من أجمل مافي عبد الكريم العامري، انه لايلتفت الى الخلف .. فهو منشغل بما هو اجدى..ومن خلال علاقتي به من مقهى مجالس العرب الى مقهى خلف البريد المركزي ومقهى رمضان المصري في القيصرية المؤدية لسوق الكرزات وانتهاءً بمقهى..( سيد هاني ) لم تكن كفه حافية ً، فهو اما يحمل كاميرا، او ناركيلة ،أو حفنة من الفحم لناركيلة تنتظره في البيت ، ونحن نغادر المقهى صوب بيوتنا.. وبالكف ذاتها يمسك ستارة المسرح او يقبض على سكاّن سيارة روائية تأخذنا الى روايته (الطريق الى الملح ) او يحمل شيئا بكلتا يدي ل(عنبر سعيد ) روايته القصيرة الفائزة بجائزة فضائية البغدادية ،او يخرج الحي من الميت وهو ينجر حياة ً جديدة ً على هيئة (كاروك )من موتٍ قبل الاوان أو تحط كفه بالرفق كله على اكتافنا لندخل (دارك روم) فتسبغ علينا المسرحية بهجة ناصعة..وهو عبد الكريم العامري لاتتوقف اصابعه عن العزف على شبكته العنكبوتية .ناشرا موضوعاتنا في موقع بصرياثا..والعامري يتجول في كل مكان ليقطف ملحا وحناءً من تلك الاقاصي الرحيمة التي من اسمائها الحسنى : فاو…
(*)
لامفاجاة بهذا الفوز المسرحي..ياصديقي الحاذق في المسرح وفي غيره من الفنون ..
فمن كتب مسرحية (كاروك) واخواتها، لابد ان يتجاوز نفسه فالفنان الحقيقي هو المتجاوز الدائم لما يبدع …لامفاجاة ..اليست الدنيا بصرة كما قال ذلك الصحابي الجليل ، والعامري هو سليل بصرياثا البرحي والشرجي وهو حامل مصابيح مسراتنا التي نعوذ بها من شرور غبار المعادن ..
(*)
.مبروك لنا بالعامري الشاعر ..الروائي ..المسرحي…الاعلامي ..مؤسس موقع بصريا ومؤسس تلك المجلة الدافئة : بويب التي جمعتنا للكتابة في سنوات الحصار..
*الورقة المشاركة في الأمسية التي اقامها ملتقى جيكور الثقافي 25/6/ 2015،في مقر الحزب الشيوعي في البصرة ، احتفاء بفوز عبد الكريم بالجائزة الاولى على مسرحيته / جعبان / شارك بالاحتفاء الدكتور عباس الجميلي ، الدكتور ماهر الكتيباني، الاستاذ مجيد عبد الواحد، المسرحي محمد عبد الكريم العامري ، ومجموعة من المسرحيين ..
—