عمل في أغلب وسائل الإعلام الموصلية منذ عام 2003 وحتى يومنا هذا مهتما بالجانب الثقافي والأدبي والتراثي بالتحديد ، فنان يملك حنجرة ذهبية وصوت عذب ولديه أناشيد وأغاني مختلفة باللهجة الموصلية تزيد عن خمسين عمل فني ، عاشق للتراث في نينوى ولهذا أسس وترأس “”جمعية إحياء التراث الموصلي “” والتي تعتبر أكبر وأهم مؤسسة مجتمع مدني تهتم و تختص بإحياء التراث في هذه المحافظة وبفضل الله سبحانه وتعالى تمكنت من إجراء هذا الحوار السريع معه .
* أستاذ جاسم هل من الممكن أن تعرفنا أكثر عن “”جمعية إحياء التراث الموصلي “”..؟؟
– جاءت فكرة تأسيس جمعيتنا،للتأكيد على تراث وأصالة مدينة الموصل، وإحياء تراثها الفلكلوري ذات المعاني والدلالات القيمة،وتعريف الأجيال بهذا التراث والمحافظة عليه كي لا يندثر،وقد تفاعل الكثير من فنانين ومثقفي وأدباء وكتاب مدينة الموصل مع هذه الفكرة التي تبنيناها في عام 2007، وبعد سلسلة لقاءات واجتماعات وحوارات تمكنا من تأسيس هذه الجمعية في عام 2008،وكان للفنان تحسين حداد نقيب الفنانين في نينوى الدور الكبير في توفير مكان كمقر مؤقت للجمعية بصفته نائبا لرئيس الجمعية،حيث شاركناه مقر فرع النقابة الواقع في قاعة مسرح الربيع بالموصل.
* ما رائيك بالمشهد الثقافي والأدبي في محافظة نينوى ..؟؟
– رغم حالة اليأس التي قد تسيطر على بعض فنانين ومثقفينا بسبب الوضع الأمني غير المستقر منذ سنوات في نينوى،إلا أننا نجد أن واقع الثقافة والأدب في محافظة نينوى بخير،لطالما لدينا فنانين ومثقفين وأدباء وكتاب وشعراء ناهيكم عن إعلاميين وصحفيين يعملون ويقدمون ويتواصلون ويبدعون،بدليل أن محافظة نينوى حققت مراتب متقدمة في الكثير من المهرجانات والمسابقات التي أقيمت في العاصمة بغداد وبقية مدن العراق،كفرق موسيقية وتربوية،كما شارك فنانونا في مهرجانات دولية في مصر وغيرها، فضلا عن عدد غير قليل من المبدعين الشباب في مجالات الفن والأدب والثقافة انضموا إلى المبدعين الرواد ليسيروا على خطاهم ويحققوا انجازات لمحافظة نينوى الولادة للمبدعين والمثقفين على مر التاريخ.
* وسائل الإعلام العراقية في تزايد مستمر و لكن لحد الآن نجد إهمال وتجاهل للشأن الأدبي والثقافي والتراثي من قبلهم وعلى الخصوص في محافظة نينوى فما هو السبب ..؟؟
– نعم هناك فضائيات وإذاعات أنشئت في محافظة نينوى منذ عام أو أكثر،فضلا عن وجود عدد غير قليل من الصحف،لكن مشهد الوضع الأمني يخيم على عمل جميع المؤسسات الإعلامية والثقافية،لذلك أخذ الوضع الأمني ومتابعة الأحداث الجارية في محافظة نينوى مساحة واسعة من اهتمام تلك الوسائل، على حساب المواضيع الثقافية والأدبية والفنية،مع هذا هناك اهتمام وإن لم يكن بالمستوى التي نطمح إليه بالحركة الفنية والثقافية من قبل وسائل الأعلام تلك، حيث هناك برامج حوارية مع فنانين ومثقفين وأيضا تغطية لأنشطتهم كمعارض مشاركات فنية وأدبية وثقافية،لكن يبقى الوضع الأمني هو المسيطر على المشهد العام في محافظة نينوى.
* ما هو أكثر جانب تراثي تجده يتعرض لانتكاسة شديدة في محافظتك محافظة نينوى..؟؟
– بصراحة أقولها منارة الحدباء،هذا المعلم التاريخي والتراثي الذي أقترن أسمه مع أسم المدينة،حيث يوصف المدينة بـ ( الموصل الحدباء) تشكو هذه المنارة من تكسرات في قاعدتها وهي ما تنبأ بسقوطها مستقبلا لا سامح الله،لذلك تعالت الأصوات في المحافظة وتوالت الدعوات من أجل الإسراع بترميم قاعدتها من أجل المحافظة عليها، وقد ناقش هذا الموضوع محافظة نينوى ومجلس المحافظة وعقدت الاجتماعات واللقاءات ووضعت الدراسات، إلا أننا ننتظر أن يبدأ العمل بترميمها لأنها تعني الكثير لأبناء هذه المدينة،وهناك أماكن أثرية وتراثية كثيرة في المحافظة مهملة وبحاجة للاهتمام،إلا أن الأوضاع تحول دون تحرك الجهات المعنية لإعادة الحياة لتلك المناطق والمعالم لتغدو من جديد قبلة للأنظار.
* بين العمل الإعلامي والعمل التراثي و العمل الفني أين تجد نفسك أكثر..؟؟
– بداياتي كانت مع الغناء والعزف على العود، ومن ثم الاهتمام بالتراث، ووجدت في مجال الأعلام مساحة واسعة للعمل والتحرك أكثر من أجل إيصال صوت الناس للمسئولين وتسليط الضوء نحو الظواهر السلبية والأشياء التي تستحق المتابعة والاهتمام،مع هذا أجد نفسي في جميع هذه الأعمال حتى وأن كان العمل الإعلامي قد أخذ مساحة أكبر في حياتي .
* كيف ترى حال الأغنية الموصلية مع كثرة القنوات الفضائية الغنائية العراقية..؟؟
– الأغنية الموصلية لا زالت تراوح مكانها،لعدم وجود دعم مادي ومعنوي،فهناك مطربين يظهرون عبر شاشات الفضائيات ليل نهار وآخرين لا يظهرون ولو بالسنة مرة،وذلك بسبب العلاقات التي أصبحت تتحكم حتى في استضافة المطربين في برامج فنية أو عرض أغانيهم،وكذلك بسبب موجة الأغاني الهابطة التي أثرت سلبا على الأغاني الموصلية الجميلة،فأغاني اليوم هي التي اكتسحت الساحة الغنائية في العراق بسبب تبني فضائيات لهكذا نوع من الأغاني وبالتالي انتشرت انتشارا كبيرا، إلا أننا نتفاءل خيرا، متى ما وفرت الدعم اللازم لفناني الموصل حينذاك ستعاد للأغنية الموصلية مكانتها التي تستحقها.