علي وحيد العبودي :
عندما اعطى المعلم نتائج الامتحان لتلامذته في الابتدائية اصر احدهم بان الدرجة الامتحانية التي منحت له لاتليق به ولايستحقها. فقال المعلم له لم اكن ظالماً حينما منحتك تسع درجات من اصل عشرة .. قال التلميذ لكنني يا استاذ استحق الدرجة كاملة فأجابه المعلم ان فقدانك لدرجة واحدة كان بسبب مادة الانشاء.
لكن التلميذ بقي مصراً بان الدرجة التي كان يجب ان تعطى له هي عشرة على عشرة، فما كان من المعلم الا ان يفكر في طلب يعجز التلميذ عن تنفيذه مقابل ان يمنحه الدرجة الكاملة قائلاً : ساعطيك الدرجة مقابل ان تُحضر لي حفنه من تراب الجنة!!.
ذهب التلميذ الى بيته وهو يفكر كيف سيتمكن من تنفيذ طلب معلمه، حتى خطرت في باله فكرة، فاخذ قليلا من تراب حديقة البيت وطلب من امه ان تمشي عليه فما كان من الام الا ان تنفذ طلب ولدها العزيز.
في اليوم التالي ذهب الى المدرسة وقال للمعلم احضرت لك يا استاذ تراباً من الجنة فضحك المعلم بصوت مرتفع قائلا: وهل يعقل انك استطعت احضاره من الجنة؟ فاجاب الطالب لقد احضرت لك ترابا مشت عليه امي اولم يقول النبي صل الله عليه وآله وسلم ” الجنة تحت اقدام الامهات” فاعجب المعلم بذكاء التلميذ ومنحه الدرجة الكاملة.
هكذا هي المكانة الرفيعة التي شرف الله بها الام فوضع الجنة تحت اقدامها لما تقدمه من تضحية وتفاني من اجل بناء الاسرة، فهي التي ارضعت وسهرت وتعبت ليكون الابن والبنت في احسن حال وينالون افضل تعليم. الا تستحق منا الاهتمام وهي تعيش اواخر العمر.
اليوم في مجتمعاتنا نرى الكثير من الابناء من المقصرين تجاه امهاتهم متناسين كيف كانت هذه الام تشقى وتخاف من ان يصاب ابنها باي سوء.
اسمع كثيراً ان البعض من الناس ونتيجة للظروف العمل ووتيرة الحياة لا يعطي لنفسه وقتا لزيارة والدته، ورسم البسمة على محياها.. بل ان بعضهم ممن يعيش مع والدته لا يزورها حتى في غرفتها!!.
بالامس نظرت والدتي الي وقالت : ارى في محياك الحزن ووجهك يملأه التعب ، فتيقنت ان الانسان لايجد احداً يفهمه في هذا الكون مثلما تفهمه والدته.
واليوم اشعر بسعادة غامرة لاني سطرت هذه الكلمات التي لا توفي جزءاً يسراً مما قدمته لي امي .. فمنذ عام تقريبا وانا احاول ملياً ان اكتب كلمات تًليق بك ايتها الملاك الطاهر.
Alikhassaf_2006@yahoo.com