
عائِدُون من منافِي كثيرة
نُدَوْزِنُ ما خطت أيدينا
لتكتب الرُّوح شهقاتها
وتعلق في بوَّابة الرِّيح تمائم الأمَانِي،
قَالَ الصَّغير لِأُمِّه :
هَلْ تَكْنِسُ الرِّيح أحْقادَ الْكِبار
وَتُعَرِّي أَقْنِعة الْغُول الْجَدِيد !!
هَلْ نبتسم مُجَدَّدا وَسَطَ هذا البُؤْس الكَبِير؟!
أُمَّاه :
هَلْ نمْشِي نَحْو أقْدارنا الْمُتْعَبَة
وَقَدْ صَيَّرتنا حَقارة الْكِبار كِبَارا ..
هَلْ تكْنِسُ يَدُ الرّيحِ هَذِي الصُّوَر
ونعود لنحلم بالعِيدِ ..
ونرتب للحلم الآتي معا ..
أُمَّاه..!!
ارَانِي قَدْ صِرْتُ كَبيرا ..
بِلا مَلامِح،
وهذا الطِّفْل بِدَاخلِي
أصْبح قَزَماً ..
أُمَّاه..!!
كُنْتُ قبْلَ زمَنٍ أقِفُ هُناكَ وأبْتسِم
أقرَأ فِي سِرِّي طالع الْمَدِينة النَّائِمة
وأحصي عَدداً مِن الأحْلام ..
وأرى الأزهار والوُرود تَنْمُو فِي كفِّي
وَتَمْسَحُ كل الْعَناوِين الْحَزِينة ..
أمَّاه..!!
هَلْ تمْحُو باب الرِّيح
صُورة الأقنعة الْجَدِيدَة
وأعود لأقرأ الطالع مِن جَدِيد
وأحلم بالتَّحليق خَلْفَ الْغيْمات
أمَّاه ..!!
أتُرَانِي كبرت وتسلَّلَ الْخَرف إلى ذاكِرتِي
فَعُدْتُ فتًى يُدحْرِجُ الأمنيات مِن عُلُوٍّ شاهِق
ويجلس القُرفصاء ليتسوَّلَ الأحْلام
في زمن لا أعرفه ..
زمن باع الحُلم للغريب
ولبس الْقِناع ..
وظلت يدُ الطِّفل الذي كُنْته
مَمْدودة نحْو السّمَاء..