محمود درويش شاعر فلسطين السليبة “شاعر الحب والثورة ولد عام 1941في فلسطين المغتصبة ورحل يوم الجمعة الموافق 8-8-2008 في احدى مستشفيات ولاية تكساس الامريكية جراء اجراء ثالث عملية جراحية له في صميم القلب الذي اتعبته سنون الغربة والتشرد والقهر و التمزق بين الشتات وهو يرى بأم عينيه شعبه الفلسطيني المظلوم يتمزق أربا أربا بين ولاء ومعاداة شتى الانظمة العربية العجيبة والغريبة على حد سواء ؟حيث أن هذا الشعب المغلوب على امره قد خسر منذ نكبة عام 1948من تأسيس دولته الوطنية الشرعية على ارضه الطيبة وتوزع بين المهاجر والمخيمات البائسة دون أن يقرر مصيره المشروع في انشاء كيان وطني حقيقي مستقل بعيدا عن التذبذبات و الانتماءات الكاذبة التي اضرت به كثيرا دون ادنى مسوغ…؟ولدى تصفحنا دواوينه الشعرية العشرون التي اصدرها في حياته تبين بأن الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش قدكتب قصيدة شعرية يتيمة طوال حياته عن (القضية الكوردية المعاصرة) بعنوان (كوردستان) حيث كتبها بعد 8شباط 1963اثر الانقلاب الدموي الذي قام به البعثيون وشنوا بعده هجوما واسعا على كوردستان في 10حزيران 1963 ووفق عملية عسكرية بربرية سميت بعملية (دجلة) وقد شاركت فيها جميع الدول التي تتقاسم كوردستان( وهي العراق وسوريا وتركيا وايران) وذلك لغرض القضاء المبرم على الثورة الكوردية الجبارة في كوردستان العراق حيث ارتكبت السلطات البعثية الدموية ابشع الجرائم في تلك العملية الضخمة منها مثلا قيامها بأول مجزرة في السليمانية في 10حزيران 1963سميت(بوادي الموت ) حيث لم يسبق ان ارتكبت مثيلتها الى ذلك الحين اي حكومة عراقية فاثارت تلك المجزرة الوحشية ضمائر الادباء و الكتاب و الشعراء والمؤرخين و الصحفيين ولاأستبعد أن محمود درويش قد كتب قصيدته كوردستان خلال هذه المدة حسب قول الاستاذ الدكتور عبدالفتاح علي البوتاني حيث يستطرد قائلا ومن الجدير بالذكر وعلى قدر معلوماتي أن عددا من المثقفين الكورد قد شكروا محمود درويش على موقفه وعلى قصيدته الرائعة هذه ورد عليهم الشاعر الراحل قائلا : لاداعي للشكر فهذا واجبي الا انه وكما يقال تنصل لاحقا عن هذه القصيدة القيمة ولم يضمها الى اعماله الشعرية الكاملة وانه كتب قصيدة اخرى في هذا المجال و لم تكن بقوة وروعة قصيدته الاصلية ( كوردستان) ذ لك بعد ان استلم الشاعر الراحل محمود درويش (كوبونات النفط ) من الدكتاتور الطاغية ( صدام المقبور ) وهذا هوحال معظم المثقفين و السياسيين و الاعلاميين و المسؤولين العرب الذين كانوا ولازالوا يفكرون و يتصرفون بروح البعث الفاشي تجاه كوردستان و الكورد الذين طالما كانوا ولازالوا سندا وعونا في قضاياهم المصيرية على مر العهود …. ولكن دون جدوى ؟؟!
وادناه نص قصيدة كوردستان من شعر محمود درويش …..
(1)
معكم
معكم قلوب الناس
لو طارت قذائف في الجبال
معكم عيون الناس
فوق الشوك تمشي .. لا تبالي
معكم عبيد الارض
من خضر المحيط الى ( الشمال )
معكم انا .. معكم ابي … امي
وزيتوني وعطر البرتقال
معكم عواطفنا .. قصائدنا
جنودا في القتال
يا حارسين الشمس .. من اصفاد اشباه الرجال
ما مزقتنا الريح .. ان نضال امتكم نضالي
ان خر منكم فارس .. شدت على عنقي حبالي
(2)
تحيا العروبة
هل خر مهرك يا صلاح الدين ؟
هل هوت البيارق ؟
هل صار سيفك .. صار مارق ؟
من ارض كوردستان
حيث الرعب يسهر و الحرائق
(الموت للعمال ان قالوا
لنا ثمن العذاب
الموت للزراع ان قالوا
لنا ثمر التراب
الموت للاطفال ان قالوا
لنا نور الكتاب
الموت للاكراد ان قالوا
لنا حق التنفس و الحياة )
ونقول بعد الان …. فلتحيا العروبة ؟!!
مري اذا في ارض كوردستان
مري يا عروبة !
هذا حصاد الصيف ؟
هل تبصرين ؟
لن تبصري
ان كنت من ثقب المدافع تنظرين
يا امتي ….
هجمت على تأريخك الانسان
اشباه الرجال
باسم العروبة
يستباح الدم
تحكمك النصال
بعثت لمزبلة الزمان
اخس ما عرف الزمان من الزمان
باسم العروبة
يطعن التاريخ من شطان دجلة و الفرات
يا امتي …..
لم يكفنا انا براء
منهم وطابورهم
لم يكفنا انا براء
القى لمزبلة الزمان
اخس ما عرف الزمان
القى عدوك يا عروبة
نقول بعد الان : فلتحيا العروبة
لا على الاموات
فلتحيا العروبة
(3)
يا شهرزاد
الليل يفترس الصباح
وحقول كوردستان …. موسمها جراح
الحب ممنوع …. وهمس الجار
لا شيء مباح
الا دم الاكراد … نفط الموقدين
مصباح عارهم … بموت الاخرين
يا شهرزاد…..
صدأت اساطير البطولة في لياليك الملاح
و الذكريات البيض و المهر الذي ركب الرماح
و الحب و الامجاد و السيف الذي مل الكفاح
هار على بغداد
ما فيها مباح ؟
الا دم الاكراد
في المذياع …. في صحف الصباح
حبر الجرائد في مدينتنا دم
( انا ابدناهم؟ ) وتعتز الذئاب … وتبسم
( انا زرعنا ارض كوردستان ..
لحدا عاريا من فوق لحد
انا زرعناهم جماجم لا تعد …)
يا شهرزاد ..
الليل يفترس الصباح
و الحب ممنوع …
ومخدعك الوثير
ملقى على اقدام سيدك الحقير
ودماء كوردستان تغرق سافحيها
و اللاعب المافون بالنيران
سوف يموت فيها
يا شهرزاد !
ما مات الا الموقدون
مصباح ليلهم .. بزيت الاخرين
فالى اللقاء مع العصور القادمة
في قصة العصر الذي
صنعته كف الثائرين
***********
بقلم الشاعر الاعلامي رمزي عقراوي
من كوردستان – العراق