًّا في دعواتي
فليــس يُضعفنــــي حُزنٌ، ولا وَجَعٌ
حتى وإن طال حزني فوق طاقاتي