حصدت الأديبة الأردنيّة د.سناء الشّعلان ثلاث جوائز عربيّة في آن،وذلك في حقول إبداعيّة مختلفة؛إذ حصلت الشّعلان على الجائزة الأولى في القصّة القصيرة عن قصتها” الاستغوار في الجّحيم” في جائزة القلم الحرّ للإبداع العربيّ الصّادرة عن مؤسّسة القلم الحرّ في دورتها الخامسة للعام 2014،كما حصلت على الجائزة الأولى في التّأليف المسرحيّ عن مسرحيتها ” وجه واحد لاثنين ماطرين” في جائزة الشّهيد عبد الرّؤوف الأدبيّة السّنوية للعام 2014 الصّادرة عن جمعيّة الشعراء والمفكرين والمبدعين،كما حصلت على جائزة القصّة الومضة العالميّة للعام 2014 عن قصصها الومضات بعنوان “حدث في مكان ما” الصّادرة عن الاتّحاد العالمي للشّعراء والمبدعين العرب.
والأعمال الفائزة للشّعلان تقدّم طروحات مختلفة في أشكال أدبيّة متعدّدة عبر لعبة التّجريب التي تقدّم رؤية جديدة في نمو الشّكل الإبداعيّ ليحمل الهمّ الإنسانيّ المتشعّب؛ففي قصّة”الاستغوار في الجّحيم” هناك لعبة تفكيك الشّكل القصصيّ الاعتيادي لبناء توليفة سرديّة تهاجم ظاهرة تعاطي المخدّرات في المجتمعات العربيّة لاسيما في شريحة الشّباب،وهي ظاهرة خطيرة تهدّد مستقبل الأمّة ومصيرها إن استفحلت أكثر،وطالت المزيد من شرائح الشّباب المنتج،أمّا في مسرحيّة” وجه واحد لاثنين ماطرين”؛فالشّعلان تقدّم في فنتازيا مسرحيّة متداخلة الأزمان والأماكن والشّخصيّات صراع الحقائق والأكاذيب في متلازمة الخيانة الزّوجيّة وانهيار المجتمعات،وذلك عبر مسرح التّغريب الذي يستدعي تقنيّات الأقنعة،أمّا في القصص الومضات” حدث في مكان ما” فهذه القصص هي انتفاضة في الشّكل والمضمون على القبح في معانيه كاملة؛إذ هذه القصص تثور على الشّكل السّرديّ التّقليديّ،فتحطّمه،وتنتصر عليه،وتخرج بشكل مكثّف قلق ينقل مأساة الإنسان المعاصر في خضم معطيّات القبح،ولذلك هذه القصص الومضات تنتصر للجّمال على صور القبح التي تهاجم الإنسان في كلّ مكان،وتحصده إنسانيته،وتكرّس معاناته ومكابداته.
وقد ذكرت الشّعلان إنّها سعيدة بهذا الفوز الذي يغازل موهبتها في الكتابة،ويدفعها إلى السّير قدماً في تجربتها الإبداعيّة التي لها خصوصيتها،والتي تأخذ لها بصمتها الخاصّة التي خلقت لها مكاناً في المشهد الإبداعيّ العربيّ،وذكرت في السّياق نفسه أنّها سعيدة لأنّ هذه الجوائز الجديدة الثّلاث قد أتاحت لها أن تتعرّف على المزيد من المبدعين العرب لاسيما الشّباب الموهوب منهم،وأشادت في السّياق نفسه بالأدباء المبدعين الذين يرأسون هذه الجوائز،ويدفعونها إلى دروب مهمّة وحيويّة كي تكون محطّات مهمّة في حياة المبدعين،لاسيما أنّ هذه الأسماء المشرّفة قد حفرت لها مكاناً عريقاً في أسمى الأماكن في المشاهد العربيّة،وقالت أنّها تخصّ بهذا القول كلّ من السّادة:رجب عبد العزيز أحمد رئيس مجلس إدارة جائزة ومؤسّسة ومهرجان القلم الحرّ،وسمير حمايه رئيس مهرجان في حبّ مصر ونائب رئيس جمعيّة الشّعراء والمفكرين والمبدعين وجائزة الشّهيد عبد الرّؤوف الأدبيّة السّنوية،وأحمد الشّيخ رئيس ومؤسّس الاتّحاد العالميّ للشّعراء والمبدعين العرب ورئيس جائزة القصّة الومضة الذين تراهم أمثلة حيّة على النّشاط ودعم الإبداع ومدّ المشهد العربيّ الثّقافي والإبداعي بكلّ حراك فعّال ومنتج وموثّب للمزيد من العطاء والتّميّز والفرادة.
ويُذكر أنّ الشّعلان حاصلة على أكثر من خمسين جائزة عالميةّ وعربيّة ومحلّية في حقول الرّواية والقصّة القصيرة والمسرح وأدب الأطفال والبحث العلميّ،ولها نحو أربعون مؤلّفاً التي تُرجم الكثير منها إلى لغات مختلفة،وهي ممثّلة للكثير من المؤسسات والجهات الثقافيّة والحقوقيّة،وشريكةٌ في كثير من المشاريع العربيّة الثقافيّة؛فهي أديبة وناقدة أردنية وإعلامية ومراسلة صحفية لبعض المجلات العربية وناشطة في قضايا حقوق الإنسان والمرأة والطفولة والعدالة الاجتماعيّة.