خص اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين في البصرة، الفنان التشكيلي والشاعر”هاشم تايه” بجلسة الجمعة الثقافية لمناسبة صدور مجموعته الشعرية الأولى “عربة النهار” وقدم المحتفى به الشاعر خضر حسن خلف الذي أكد على الاهتمامات الفنية المتعددة للفنان هاشم تايه لكونه فنانا وناقدا تشكيلا وشاعرا وكاتبا صحفيا وقاصا أيضا. وتناول الشاعر خلف “عربة النهار” بصفتها مجموعة شعرية انفردت بميزة البناء الشعري المتماسك واعتماد الجملة الشعرية المقترنة بدقة الإيحاءات والصور التي مبعثها المخيلة والذاكرة المتقدة للشاعر مؤكدا حسن الصياغة واستخدام الصورة الشعرية المقترنة بالمهارة اللغوية الحديثة،
ثم قدم الشاعر “هاشم تايه” ورقته المعنونة”تجارب بين الرسم والشعر”ذكر فيها ان ما كتبه بالكلمات لم يكن قادرا على رسمه بالخطوط والألوان وأضاف: “الرسام الذي قالت له روحه المعذبة التائهة لا بأس عليك، أنا من قادك إلى الشعر وقال له الشعر بلسان شاعر إيراني معاصر: أنا من رآك، وامسك بك، هذا الرسام كم تسره ظاهرة تبادل المصالح الجارية أبدا بين الشعر والرسم، التي انتهت في بعض التجارب إلى عقد قران، وزواج، وسكنى في بيت واحد يجمع كلا من الرسم والشعر”، وذكر الشاعر هاشم تايه:” لم اكتب في الشعر وفي ما عداه إلا في السنوات التي يريد الجسد ان يدخرها لشجونه الخاصة . فقبل أعوام الحرية الملوثة هذه لم اكتب شيئا، وخضعتْ لطبيعتي الصامتة التي خلقها تاريخي الشخصي ووجدتْ في الرسم ما يلبي حاجتها إلى التعبير بوسائل صامتة وكنت أرى الشعر قريبا، ولكن الصمت كان يتولى كتابته بعيدا. وأضاف: “عمليا بدأت بالكتابة بعد عملي في “المنارة” الصحيفة التي أدين لها بالكثير وفيها اكتشفت إمكانية أن اكتب في ألوان الكتابة الصحفية فكتبت عمودا بعنوان “بصوت هادئ” على الصفحة الأخيرة من جريدة “المنارة”، ومع مضي أيامي في الصحيفة، انطلقت اكتب في أنواع الكتابة الصحفية، لم ابتعد في معظمها عن الرسم حتى إني اخترعت في الصحيفة لنفسي لونا من الكتابة يرتكز على الصورة الفوتوغرافية وأطلقت عليه تسمية (فوتو كتابه)، إذ كنت التقط بكامرتي صورا لأشيائنا المقلقة نشرتها في صحيفة “المنارة” وفي موقع “كتابات”، وفي تلك الصور كنت أرسل ما يثيرني بالكلمات، مستنطقا ما يرى في الصور، وما لا يرى.ثم ختم الفنان هاشم تايه بأنه ينظر آلان إلى كل نص كتبه فلا يرى في جسده إلا ذلك الشيء الذي سطع برهة ثم اختفى،ذلك الشيء الذي اخترق ضوؤه الخاطف كياني،أنني اراه ألان في كل نص ملتما على نفسه،غريبا ضائعا بين كلمات لا تعرف عنه شيا، ذلك اللب المتكتم السجين بين الأصوات، المحزون بسبب غربته عن وطنه”. ثم قدم الكاتب “جاسم العايف” قراءة بعنوان “عربة النهار”.. سردية الشعر وإنتاج المعنى. ذكر فيها ان المتأمّل للمشهد الشعري في البصرة يجده اليوم ضاجاً بأصوات كاتبي قصيدة النثر الذين أضحوا يشغلون مساحة واسعة من فضاءات الصفحات الأدبية، بنتاجاتهم. ومن خلال متابعة لإصدارات اتحاد أدباء البصرة التي انطلقت بالتزامن مع المربديْن الرابع والخامس نرى الغلبة في هذا المضمار لشعراء قصيدة النثر؛ فمن مجموع- 15- إصداراً كانت حصة شعراء النثر- 9 -. وبهذا تكون قصيدة النثر في البصرة “سيدة المشهد” فضلاً عن الإصدارات الخاصة التي يعمد إليها بعض شعراء البصرة في طبع مجاميعهم وإشهارها على نفقاتهم الخاصة بطريقة الاستنساخ، متحملين مكابدات أُخَر غير مكابدات الحياة المعيشية الراهنة. ورأى الكاتب العايف ان ثمة سمات عامة مشتركة لما ينشر لغالبية قصائد النثر، منها فقدان وحدة الثيمة في القصيدة الواحدة، ترافقها أقصى حالات التجريد، الذي يدفع إلى التباسات كثيرة، من بينها انعدام الجهاز ألمفهومي للكاتب ، واعتماد المفارقات، في الصور كمهيمنات قارة في اغلب قصائد النثر، مع افتعال الغموض، وانغلاق النصوص على نفسها وسكوتها عما يجري حولها، دون حاجة فنية أو فكرية لذلك، فتتمّ التضحية بالمعنى تحت سطوة النزوع إلى الإغراب. ولا حظ الكاتب اعتماد الشاعر “هاشم تايه” البنية السردية ، في ديوانه، والتي بحسب “تودر وف ورولان بارت” لا حصر لها، بصفتها امتداد لا متناه، وذكر ان الشاعر “هاشم تايه” يعتمد في قصائده لغة واضحة المعنى لا تفتعل الغموض بذاته من خلال إدراكه لقيمة المفردة الشعرية ووضوح معناها ومقاربتها لواقعية الحدث. وأضاف تمتلئ “عربة النهار” بالكثير من تمفصلات الحياة اليومية، التي قد تبدو خاصة إلا انها وعند إنعام النظر فيها تجد عموميتها كواقع معطى أدركه الشاعر ولم يتحصل ان يكون خارجه ، بمفهومية المعنى ،وبنيته السردية، دون افتعال الغموض، من خلال محاولات الشاعر تحديقه بما هو خاص، وقدرته على الانتقال به إلى ما هو عام ومشترك، مما يمنح القارئ أفقا رحبا لإدراك المعنى الكامن خلف كلماته وتجربته المعبر عنها ، سرديا، بالقول، الذي يحول اللغة نحو أفق أكثر تحسسا ومسؤولية بمنتج المعنى وهو المتلقي في هذه الحالة مدلالا على ذلك بنماذج قرأها من قصائد الديوان.وقدم الناقد خالد خضير شهادته عن الفنان التشكيلي هاشم تايه بصفته احد أهم النقاد التشكيلين في البصرة من خلال قدراته على تحليل اللوحة التشكيلية بلغة فنية راقية مؤكدا ان هاشم تايه لو لم يوزع اهتماماته على أنواع عدة من الاهتمامات الفنية لتحول إلى ناقد تشكيلي عراقي بارع، بعدها قدم القاص محمد سهيل احمد قراءته لعربة النهار التي لا حظ فيها اعتماد الألوان اللغوية المتعددة معيدا ذلك الى هيمنة اللغة التشكيلية التي عرف بها الفنان هاشم. وقدم الشاعر علي الامارة ملاحظاته الشفوية على المجموعة مؤكدا على لغة الشاعر الثرية وصوره الدالة مطالبا بتأرخة القصائد، التي خلت منها المجموعة، لمعرفة حقب التطور الشعري للشاعر عادا ذلك ضروريا للدارس ومعتبرا ذلك من موجهات القراءة الأساسية لما يمتاز به الزمن العراقي من حقب متداخلة ثم ختم الجلسة الأستاذ محمود عبد الوهاب الذي تحدث عن علاقة الشعر بالرسم مؤكدا على المساحة الواسعة التي تمتاز بها شعرية هاشم تايه مع ان اغلب قصائده قصيرة . ويذكر ان مجموعة “عربة النهار” قد صدرت من قبل اتحاد أدباء البصرة.
ثم قدم الشاعر “هاشم تايه” ورقته المعنونة”تجارب بين الرسم والشعر”ذكر فيها ان ما كتبه بالكلمات لم يكن قادرا على رسمه بالخطوط والألوان وأضاف: “الرسام الذي قالت له روحه المعذبة التائهة لا بأس عليك، أنا من قادك إلى الشعر وقال له الشعر بلسان شاعر إيراني معاصر: أنا من رآك، وامسك بك، هذا الرسام كم تسره ظاهرة تبادل المصالح الجارية أبدا بين الشعر والرسم، التي انتهت في بعض التجارب إلى عقد قران، وزواج، وسكنى في بيت واحد يجمع كلا من الرسم والشعر”، وذكر الشاعر هاشم تايه:” لم اكتب في الشعر وفي ما عداه إلا في السنوات التي يريد الجسد ان يدخرها لشجونه الخاصة . فقبل أعوام الحرية الملوثة هذه لم اكتب شيئا، وخضعتْ لطبيعتي الصامتة التي خلقها تاريخي الشخصي ووجدتْ في الرسم ما يلبي حاجتها إلى التعبير بوسائل صامتة وكنت أرى الشعر قريبا، ولكن الصمت كان يتولى كتابته بعيدا. وأضاف: “عمليا بدأت بالكتابة بعد عملي في “المنارة” الصحيفة التي أدين لها بالكثير وفيها اكتشفت إمكانية أن اكتب في ألوان الكتابة الصحفية فكتبت عمودا بعنوان “بصوت هادئ” على الصفحة الأخيرة من جريدة “المنارة”، ومع مضي أيامي في الصحيفة، انطلقت اكتب في أنواع الكتابة الصحفية، لم ابتعد في معظمها عن الرسم حتى إني اخترعت في الصحيفة لنفسي لونا من الكتابة يرتكز على الصورة الفوتوغرافية وأطلقت عليه تسمية (فوتو كتابه)، إذ كنت التقط بكامرتي صورا لأشيائنا المقلقة نشرتها في صحيفة “المنارة” وفي موقع “كتابات”، وفي تلك الصور كنت أرسل ما يثيرني بالكلمات، مستنطقا ما يرى في الصور، وما لا يرى.ثم ختم الفنان هاشم تايه بأنه ينظر آلان إلى كل نص كتبه فلا يرى في جسده إلا ذلك الشيء الذي سطع برهة ثم اختفى،ذلك الشيء الذي اخترق ضوؤه الخاطف كياني،أنني اراه ألان في كل نص ملتما على نفسه،غريبا ضائعا بين كلمات لا تعرف عنه شيا، ذلك اللب المتكتم السجين بين الأصوات، المحزون بسبب غربته عن وطنه”. ثم قدم الكاتب “جاسم العايف” قراءة بعنوان “عربة النهار”.. سردية الشعر وإنتاج المعنى. ذكر فيها ان المتأمّل للمشهد الشعري في البصرة يجده اليوم ضاجاً بأصوات كاتبي قصيدة النثر الذين أضحوا يشغلون مساحة واسعة من فضاءات الصفحات الأدبية، بنتاجاتهم. ومن خلال متابعة لإصدارات اتحاد أدباء البصرة التي انطلقت بالتزامن مع المربديْن الرابع والخامس نرى الغلبة في هذا المضمار لشعراء قصيدة النثر؛ فمن مجموع- 15- إصداراً كانت حصة شعراء النثر- 9 -. وبهذا تكون قصيدة النثر في البصرة “سيدة المشهد” فضلاً عن الإصدارات الخاصة التي يعمد إليها بعض شعراء البصرة في طبع مجاميعهم وإشهارها على نفقاتهم الخاصة بطريقة الاستنساخ، متحملين مكابدات أُخَر غير مكابدات الحياة المعيشية الراهنة. ورأى الكاتب العايف ان ثمة سمات عامة مشتركة لما ينشر لغالبية قصائد النثر، منها فقدان وحدة الثيمة في القصيدة الواحدة، ترافقها أقصى حالات التجريد، الذي يدفع إلى التباسات كثيرة، من بينها انعدام الجهاز ألمفهومي للكاتب ، واعتماد المفارقات، في الصور كمهيمنات قارة في اغلب قصائد النثر، مع افتعال الغموض، وانغلاق النصوص على نفسها وسكوتها عما يجري حولها، دون حاجة فنية أو فكرية لذلك، فتتمّ التضحية بالمعنى تحت سطوة النزوع إلى الإغراب. ولا حظ الكاتب اعتماد الشاعر “هاشم تايه” البنية السردية ، في ديوانه، والتي بحسب “تودر وف ورولان بارت” لا حصر لها، بصفتها امتداد لا متناه، وذكر ان الشاعر “هاشم تايه” يعتمد في قصائده لغة واضحة المعنى لا تفتعل الغموض بذاته من خلال إدراكه لقيمة المفردة الشعرية ووضوح معناها ومقاربتها لواقعية الحدث. وأضاف تمتلئ “عربة النهار” بالكثير من تمفصلات الحياة اليومية، التي قد تبدو خاصة إلا انها وعند إنعام النظر فيها تجد عموميتها كواقع معطى أدركه الشاعر ولم يتحصل ان يكون خارجه ، بمفهومية المعنى ،وبنيته السردية، دون افتعال الغموض، من خلال محاولات الشاعر تحديقه بما هو خاص، وقدرته على الانتقال به إلى ما هو عام ومشترك، مما يمنح القارئ أفقا رحبا لإدراك المعنى الكامن خلف كلماته وتجربته المعبر عنها ، سرديا، بالقول، الذي يحول اللغة نحو أفق أكثر تحسسا ومسؤولية بمنتج المعنى وهو المتلقي في هذه الحالة مدلالا على ذلك بنماذج قرأها من قصائد الديوان.وقدم الناقد خالد خضير شهادته عن الفنان التشكيلي هاشم تايه بصفته احد أهم النقاد التشكيلين في البصرة من خلال قدراته على تحليل اللوحة التشكيلية بلغة فنية راقية مؤكدا ان هاشم تايه لو لم يوزع اهتماماته على أنواع عدة من الاهتمامات الفنية لتحول إلى ناقد تشكيلي عراقي بارع، بعدها قدم القاص محمد سهيل احمد قراءته لعربة النهار التي لا حظ فيها اعتماد الألوان اللغوية المتعددة معيدا ذلك الى هيمنة اللغة التشكيلية التي عرف بها الفنان هاشم. وقدم الشاعر علي الامارة ملاحظاته الشفوية على المجموعة مؤكدا على لغة الشاعر الثرية وصوره الدالة مطالبا بتأرخة القصائد، التي خلت منها المجموعة، لمعرفة حقب التطور الشعري للشاعر عادا ذلك ضروريا للدارس ومعتبرا ذلك من موجهات القراءة الأساسية لما يمتاز به الزمن العراقي من حقب متداخلة ثم ختم الجلسة الأستاذ محمود عبد الوهاب الذي تحدث عن علاقة الشعر بالرسم مؤكدا على المساحة الواسعة التي تمتاز بها شعرية هاشم تايه مع ان اغلب قصائده قصيرة . ويذكر ان مجموعة “عربة النهار” قد صدرت من قبل اتحاد أدباء البصرة.