عثر الاستاذ عبدالاله احمد على قصيدة (من وحي النيروز) للشاعر العراقي الكبير بدر شاكر السياب فنشرها في مجلة الاديب المعاصر/ العدد3/ وقدم لها بهذه المقدمة بشئ من التصرف من قبلنا.
عنيت وزارة الاعلام العراقية بنشر قصائد الشاعربدر شاكر السياب التي لم يضمها الى مجاميعه الشعرية المعروفة /ازهار ذابلة/ اساطير / انشودة المطر/ المعبد الغريق/ منزل الاقنان/ شناشيل ابنة الجلبي/ اقبال/ فكان ان اصدرت (قيثارة الريح) عام 1971 بمناسبة الاحتفال بالذكرى السادسة لوفاته.
ثم اصدرت الوزارة في مستهل عام 1972 مجموعة اخرى للشاعر بعنوان /اعاصير/ تضم العديد من قصائده السياسية والتي القاها في مناسبات وطنية مختلفة في الاربعينيات.
ويبو ان هاتين المجموعتين لم تحيطا بشعر الشاعر كله وبقي خارجها ربما شعر كثير بحيث يحتاج الى ديوان ثالث يقوم على اعداده اخرون وقد يكون من مواد هذا الديوان الثالث قصيدة وجدتها وانا ابحث في الصحف العراقية القديمة غفل عن نشرها معدوا المجموعتين انها قصيدة بعنوان (من وحي النيروز) نشرتها جريدة (السلام) في العدد 19 السنة الاولى 24 اذار 1948 وقدمتها بقولها (القصيدة الوحيدة التي القاها شاعر الجماهير الاستاذ بدر شاكرالسياب في الحلقة التابينية التي اقامتها الشبيبة الكوردية في ملهى الجواهري يوم الجمعة 16/3/1948
0000 واننا ننشرها هنا انقاذا لها من الضياع في صحف قد لا يتيسر الوصول اليها بسهولة ودعوة في الوقت ذاته للاخرين ممن يحتفظون بقصائد لشعراء عرب عن الكورد و كوردستان وقضاياهم المختلفة قد تكون مجهولة او نادرة ومبعثرة بين طيات دواوينهم الشعرية ان يعدوها للنشر ولكي يوفروا للباحثين امكانية تعميق دراستها والاطلاع عليها عن كثب!
طيف تحدى به البارود والنار
ما حاك طاغ وما استبناه جبار
ذكرى من الثورة الحمراء وشحها..
بالنور والقانئ المسفوك / آذار
مرت على القمة البيضاء صاهرة
عنها الجليد، فملء السفح انهار
في كل نهر ترى ظلا تحف به
اشباح (كاوا) ويزهو حولها الغار
يا شعب (كاوا) سل الحداد كيف هوى
صرح على الساعد المفتول ينهار؟!
وكيف أهوت على الطاغي يد نفضت
عنها الغبار وكيف انقضّ ثوار؟!
والجاعل (الكير) يوم الهول مشعلة
تنصبّ منه على الافاق انوار
قف عند (شيرين) واهتف ربما نطقت
وحدثتك بما تشتاق احجار
وربما ارتجت الاصداء وانفجرت..
قيثارة في يد الراعي ومزمار!
والفارس الثائر المغوار هل بقيت
من خيله الصافنات البلق آثار
تكاد تسمع في الافاق صيحته
كانها في سماء الحق اعصار
مرت على الظلم فاهتزت دعائمه
وجلجلت فهي للباغين انذار
وساء مستعمرا ان يستفيق على
اصدائها ، جائع في الحقل منهار
وان يهبّ الى الاغلال يحطمها
شعب، وتنشقّ عن عينيه استار
كم ايتم البغي من طفل وسار على
بيت هوى، جحفل للبغي جرار
واستؤسر الجائع العريان واغتصبت
عذراؤه واستبيح الحقل والدار
وشردت في صحارى الثلج افئدة
من فوقها اعظم تدمى واطمار!
وكشرّ السجن عن نابيه ، وارتفعت
حمر المشانق يغذوهنّ جزّار
شيرين، يا جبل الاحرار، ماغفلت
عن حقها الضائع المسلوب احرار
كاوه كيعرب…مظلوم يمد يدا
الى اخيه . فما ان يهدر الثار
و المستغلان في سهل و في جبل
يدميهما بالسياط الحمر غدّار..
سالت دماؤهما في السوط فامتزجت
فلن يفرقها بالدّس اشرار!
واغمد الظلم في الصدرين مخلبه
فجمعت بالدم الجرحين اظفار
ووحد الجوع عزم الجائعين على
ان يوقدوها..والا تخمد النار
وكدس العري اجساد العراة على
درب النور قد افضى بمن ساروا
وقرّب القيد من شعبين شدّهما
ووجهت من خطى الشعبين افكار
يا فرحة العيد ما في العيد من مرح
حتى تحرّر من محتلها الدار!!
———–
رمزي عقراوي شاعر وعلامي من كوردستان – العراق
—