فضيلة مسعي-تونس :
(1)
توابل الجرح:
توابل الجرح
تنكّه زهرة الحياة
بالنّزف تجرف بتلاتها
رائحة الدم المتخثر تحت الشمس رائحتها
أعرف تلك الرّائحة
رفقا بك قارئي لن أذكر اسمها
ترشّف قهوتك
كل طعامك و انس
كما تفعل و أنت تشاهد الاخبار
—————————
(2)
البسي نعليك أمّي:
إلى والدتي الغالية خيرية مسعي أطال الله عمرها
البسي نعليك أمّي
ارفعيهما قليلا
شجر اللّوز تحتهما يزهر
المروج خميلة خضراء تمتدّ تكبر
انهار من حليب و عسل و عطر
أمّاه
لما لنعليك عند الله شأن
باب الجنّة بهما يفتح و يغلق..
ارفعيهما أمّي قليلا
كي ألعق ما تحتهما من سكّر
أمكث عمرا
أنام تحتهما و أستيقظ..
————————
(3)
محمود عباس مسعود يترجم نص “غصن زيتون” لفضيلة مسعي
An Olive Branch By Poetesse Fadhila Messai Translated by: Mahmoud Abbas Masoud
Between his left and right eyes
A wall was built
And hid his sweetheart
His beloved’s home
Is situated within his bosom
She drew closer to him
And was unable to see his face
She delved into his remote looks
And watered the olive trees
A branch above her head hummed
You are always late
بين عينه اليسرى و نظيرتها اليمنى
بُنِي َالجدار
حُجِبت عنه حبيبته
بيت حبيبته يتوسط أضلاعه
اقتربت منه
التصقت
لم تستطع أن ترى وجهه
إلى نظراته السّاهمة دلفت
تسقي شجر الزيتون
همهم غصن فوق رأسها
دائما تتأخرين..
—————–
(4)
أرى حروف العلّة تبني بيتا بوطني
أرى حروف العلّة تبني بيتا بوطني
في كلّ شبر تمييز و حال..
الفرح مجرور بحزن
النّصب لأوهامنا تذكار..
وطني ألفية شرح في نشرة الأخبار..
إن ّو ظن ّو الأخوات..
رقصة الكان
عطف مع همزة استفهام..
أعلم و أرى
مفعولا به ينوب عن الفاعل..
في الكفّ كعكة تستميل اللّعاب
كعكة على مائدة العشاء..
الكل ّبسكين و شوكة
قليل من لا يرغب
قليل جدّا الرّاغب بالإضافة و البناء..
—————-
(5)
حلّي ضفائر حيرتي
بلحاظك أيا قاتلتي أخيطي شغاف القلب
أدركيني قبل دنوّ القبر
غواية الموت تدركني
أراها تلبس بزّتها الرّسمية
تقيدني كشرطيّ تحمّس لصفعي..
حلّي ضفائر حيرتي
تسلّقيها سلّما يعتلي خرائب شمسي..
اجلسي قليلا على رصيف عمري
ازرعي و شما بيدي في حطب طفولتي
انتظريه قليلا..
آخر الفجر
أول الطلع
سيزهر كثيرا..
——————-
(6)
العجين الكفن
على العشب زحفت عباءة الدم
تلوثت لعبة الطّفل
الطّفل كان يلعب قبل قليل هنا
له أتراب مثله
فراشاتهم هي الأخرى تبحث عنهم
ينتظرهم ما تيسّر من الكمأ
شجر الزيتون يدّخر زيتا شهيّا لحلوقهم
الحلوق التي جعّدتها الفاجعة
تعلّق شهوتها على لوحة قبر جماعيّ
تلتحف بلفّة عجين جهّزتها أمّهاتهم
العجين الكفن كان ينتظر تلك الأصابع الرّقيقة
لونه الذّهبي وهو يخبز
الشّفاه الورديّة
الزعتر و الزيت
ربّما باذنجان
فلفل حارّ
و أكثر.
على ضوء القمر كان كلّ ينتظر ما تخبز أمّه
سقطت في الحيّ قنبلة
كفنا تسلّل العجين إلى جثامين الصبية..
———————-
(7)
عراقك الذي خنت ..
وحدك ستصلب على جرحك
سنبلة قمح تتشرب ملح جسدك
تتخمر عجينا
تخبز على نار ندمك طعاما للمسافر
قم احمل أيقونتك على ظهرك
تمتع بدفء الدثار
جرب أن يخف وزنك كريشة
كذرة هواء
راقص النجوم
جميل الطيور
ارتشف ما سيشخبه الأوار في فمك
رداء وجهك بدأ يتمزق
الملاءة البيضاء ستلفك
سينز عرقك كثيرا
سيغرقك
ستطلب النجدة من أبناء وطنك
سيتبرءون من خزيك
من دمك المراق مع ما دفع الثور من أحشائه
نتونتك ستجفل البهائم والأَنعام
النسور لن تأكلك
وحدها أبواب خياناتك ستلتهمك
ستلفك بساتانها الأسود
اسمك سيكون لعنة قبرك
ستحتاج رأفة أمك
ورأفة عراقك
عراقك الذي خنت
لتاريخه طمرت
لماجداته اغتصبت
عراقك الذي غزوته بدبابة الغريب
فتحت أزراره للدم و الحريق
نهشت براءة أطفاله ببقايا سيجار أوباما أو بوش
انظر حولك بابن العراق
أين العراق
ربما الآن تجد بعض الملامح
ربما في الغد لن تجد
عراقك للأسف عصفت به الخيانات
رياحها تكاد تقتلعه من جذوره منذ سنوات
و سنوات
————————
(8)
علكة في فمها:
مرت أمامه
نعزف بخطوها على على أوتار [] الشارع الذي قبالة بابه
العلكة بفمها تعاضد إيقاعها
هام بها وود لو تحمله علكة بين أضراسها
علكة تسبح في لعابها
تضطجع لسانها
أنفاسها لحافها
تتقلب كعروس بحر بدلالها
تتكئ حينا على يمينها
و حينا آخر على شمالها
ملت المرأة علكتها
رمتها غيرمبالية
تكمّش كقمقم في زاوية
يلتقط من الرّمل أحلامه الذاوية..
—–
شعر في منتهى الاحساس والروعة والمقدرة الفائقة على رسم الصورة الشعرية من مختلف زواياها **احييك ايتها المبدعة الرائعة وابدي اعجابي الشديد بكتاباتك******/الشاعرة منى السبع من العراق