ما أقبح ما يمارس اليوم من طرف البعض على صفحات ومواقع التواصل الإجتماعي،من نشر لصور وفيديوهات مروّعة ومقاطع فظيعة ،وهو الأمر الذي سيؤثر من دون شك على نفسيات وعقليات متلقيه ،ارهاب نفسي واجتماعي جديد يمارسه البعض من المتخلّفين من العرب الذين لا يستغلون التقنيات الحديثة إلاّ في نشر كلّ ما يسيء للغير ،من آثام وشرور وتسالي وملهيات ، ثم نتساءل لم هذا الجيل سهل الانقياد وكثير الإكتئاب والصدمات النفسية والعاطفية،واللّجوء إلى المخدرات !
فئة من هؤلاء استشرى العنف في قلوبهم وعقولهم، حتّى أدمنوه إدمانا لا بل صار ملاذا وتسلية يتسلى بها هؤلاء الساديون وميّتي القلوب، مخبولي العقول ،الملآى بالعقد النفسية، مشاهد كتلك، وعنف كذاك يمارسه هؤلاء إن بوعي أو بغفلة من شأنه أن يشجّع من دون أدنى شكّ على ارتكاب الإجرام والإرهاب في أوّل فرصة سانحة ،وما يشهده عالمنا العربي اليوم ؛ إلا نتاج ثقافة رعب نشأ عليها هؤلاء في أسرهم ومجتمعاتهم، ثم شبّوا عليها ، وحتما سيشيخون عليها، وسيعتنقون العنف
مذهبا والإرهاب دينا
إن موت إنسان اليوم لم يعد يختلف عن موت بعوضة ، وقتله لا يحرك في نفوسهم شيئا ولن تهتزّ له أحاسيسهم الباردة ، والسبب واضح ومفضوح، أما العنف الذي يمارسه هؤلاء فمتعدّدة أبعاده ومتنوعة أسبابه ، بدء بالأسرة مرورا بالمدرسة فالمجتمع ، ثقافة ترى أن لا سبيل للاصلاح إلاّ العنف ، فتربية الإنسان حسب مذهبهم لن تفلح الا بكسر كرامته ، وبردّ الاهانة بالإهانة، ومصادرة الحرّية ،عنف ينشأ من ممارسة العقاب الجسدي والترهيب النفسي على أطفالنا ولماذا ؟ كي يصبحوا رجالا أشاوسا لا يخافون ويخيفون!
هذه هي حقيقة ثقافة مجتمعنا ولا يمكن الهروب من الحقيقة ،إنّنا نرى -ورأينا الصواب دوما – أنّ تربية الإنسان تحتّم علينا أن نسحل كرامته فنعامله كالعبد لا رأي له ولا كلمة ، ظانّين -وبعض الظنّ إثم – أننا في طريق سليم ، سيوصلنا إلى إصلاح اجتماعي،وهذا هو الجهل بعينه ،أما درينا أن لكل بشر في الوجود كرامة منحها له العظيم من السّماء ؟ ثمّ منذ متى كان إصلاح العنف بعنف آخر والأدهى والأمر انّ دافعه الانتقام من المخطىء لا إصلاحه وجبره ، هي هكذا حالنا اليوم نتخبط في غياهب العنف لفظيا كان أو جسديا في استهانة بالنفس البشرية، واستخفاف بدمها أما الكرامة فماتت من زمان!
والنتائج هي فشل وإخفاق وخيم في التّربية، فانتشر العنف ،والسرقة ،والاعتداءات على البراءة ، والغش ، وشعار الكثيرين “اتغذّى بك قبل أن تتعشّى بي” ولأنّنا ابتعدنا عن تعاليم ديننا السمح ،ينبغي أعادة النظر والرجوع اليه أو تحمّل العواقب ،وما يمارسه الدواعش السّفهاء اليوم هو في الحقيقة من تأثير التربية الدينية الفاشلة الخارجة عن ديننا الحنيف الذي يعدّ حرمة قطرة دم مسلم أعظم من حرمة الكعبة ! سنتبرّا منهم كعادتنا ولكن يا حسرة أليس هؤلاء من مجتمعاتنا وتربياتنا؟ أم انّهم نزلوا من السّماء ،وهنا مربط الفرس ،إننا ننكرهم وننكر تصرّفاتهم ،وننكر ونطعن في تربيتنا وثقافتنا من حيث لا ندري أو نشعر !
إنّ العنف لا يولّد سوى العنف، والتطرّف لا يخلق سوى التطرّف، والإقصاء لا ينتج سوى الإقصاء وهاهو التاريخ يكرّر نفسه من جديد بأسلوب جديد وبتقنيات جديدة أشد فتكا تستخدمها ذئاب بشرية في ترويع الآمنين في بيوتهم من المسلمين وغير المسلمين،lما أعظم الإسلام وما أقبح سوآتنا.
—