حسين علي غالب :
اقتربت على الحدود ، كم تعبت اليوم وأنا أحمل الحقائب فهي ثقيلة للغاية .
التفت إلى المسافر صاحب الحقائب وأقول له : حقائبك ثقيلة سوف نتعب حينما ننزلها .
ترتسم ابتسامة صفراء على وجهه ،ولم يرد على كلامي بأي كلمة ، ولكنه أخرج جهاز هاتفه المحمول وبدا باستخدامه.
تمر الدقائق وإذ أرى رجل عجوز يلوح بيده لي في الشارع وبقربه سيارة قديمة للغاية ..!!
شعرت بالخوف ، وإذ يقول لي المسافر : توقف أرجوك هنا .
ازداد شعوري بالخوف فيبدو أنني وقعت بكمين فتوقفت بقرب الرجل العجوز الذي كان يلوح بيده لي .
تقدم نحو الرجل العجوز ومن شباك سيارتي قدم لي مبلغ من المال وقال لي : هذا أجرك .
أخذت أجري ،ونزل المسافر من سيارتي وأنزل الحقائب هو والرجل العجوز ،وصعد المسافر مع الرجل العجوز بسيارته القديمة ..!!
شعرت بالارتياح بعدما رأيت المسافر قد صعد مع الرجل العجوز ، فاستدرت بسيارتي لكي أتوجه لبيتي ولكني بدأت أفكر بالحقائب فهي ثقيلة للغاية والله وحده يعلم ما في داخلها ..؟؟
مرت الأيام ونسيت الموضوع وفي أحد المرات وأنا أشاهد التلفاز ، وإذ أجد المسافر والرجل العجوز قد ألقي القبض عليهم .
جمدت في مكاني كالصنم ،وعلمت من خلال متابعتي لهم على التلفاز بأنهم مهربي أثار وأنهم يستخدمون سيارات الأجرة والسفر للتنقل وحمدت الله سبحانه وتعالى أنه أنقذني منهم.