نظم اتحاد الادباء والكتاب في البصرة ضمن نشاطه الاسبوعي جلسة شعرية للاحتفاء بالشاعر عبد السادة البصري ، تضمنت الجلسة ، ماقشة التجربة الشعرية للشاعر عبد السادة البصري ، وقراءة في ديوانه الاخير بعنوان (هكذا دائما) الذي صدر 2012 عن دار تموز بدمشق.
قال الشاعرعبد السادة البصري عن ديوانه (هكذا دائما) :الديوان يتضمن قسمين الاول (هكذا دائما قبل) وكتب هذا القسم للفترة من عام 1989ولغاية عام 2002 ، اما قسمه الثاني (هكذا دائما بعد) فكتب للفترة من عام 2003 ولغاية عام 2007 في اشارة الى عهد ما قبل وبعد تغيير نظام الحكم في العراق.
واضاف البصري ان : الديوان هو مجموعة قصائد نثرية يحتوي في قسمه الاول ثلاث عشرة قصيدة وقسمه الثاني خمس عشرة قصيدة.”
وتناول الادباء والكتاب وبعض الحاضرين ، خلال ورقات نقدية واحتفائية بالشاعر ،خلال الجلسة ومنهم الناقد عبد الغفار العطوي والناقد مقداد مسعود والشاعر واثق غازي والشاعر محسن ثامر .
وقال الشاعر واثق غازي في ورقته عن تجربة الشاعر البصري “عند تناول تجربة الشاعر : عبد السادة البصري ، لا بد من الخوض في الجانب الإنساني من كل تجربة ، وحجم هذا الشاغل في أية تجربة ، أن الجانب الإنساني في كل منجز ، يراد منه التعبير عن الذات ، ويتشكل هذا الجانب حسب قوة المحيط بالفرد :
( فضاء الريف ) أو العزلة المنسوبة لطرف المدينة التي أسهمت بشكل واضح في تأسيس صوت منفرد لدى الشاعر : عبد السادة البصري ، تتراوح قدرته في الإفصاح عبر أدوات معينة ، وذلك حسب الواقعة التي يتناولها ، هذا الفضاء هو الذي ينبني تحته نص الشاعر ، حاملا معه كل الصلات الاجتماعية و الرموز التي تعمل على إدامة الصلة بين الشاعر وما يفتقده ، وهذا التماهي مع واقع النشأة ، من الخطأ عدهُ إقامة في المرحلة ،حيث أن التجربة التي تلتصق بجذرها المؤسس وتنمو حوله وتتفاعل معه هي من التجارب التي تكون أقرب إلى الصدقية ، وإن تفاوتت حدّتها ، أو ذهبت باتجاه الذاتي الصرف”
وجاء في ورقة الناقد مقداد مسعود التي تلاها نيابة عنه الشاعر مؤيد حنون “ثمة تنوع في قدرات الصديق الشاعر عبد السادة البصري ،وهي تنويعات ضمن المشغل الثقافي المقروء والمسموع لديه اقدرة الكتابة الصحفية لمستها من خلال عملنا في صحف الوحدة والملتقى والزاهرة ويتحلى خلال زحمة العمل الصحفي المرهق بصبر جميل ونفس تربوي في توجه الكادر الجديد
ويضيف ، يدخل البصري الى زهرة البربين في قصيدته يدخل مع عصافير مبللة بمطر الدرس الاول ويتناول ما خف وزنه وتبلور لدى المتلقي حتى صارت قصائدة في متناول الجميع ، ولا منافس لها سوى حضور الشاعر بين الناس بظله الذي لايخلو من خضرة يانعه، وتهذيب يكاد احيانا ان يكون دبلوماسيا ، وحين يكتب قصيدته يغلق ابوابها عليه فتاتي القصيدة ،دون مؤثرات خزينه في القراءة،الا ماندر ،لذى لاتنيب قصيته لسواه الا في القليل.
ويشير مسعود :ذلك الى قصائد البصري في قصيدة الجنرال الموجهه الى ارثر رامبو (مفراقات مقلوبة المعنى )وقصيدته عن هندال جادر وثمة تساؤل ضمن هذا السياق منذ (لاشيء لنا)حتى (هكذا دائما )هل يمكن اعتبار اعماله الشعرية قصيدة واحدة ذات تنويعات وتفرعات مشغوله بالهم ذاته ؟اعني هل هي (هكذا دائما)؟هذا السؤال يجيب عليه النقد المتاني ، وليس الانطباع الشخصي ومن حيث المعمار اللغوي فما زال الشاعر عبد السادة البصري يصون قصيدته من المتغيرات التي لاتنسجم مع قاموسه الشعري الواضح المعالم المقروء من قبل الجميع .
وقال الناقد عبد الغفار العطوي في ورقته التي عنونها بعبارة عبد السادة البصري الذي خرج من البحر ذات يوم وانكرته القواقع: جاء فيها لا اخفيكم سرا ان الشاعر البصري هو ليس بصريا مائة بالمائة ، بل تشوبه شوائب البحر وكدر الطين وثقافة المد والجز وشروق الشمس وغروبها وصعود السفن ونزولها ولفح البحر وقرص الملح ،ربما ينتمي لفصيلة نوارس الخليج ، ولعله قفز من صدفة بحرية او القته اسماك الزبيدي او الصبور او حتى الروبيان نحو عالم البصرة الغامض .
ويضيف :ان كان الناس تبكي نهرا من دمع فعبد السادة يتلوى بكاء بحريا طازجا، صدقوني انها الحقيقة بعينها رايته على مد البصر ان مهنته السقاية على شرفات الحجابات عند تلاحم المشاعر قبل السلاح كان المزغل شغله الشاغل ففية يحلو الشعر .
ويواصل العطيوي” لم يستفد عبد السادة البصري من الشعر شيئا مثل جيله الثمانيني ، اكلتهم الحروب المبتكرة اللذيذة بطعم الموات ،وحلاوة الفراق لهذا احتشد شعره بالمتاريس والقنابر التي لاتنفلق..
كما تحدث عدد من الادباء حول الشاعر ومنهم كريم جخيور اذ تحدث عن علاقته الشخصية بالمحتفى به وعرج على تجربته الشعرية وعلاقتها بشخصية بالشاعر باعتبارها تجربه منفتحة على الحياة كما تحدث القاص ياسين شامل حول مجاميع الشاعر التي اصدرها وكذلك تحدث القاص عبد الامير محسن والشاعر محسن ثامر واخرين ، عبر مداخلات اغنت الجلسة
والجدير بالذكر ان الشاعر عبد السادة البصري من مواليد البصرة ،الفاو 1961حاصل على بكلوريوس في الفنون الجميلة وعضو اتحاد الادباء والكتاب العرب وعضو اتحاد الادباء والكتاب العراقيين وقد صدرت له مجاميع شعرية منها “لاشي لنا” وتضاريس ” واصفى من البياض” وهكذا دائما”/