ئاوات حسن أمين :
( بلا أمل ..
و بقلبي الذي يخفق كوردة صغيرة
ساودع أشيائي الحزينة في ليلة ما..)
من قصيدة ؛ المسافر ؛ ل ؛محمد الماغوط ؛
………………………
تماماً, كأنك تتصدى لجيش من ((الجرادٍ))
بحاجز من..أوراق الشجر..
أو تلبخ (1) وجه المصيرِ
بقبضة ٍ من الماء
سلمت نفسك لأقدار حربِ ما
كنت تنوي أن تدافع بسيفٍ من الدخانِ
عن الشوارع التـي كانت, ذات يومٍ,..
مفروشة لنزهاتك..!
كنت تنوي إنقاذ أشجار عطشى,
كانت ذات يومٍ مهفة لأنفاسك..!
آهٍ أيها التعيس ..كم كنت أحمقاً
كنت تحمل أوزار حرب خطط لها أن تكون خاسرة مسبقاً
كنت قارئاً أليفاً
لقنك التأريخ ببغاءٌ ما
كان أطرشاً..أطرشاً
كنت ساذجاً, لم تعرف بأن (تأريخنا دخان)
ولذلك تتلاشى نتائجٌ حروبنا بالأعاصير
لأي شيءٍ تتصدى!؟
فنزيف هذا الجرح مستمر, منذ أمدٍ طويلٍ
في الهجوم على ضفاف الحب
منذ امد ظويل أحيلت كتابة التواريخ المحبة.
الى غربان الضفةالأخرى
آهٍ أيها التعيس, كم كنتَ أحمقاً..!
لم تسترق السمع لحكمة الحمامة التـي
ردت تحية الأصدقاء السرابين ساعة الوداع
ورفعت قبعتها للريح,ثم قالت:
((كلنا بالرحيل محكومون))
نظرت الى الحدود المسيجة بالأشواك وقالت:
(وطاننا جميعا كائنةُ في المنفى)
…………………
لقد نضرت ديوان الشك جدران بلاط قصيدتي
وأنت, ها أنت, تتسلق قامة الشعر حديثاً
بمزراب من الأمل
لقد سكبتني (نطفتان) على طبق من الحسرات,
ووهبت لجسدي حياتاً ملؤها العبث
وأنت, أهِ منك, أنت
تتصدى بحاجز من [أوراق الشجر ] حديثاً
لقدوم خفافيش الليل
ترش سيماء عارهم بكتلة من الطين(2)!
1لم تسترق السمعَ, أنت الضائعُ, لحكمة الحمامة التـي
رمت قبعتها, ساعة الفراق, الى السماء,
والتفت الينا التفاتة أخيرة, وقالت:
(كلنا مسحوقون بأيدي الوطن)
………………
لم أعد قادراً بعدُ على إستضافة الفراشات
لم أعد قادراً بعدُ على ترتيب موائدِ العشق
لقد نخرت ديوان الشك أعماقي
وبدأت العصافير الوقحة بأخذ حبات عباد شمس عُمُري
حبةً.. حبة
وفي الضفة الأخرى
سخر قراصنةُ الوطن ضاحكين.
من كبوة حصان قصيدتـي
القراصنةُ الأحبة, أولئك
علموا الغزلان فن الفرار من طفولتـي
وأنا,آهٍ مني, أنا..
سكبت دموع عيني قطرة قطرة أمام قدمي
القنبج التـي باعت لي حرمان الأشجار من الدلال
وأبتنت لنفسها عشاً
في عربة من عربات البلدان الباردة
وأنت .. ها أنت تأتي حديثاً
لتمنح أخاديد ضفتـي شيئاً من السلوى
لتراعي أسماك أعماقي المستيقظة رجلاً
لقد جئت متأخراً
متأخراً لحقت بمراسيم تشيع النوارس
متأخراً حركت بيدق الشطرنج لهذهٍ الحياة
فأنا.. منذأمد.. تحولت الى طيرِ هلعاً
تحولت الى موجة معتزلة
فأنا منذ زمنٍ أحدق في مشاهد رمي الزهور
ونواح الليل
واجتثان ضفائر الشعرٍ شعرةً شعرة
لقد وصلت متأخراً جداً
فها أنت تنوي لتوك فقط
أن تتصدى لأمواج جيوش الجراد
بحاجز من أوراق الشجر
أو تلبخ وجه المصير
بقبضة من الماء!
…………
لقد غدوت أجمل الوطن على كتفي..
غدوت محكوماً بالرحيل مثل مواسم السنين
سوف تبعثر قصائدي بعد الآن على أرصفة المنفى
أبكي مقهقهاً
وأكسب دموع الأنفجار رضحكاً
أهرب من قسوة غربة الوطن
وأبحث عن حبٍ لي في المنفى.
—–