قطاع الصناعات الجلدية حاله حال غيره من قطاعات العمل العام والخاص عانى من تردي الوضع الاقتصادي وعدم التخطيط وغياب الدور الحكومي في دعم المهن والحرف الصناعية وتفعيل القوانين والتشريعات التي توفر لها الحماية من الاستيراد غير المنظم ، والمنافسة غير العادلة بين الصناعات الاجنبية والمحلية.
تعتبر الصناعات الجلدية في العراق من افضل الصناعات بين مثيلاتها في الشرق الاوسط نظرا لجودة هذه الصناعة بشتى صنوفها كصناعة الاحذية المختلفة ، والحقائب المدرسية ، والنسائية بانواعها ، ودباغة الجلود ، اضافة الى انتاجها الدروع والخوذ والملابس الجلدية .. لان هذه الجلود تعتبر المصدر الرئيسي لهذة الصناعة وتعد صناعة الاحذية في العراق من اجود واشهر الصناعات الموجودة في العالم بعد الصناعة الايطالية والتركية حسب رأي المسؤولين في الشركة .
انشأت الشركة العامة للصناعات الجلدية سنة 1976 كحصيلة لدمج الشركة العامة للجلود التي تأسست سنة 1945 مع شركة باتا العامة التي تأسست سنة 1932 وهي واحدة من المنشآت الصناعية التابعة إلى وزارة الصناعة والمعادن ، وحولت إلى شركة عامة بموجب قانون الشركات .
تقوم الشركة بتسويق منتجاتها من خلال معارضها المنتشرة في انحاء محافظة بغداد وكذلك من خلال وكلائها المنتشرين في المحافظات والمدن الرئيسية في انحاء العراق . كما تسوق الشركة منتجاتها الى دوائر الدولة المختلفة وتلبي طلباتها ووفق المواصفات المطلوبة من قبلهم . وللشركة قدراتها على تصدير منتجاتها عند توفر الطلبات.
وصدر نظامها الداخلي إستنادًا إلى أحكام المادتين (21) و(43) من قانون الشركات العامة رقم (22) لسنة 1997،
تضم الشركة المعامل التالية : معمل بغداد / كرادة خارج ، معمل الدباغة / زعفرانية ، معمل الاحذية الرياضية /كوفة ، ولدى الشركة ( 13) منفذا للبيع المباشر . وتدرس خطة شاملة لأعادة بناء شاملة لطاقاتها وتنميتها ومواكبة متطلبات السوق من متغيرات في التنويع للمنتجات وتطوير الموديلات وحسب مواسمها واعادة تنظيم شاملة لكوادرها والأرتقاء بها مستهدفة افضل السبل لتطوير الموارد البشرية والمادية ورفع مستوى الأداء الفني والتسويقي (المحلي) و(التصدير) من خلال الدخول في :مجال الأستثمار المشترك . او مجال مشاركة المخاطر . واية مجالات اخرى مع الشركات التخصصية العالمية ذات العلامات التجارية المعروفة عالميا .
ان الشركة وضعت خطة لتأهيل وتطوير جميع معاملها مع إضافة خطوط إنتاجية جديدة تهدف الى زيادة الطاقة الإنتاجية .
هذه الخطط تشمل إدخال مكائن حقن مباشر ومكائن البولي يورثان في صناعة أحذية السلامة والخدمة لمواكبة التطور الحاصل في هذه المنتجات حيث تم العمل بهذه المكائن لانتاج موديلات وقوالب مختلفة تمتاز بخفة وزنها ومتانتها .
وصول المعدات الخاصة بانشاء مشروع الحماية الشخصية الجديد وفق العقد الذي ابرم مع شركة بيجتك الصينية بكلفة تزيد (1.8) مليون دولار والمتخصص بإنتاج الخوذ والدروع العسكرية وذلك لتغطية متطلبات القوات المسلحة من الجيش والشرطة.
كما تمت اضافة خطوط انتاجية جديدة خاصة بصناعة الحقائب المدرسية تسهم بزيادة الطاقة الإنتاجية لهذه المنتجات بموديلات حديثة.
نتيجة اعمال الخطة الاستثمارية لعامي (2008 – 2009) انجزت الشركة عدة مشاريع للنهوض بالخطة الانتاجية وخصصت ما يقارب الخمسة مليارات دينار لتأهيل معمل الدباغة الصغيرة ومعمل الملابس الجلدية .
وفي عام (2009) خصصت خمسة مليارات لتأهيل معمل الدباغة الكبيرة ومعمل بغداد اضافة الى تخصيص ستة مليارات لانشاء مركز لتجميع الجلود والاصباغ في محافظة نينوى .
وستة مليارات اخرى لانشاء مركز لتجميع مركز الجلود والاصباغ في الناصرية ومن ثم تم نقله الى مدينة الكوفة .وخصصت مليارين ونصف المليار ضمن الخطة الاستثمارية لتأهيل وحدة معالجة المياه الصناعية في موقع الدباغة .وحاليا تم التعاقد مع احدى الشركات التركية لتطوير مراحل الانتاج والنهوض بالواقع الانتاجي . وابرمت الشركة العامة للصناعات الجلدية عقداً مع شركة ايتالبروجيتي الايطالية لنصب وتشغيل مكائن ومعدات مشروع مركز تجميع الجلود والاصواف في محافظة النجف الاشرف مصنع الكوفة. (دون ذكر المبلغ)
والمشروع سينفذ من قبل كادر ايطالي متخصص بالتعاون مع كادر الشركة اضافة الى نقل تكنلوجيا تطوير دباغة الجلود وتدريب العاملين عليها. كذلك ابرمت الشركة عقداً اخر مع شركة سعد عبد العال للتجارة المحدودة لتجهيز ونصب وتشغيل مكائن ومعدات من منشأ ايطالي الى مركز تجميع الجلود والاصواف في محافظة الانبار(لم يذكر البلغ) .
ويعتبر هذا المشروع الاول من نوعه في المنطقة الغربية اذ من المتوقع ان ينتج (5000) جلد غنم و1000 جلد بقر في اليوم الواحد من المرحلة الاولية للدباغة.
وقامت الشركة بالاتصال بـ(5) مكاتب استشارية تابعة الى الجامعات العراقية من ذوات الخبرة والرصيد العلمي في مجال التصاميم المدنية والكهربائية والميكانيكية لغرض اعداد التصاميم الخاصة بالمشروع .
ان سبب انحسار تسويق انتاج الصناعات الجلدية بمختلف أنواعها يعود الى دخول الكميات الكبيرة من البضائع المستوردة ، اذ اصبح الانتاج العراقي لا ينافس تدفق السلع وباسعار تنافسية وأحيانا اقل لرخص العمالة في الصين مثلا بينما في العراق أصبح الان كلفة الانتاج ياخذ جزءاً كبيراً من ارباح العمل ، اضافة الى اهتزاز ثقة المستهلك العراقي بالمنتجات العراقية وتفضيل المنتجات الأجنبية .
كذلك تعاني الشركة العامة للصناعات الجلدية من تكدس البضائع في مخازنها بسبب عزوف الجهات المعنية باستلام المنتوج .. فضلا عن تراجع انتاج الشركة كون مكائن المعمل اصبحت قديمة وقد تجاوز عمرها الـ30 عاما ، وليست ذات مواصفات جيدة وتحدث فيها توقفات كثيرة ، اضافة الى ان عملية الفرز والمعالجات تتم يدويا ولاتوجد مكائن لهذه الاعمال في الشركة .
النقص الحاصل في الطاقة الكهربائية اثر على عمل المصنع فهم يعتمدون على المولدات الكهربائية بشكل كلي ، واستخدام المولدات يؤثر على سعر المنتج . فهل نشهد فعلا في المستقبل القريب انتقالة وتطورا ملموسا في هذا القطاع الحيوي .
—