كانت الرسالة بسيطة وواضحة: – محرم شهر الدم! خامنئي ليسقط! – التحجر والجريمة، عمودان للولاية – الموت لهذه الولاية اليزيدية طوبى للشعب البطل والشباب سالكي درب أشرف في عموم إيران بما حرروا الثورة الحسينية الحمراء وثقافة رسول الحرية الخالد الإمام الحسين (ع) بعد 30 عاماً من براثن خميني وخامنئي وأفرحوا بذلك سيد الشهداء. السلام على الحسين والشهداء الذين أطلقوا في هذه الأيام عنان الروح لتعلو نحوه وحلوا بفنائه. ولا تحسبنّ الّذين قتلوا فى سبيلاللّه أمواتًا بل أحياء عند ربّهم يرزقون، نداء وسهراب وترانه وأشكان وعلي وأمير وشهرام ورحمان ومهدي ومحمد علي وجهان ب خت وأرسلان وكيانوش والشهداء الآخرون لم يموتوا، وإنما ولاية الرجعية والجاهلية هي التي ماتت وها هي تتدحرج مسرعة صوب مزبلة التاريخ وسيعلم الّذين ظلموا أيّ منقلبٍ ينقلبون. وكانت هذه المرة سمة الانتفاضة، تفجر عناقيد الغضب والقهر المقدس لدى أبناء الشعب ضد الولاية اليزيدية. وأصبح العالم يرى الآن أن حريقاً اندلع من الشرر فالتهم هيكلية ديكتاتورية الملالي وعباءة الولاية السفيانية في إيران. إنها كانت حرباً أكدها العالم بشهادته على ذلك. وهي حرب بلا توقف حتى تحرير الوطن المحتل والشعب المكبل تلعب فيها النساء وفي صفوفها المتقدمة دوراً يستحق الثناء. أبناء الشعب الإيراني الأبطال أدبوا العملاء وجردوهم من السلاح وحطموا عجلاتهم ومقراتهم وغنموا ما غنموا من معداتهم وأحرقوا ثوب الجريمة والإرهاب منجزين ما تعاهدوا عليه بقولهم: «سأقتل، سأقتل، من قتل أخي». «أيها البسيجي اليزيدي، لم تر غضبنا بعد»! بوركت وسلمت يمناكم! وأنتم تطوون صفحات حسابات النظام وتفرضون على الولي الفقيه عملية التساقط والانهيار في صفوفه وحالات عديدة من تسليم النفس في قوى الأمن الداخلي رغم جميع محاولاته اليائسة. يحيا جيش الحرية! تحيا الثورة الديمقراطية للشعب الايراني! يحيا الجيش الكبير لتحرير الشعب الايراني! ذلك الجيش الذي انتفض في أرجاء الوطن من أجل الحرية مع أنه منزوع السلاح مثل المجاهدين في أشرف.. لكنه أثبت للعالم كيف يمكن ويجب وبأيد فارغة إيقاع الضربة على رأس النظام. وهنا بالمناسبة أدعو منتسبي الجيش المحبين للوطن خاصة الجنود والضباط الصغار إلى الالتحاق بصفوف المواطنين الإيرانيين في انتفاضتهم. انظروا إلى الزوابع والدعايات المقززة التي يطلقها نظام الولاية حيث تعيد إلى الأذهان قبل كل شيء الأيام الأخيرة لنظام الشاه. وبنفس الثقافة السافاكية – المخابراتية. وبالعبارات التي كانت تطلقها مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الشاهنشاهية بأن «هناك حالات الشغب والمشاغبة والفوضى وتخريب الممتلكات العامة»!. وبنفس الوعيد و التهديدات الفارغة الصبيانية وذلك بعد 120 ألف عملية إعدام ومجزرة السجناء السياسيين.. – وإذا كان مفهوم الشغب والفوضى وقلب النظام هو الانتفاضة والمقاومة والثورة من أجل الحرية، نعم نحن جميعاً مشاغبون وفوضويون كوننا نريد تحطيم هيكلية الولاية اليزيدية مهما كلف الثمن. – وإذا كانت قراءتكم من الإرهاب هو الوقوف بوجه مصادرة سلطة الشعب الإيراني والنضال الشرس من أجل تحقيق الحرية والقيم الكونية التي يؤكد اليوم حتى الرئيس الأمريكي أن النظام الإيراني ملزم بمراعاتها، نعم، ألقوا عمائمكم على الأرض وصفونا بالإرهابيين لحد وسعكم حتى تتفجر حناجركم.. – وإذا كان أحد يذرف دموع التماسيح بسبب تحطيم وإحراق السيارات والدراجات النارية والتجهيزات والأماكن التابعة للمجرمين الذين فتحوا النار على المواطنين العزّل ويزعم أن ذلك هدر وتخريب الممتلكات العامة للشعب الإيراني فينبغي له أن يخضع للمحاسبة والمساءلة عن مصير مبلغ 68 مليار دولار من مجمل الإيرادات النفطية لمدة السنوات الأربع الماضية البالغ مجملها 300 مليار دولار.. نعم، إن المواطنين على حق حيث يهتفون: «أين ذهبت الإيرادات النفطية؟، تم صرفها لقوات التعبئة (مليشيات البسيج)» و«البسيجي عديم الغيرة، المتعطش لدماء الشعب» و«لا نريد الحكم التعسفي، لا نريد الشرطة المأجورة». – وإذا كان أحد يهتم بحرمة عاشوراء وأيام العزاء الحسيني، فأقسم بدماء الشهداء الذين حلّوا بفناء سيد الشهداء وأقسم بمعاناة ومحنة الجرحى الذين ركعوا أمام حضرته عليه السلام إن هذا العام هو أول عام في الأعوام الثلاثين الماضية يتم فيه الالتزام بحرمة تاسوعاء وعاشوراء الحسين (ع) وبحرمة «ثار الله» وأبو الفضل حامل الراية في معركة الطف الخالدة والذي كان المواطنون المتظاهرون يهتفون باسمه قائلين: «يا أبا الفضل حامل الراية، أسقط خامنئي»، وهو أبو الفضل العباس يمين الوفاء والذي كتب على ضريحه في كربلاء: «فضل الله المجاهدين على القاعدين أجراً عظيمًا». من المعروف لدى القاصي والداني أن همّ خامنئي وشقاواته والبلطجة والأنذال التابعين له ليس الله ولا دين الله ولا الإمام الحسين ولا الأنبياء والأولياء؛ لاحظوا شعارات للمواطنين الإيرانيين المتظاهرين: – «الاغتصاب داخل السجن، هل هذا ورد في القرآن؟». – «صمت كل مسلم، خيانة للقرآن». – «مبايعة الظالمين، حرام، حرام». نعم، إن العملاء والمرتزقة والملالي من مثيلي خميني كانوا يدعون «يزيد» في عهد حكمه بـ «أمير المؤمنين يزيد»! ولكن الإمام الحسين (ع) كان يقول لهم: «إن لم يكن لكم دين فكونوا أحرارًا في دنياكم» ولكن أتباع ولاية خامنئي هم في واد والحرية في واد آخر. ومن شعارات مواطنينا في مظاهراتهم: – «خامنئي أصبح يزيد العصر، إنه قد دمّر الوطن كله» – «يا خامنئي لك الموت، عار عليك إلى الأبد» لا يهم لخامنئي والمنصّب من قبله الذي أصبح نسيًا منسيًا في هذه الأيام (أقصد أحمدي نجاد) ولاريجانيون الثلاثة الذين يمثلون الآن كتلة أخرى في داخل زمرة خامنئي، إلا أمر واحد، وهو أنهم الآن تخلفوا بشدة عن دورة الزمان بعد سلطة احتكارية رخيصة ورثوها من خميني لمدة 20 عامًا كغنيمة باردة نتيجة حرب الكويت وحرب أفغانستان وحرب العراق أي الحروب الواقعة على جوار إيران حتى اشتبه لهم الأمر فتوهموا وسوّلت لهم أنفسهم. ولكنهم لا يريدون ولا يمكن لهم أن يذعنوا ويركنوا بأن عهدهم قد ولىّ. ولذلك إنهم أصبحوا كالغريق الذي يتشبث بكل حشيش.. ولكن نهاية المطاف واضح وجلي من قبل وهو السقوط الأكيد! «بوضوح يمكن ملاحظة أن النظام يواجه المأزق ووصل إلى نهاية المطاف وطريق مسدود لا رجعة منه» (رسالتنا يوم 20 حزيران – يونيو 2009). فربما أن يكون الديكتاتور المعمم هو الآخر ومثل سلفه المتوج قد سمع «صوت ثورة الشعب»! إن استمرار وتسارع التطورات على مسار قوى الانتفاضة ومدى ضرب جذورها في العمق وامتدادها وانتشارها خلال الأشهر الستة الماضية خاصة مخزن البارود الذي تفجر في يومي تاسوعاء وعاشوراء في إيران قد أظهر للجميع حقيقة وصواب ما كانت المقاومة الإيرانية تقوله حول واقع المجتمع الإيراني وحول النظام وأثبت كونها لا تبالغ في تعليقها. واليوم لم يعد هناك أثر من كل تلك الأحاديث والتصريحات والبيانات عن استمرارية النظام وقدرته على البقاء وثباته وتعديله أو قدرته على التعديل، ولكن فور أن وجدت هوة في انتخابات النظام فبان شرخ عميق أدى إلى انقسام وانشقاق مستعص مستفحل. فأصبحنا نشهد اليوم انتفاضة ملتهبة مستعرة قد أقنعت العالم كله بأن النظام أصبح على وشك النهاية. فحاليًا كثيرون يقولون ويكتبون إن الحل هو الحل الثالث والتغيير الديمقراطي على يد الشعب الإيراني وهو الحل الذي قدمته منذ سنوات رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية. كنا قد قلنا في وقت سابق: ««إننا نعرض على المجتمع الدولي وعلى أميركا وأوربا الحل الثالث المقدم من قبل رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية. وليس هذا الحل هو الحل المنشود والمرجوّ لدينا ولدى شعبنا فحسب وإنما موضع الحاجة الماسة لأنفسهم ولشعوبهم أيضًا، لأن هذا الحل يقترح السلام والأمن والديمقراطية وحقوق الإنسان والاستقرار والبناء والإعمار والصداقة وإيران غير نووية والتعاون والتنمية الاقتصادية في هذه المنطقة من العالم ويحترم القوانين والاتفاقيات الدولية» (من رسالتنا يوم 24 كانون الأول – ديسمبر – 2006). كما وهنا أذكّر بثلاث حقائق أكدت عليها في عيد نوروز (رأس السنة الإيرانية) لعام 1387 الإيراني (21 آذار – مارس 2008 الميلادي): «الأولى – الجميع يرون بأم أعينهم ذروة استعداد وغليان الظروف المادية في المجتمع والشعب الإيراني للتغيير الديمقراطي. الثانية – كون المرحلة الراهنة مرحلة انهيار وسقوط نظام ولاية الفقيه نتيجة انكماش النظام بتوحيد تركيبته. الثالثة – نظام الملالي الحاكم في إيران لا يجد خصمًا وغريمًا أمامه إلا منظمة مجاهدي خلق الإيرانية وبديلاً عنه إلا المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية فلذلك وبكل ما في وسعه يعمل بشدة وبشكل دؤوب وهستيري للقضاء عليهما»، لأن القضية الرئيسة أو بيت القصيد الآن إسقاط هذا النظام برمته وهو لا يتسنى إلا بريادية قوة ثورة منظمة مؤمنة بضرورة إسقاط هذا النظام. وإثر انتفاضة عاشوراء أي منذ ثلاثة أيام ولحد الآن يقوم قادة ورموز النظام بإطلاق التهديد والتوعد بإعدام المجاهدين والقضاء عليهم. إنهم وكعادتهم يتصورون أنه وبذلك سوف يجلس الآخرون أيضًا في مكانهم وسيسكتون. وبأمر من خامنئي بدأ الملالي من قضهم وقضيضهم وعدد قليل من المدعين العامين وحكام الشريعة! والوزراء السابقين واللاحقين للمخابرات بشهر سيوفهم وخناجرهم ليخيفونا نحن وشعبنا وخالقي انتفاضة عاشوراء من الذبح و«القبضة الحديدية»!. وبدورها بدأت هيئة إذاعة وتلفزيون «ولاية الفقيه» هي الأخرى بشق الجيوب. وكذلك بدأ كبير الجلادين الجديد في السلطة القضائية التابعة لخامنئي (الملا لاريجاني رئيس هيئة القضاء العليا) وهو حديث العهد بإطلاق التهديدات وشهر السيف ضد المواطنين المنتفضين وهم يهتفون: «حامي كل من هو جاني، صادق لاريجاني»! أما الحرسي علي لاريجاني (رئيس برلمان النظام) فهو كان اليوم يهدد ويتوعد في برلمان الرجعية «أولئك الذين انتهكوا حرمات الدين (حسب تعبيره) وولاية الفقيه» بـ «أشد العقوبات من دون أي تسامح ورحمة»، وفي الوقت نفسه كان يشن حملة بلا كابح وبلا جهاز للتبديل على أميركا وأوربا وحتى على العربية السعودية ملتمسًا للمنافسين في الداخل يدعوهم إلى العودة إلى المائدة مع الإخوان السابقين «بدلاً عن التماشي مع حفنة من المعادين للثورة وللدين» وكان يعيد قوله بأضاليل ومناورات مسرحية: «إننا واقفون حتى الرمق الأخير»!! لقد شاهدنا وقوف وصمود فدائيي ومجاهدي الشعب في عهد الشاه في معتقلات التعذيب وأمام مفارز الإعدام، كما شاهدنا وقوف وصمود المجاهدين والأشرفيين في عهد حكم الملالي أيضًا ونعرف معناه وثمنه جيدًا. ولكن ما لا نعلمه هو لماذا كانت زمرة خامنئي وشركاؤها منهارة ومرهقة ومستجدية وشاكرة لشاهنشاه في عهد الشاه؟ فلذلك من الأجدر أن يدّخروا هذه المناورات الفارغة ليعرضوها للذين لا يعرفونهم. خامنئي المسكين البائس يتذكر بوضوح أواخر عهد الشاه وحكومة «أزهاري» العسكرية ويعرف الأضرار والأخطار التي حصدتها تلك الحكومة من إطلاق النار والقمع الواسع، وخلاصة القول إن هكذا إجراءات قمعية ليس من شأنها إلا تسريع السقوط أكثر فأكثر. فلذلك كما أكدته في يوم 20 حزيران (يونيو) الماضي يجب أن نكرر قولنا: «اذا تهورتم.. وتوهمتم في اعتماد أساليب «نجادية» ذات الطابع الحرسي، وإذا قمتم كما تسوّل لكم أنفسكم بتصفيات واسعة والمزيد من القمع وارتكاب المجازر بهدف إخماد وإيقاف الانتفاضة، فسيكون الموعد النهائي لجيش التحرير معكم في طهران». ونقلت وكالة أنباء النظام الرسمية عن عضو في لجنة الأمن والسياسة الخارجية في برلمان النظام الرجعي الحاكم في إيران قوله: «إن موسوي كان من المتعاطفين للمنافقين (مجاهدي خلق) في أوائل الثورة، ولذلك يسلك الآن أيضًا نفس الدرب الذي سلكه مجاهدو خلق». إن التعاطف لمجاهدي خلق في أوائل الثورة وفي عهد الشاه لم يكن يقتصر على السيد موسوي وهذا ليس كشفًا جديدًا إطلاقًا. ورفسنجاني هو الآخر كتب في مذكراته قصصه مع مجاهدي خلق. إن الذين رأوه بعد سنوات من إطلاق سراحه من سجن الشاه يعرفون جيدًا أنه كان يقول بصراحة: «إن الله لن يقبل منه الصلاة إلا الصلوات التي أقامها بإمامة المجاهدين في سجن ”قزل قلعة”». وكان رفسنجاني يقول بصراحة إلى ما قبل انهيار منظمة مجاهدي خلق الإيرانية من قبل الانتهازيين المتشدقين باليسارية في عام 1975 إن خميني لا يمكن له حتى شرب الماء من دون مجاهدي خلق. أما خامنئي فله قصص مفصلة مع مجاهدي خلق وهو نفسه كان في أحد الليالي يروي لي شخصيًا في طهران ذكرياته عن لقاءاته الدورية مع محمد حنيف نجاد (مؤسس منظمة مجاهدي خلق الإيرانية) وكان يشيد بكتب مجاهدي خلق خاصة كتاب «الإمام الحسين». وحتى في عامي 1979 و1980 أي عندما كان عضوًا في ما يسمى بـ «مجلس الثورة» في عهد خميني كان يطلب في كل ليلة جمعة من أخينا أبو القاسم رضائي ملحًا بأن يذهب إليه ليقدم له توجيهات سياسية. كما إن غالبية رجال الدين المعتقلين في عهد الشاه كانوا قد اعتقلوا بسبب تعاطفهم مع مجاهدي خلق أو مشاركتهم في إيصال التبرعات المالية لهم. وإذا أردت أن أعدّ هنا أسماءهم فسوف تكون موسوعة مكونة من عشرات المجلدات وهذا يتطلب فرصة أخرى. ولكن أكتفي هنا بإشارة عابرة إلى أن الشخص الوحيد الذي كان يعاند ويعادي مجاهدي خلق هو شخص خميني وليس إلا، وحتى هو أفتى أخيرًا في أوائل عام 1972 وبفعل ضغوط آية الله طالقاني والسيد منتظري لدعم مجاهدي خلق بأنه يجوز منح الثلث من «حصة الإمام من الخمس» للشبان المسلمين المناضلين (الذين لم يكونوا هم آنذاك غير مجاهدي خلق). وفي ذلك العهد لم يكن إطلاقًا أي كيان أو أية حياة سياسية لأشخاص مثل أحمدي نجاد أو لاريجاني أو خاتمي. فلذلك إن اتهام السيد موسوي بأنه ومثل كثيرين آخرين من قادة النظام كان يتعاطف مع مجاهدي خلق ليس إلا فخًا واختلاق ذريعة لاصطياده، في حين من المعروف أن موسوي وفي عهد توليه منصب رئاسة الوزراء كان ينفذ أوامر خميني بحذافيرها والصادرة ضد مجاهدي خلق. والأدهى أن اتهام موسوي بأنه يسلك درب مجاهدي خلق هو كذب محض وليس إلا تمهيدًا لترهيبه وتخويفه أو إسكات صوته أو اعتقاله. وإذا لم تخني ذاكرتي فإن موسوي قال في أحد بياناته الذي أصدره بعد إجراء الانتخابات الرئاسية الأخيرة إن هدفه من الترشح في الانتخابات كان «إعادة العقلانية الدينية إلى أجواء إدارة الدولة ولكنه اهتدى في منتصف الطريق إلى أهداف أعلى وأسمى أو بعيدة المدى أكثر للغاية مما مضى». طبعًا نحن نتمنى أن يصل السيد موسوي على مسار الهدى يومًا ما إلى حيث وصل المرحوم منتظري الذي كشف ولو نسبيًا أن أم الفساد هي الديكتاتورية الدينية المتمثلة في «ولاية الفقيه» أي الجرثومية اليزيدية نفسها التي هي حجر الأساس لدستور هذا النظام.. ولكن كل من يؤمن ويلتزم بحق جمهور الشعب الإيراني في السلطة والسيادة والتعبير الحر عن الرأي فهو معنا ونحن معه. في خضم المعركة التاريخية بين الشعب الإيراني ونظام «الولاية» الشرير وشخص «الولي الفقيه» الرجعي قلنا ونكرر قولنا إنه وبالرغم من كل ما قاله أو إن يقوله موسوي أو الآخرون ضد مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية فإننا ندين ونستنكر بقوة أي اعتداء عليهم وعلى عوائلهم وحاشيتهم وننذر «الولي الفقيه» في النظام الرجعي الحاكم في إيران بأنه هو بوجه التحديد يتحمل المسؤولية المباشرة عن اعتقال ومحاكمة ومعاقبة موسوي وأي عملية إرهابية ضده. وإضافة إلى ذلك وإثر إصدار الأمم المتحدة قرارها السادس والخمسين حول الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان في إيران نكرر دعوتنا للأمين العام للأمم المتحدة والمفوضة العليا للأمم المتحدة في حقوق الإنسان إلى تركيز فريق مراقبة دولية ثابت بهذا الخصوص في طهران لحماية حقوق الإنسان خاصة حرية التعبير والاجتماعات. من الواضح أن زمرة خامنئي وشركاءه يعملون جاهدين على إقناع كل من كروبي وموسوي وحاشيتهما وأمثالهم بأنه إن أيدوا قمع مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية أو شاركوا في قمعهم أو إن اتخذوا مواقف ضدهم فسوف يصبحون آمنين من سيف «الولاية» المشهور وبذلك إنهم ومن بينهم لاريجاني رئيس برلمان الرجعيين يحاولون استدراجهم خطوة بعد خطوة وشيئًا فشيئًا إلى الجلوس معهم على هذه المائدة، ولكن الواقع أن هذه المحاولات فقدت تأثيرها ولا تجدي نفعًا المواقف الماضية ضد مجاهدي خلق والتهم السابقة الملصقة بهم ولا تحل أية مشكلة من مشاكلهم، لأن الولاية اليزيدية تتطلب فقط الانقياد والاستسلام المطلق، وحاليًا في منحدر السقوط لا تفيده الثرثرة بمفردها ضد مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية. إن خامنئي ومجلس الخبراء التابع له فوّتا على أنفسهما الفرصة التي أتحناها لهما حيث نصحناهما باختيار منتظري وليًا فقهيًا ليحل محل خامنئي ويقوم بالتحضير والتمهيد لإجراء انتخابات حرة، كما لم يصغيا للتوصية بحل مجلس الخبراء حتى خسروا ليروا في الخطوات اللاحقة مثلما رأوا في وقف إطلاق النار المفروض عليهم (في الحرب الإيرانية العراقية) تدميره ونسفه على أيدي الشعب الإيراني المقتدرة. أيها المواطنون، يا قوى الثورة الديمقراطية للشعب الإيراني وجيش الحرية الكبير، يجب أن لا يساوركم الذعر والفزع من الجعجعة الفارغة للرجعية المتهاوية الآيلة على الانهيار والزوال. لا ترعبكم عربدة عفريت الولاية، بل ومثل مجاهدي «أشرف» وبكل شجاعة وبسالة قولوا للعدو: «نتحداك، نتحداك». أي إذا كان النظام وقواته القمعية ينوون أن يشنوا مزيدًا من الهجمات والأعمال الوحشية فنقول لهم: نتحداكم، نتحداكم على ساحة المعركة. إن مفتاح النصر الذهبي في هذه الظروف هو مبدأ أو قاعدة «الأقصى الحد من الهجوم أو الاقتحامية». فكما لاحظنا في انتفاضة عاشوراء العظيمة أصبح نظام «ولاية الفقيه» نمرًا أو ذئبًا من ورق فقط، شريط أن تركزوا في كل تشكيلة وتحرك واصطفاف على الجماعة، فإن الجماعة لها قوة الجبل الصلد وهي تحرس الفرد ويرقيه ويعليه. ادعوا مختلف فئات وشرائح المجتمع الإيراني خاصة العمال والفلاحين إلى الاحتجاج والإضراب والمقاومة أكثر مما مضى لينضموا إلى صفوف الانتفاضة وجيش الحرية. أيها الشباب سالكو درب أشرف في طهران والمدن الإيرانية الملتهبة، أيها الذين يهتفون: «يا حجة بن الحسن! اقلع جذور الظلم!»، اسمعوني: لقد حان الوقت لأن يعيدوا اسم شارع «مصدّق» ذلك الرجل الكبير الذي أطلق جمهور المواطنين الإيرانيين اسمه على هذا الشارع خلال الثورة ضد الشاه ولكن خميني وبكل دجل أطلق عليه اسم «ولي عصر» لكي لا يمكن لأحد أن يأخذ ذلك عليه! الحل يكمن في أن تسموا باسم «ولي عصر» كل شارع وكل مكان أسماه خميني باسم نفسه، لكي يتم تطهير إيران والإسلام من دنس خميني بعناية وكرامة من القائم المنتظر من جهة، ومن جهة أخرى وبخلاف خميني، ليكون نهج الزعيم الراحل للحركة الوطنية قدوة ودرسًا ودليلاً لجميع الأشخاص والكيانات السياسية وأنموذجًا ومثالاً يحتذى به في الديمقراطية وسلطة الشعب ودرسًا من دروس عدم الخنوع وعدم التخاذل ومقياسًا للوقوف والصمود من أجل إحقاق حقوق الشعب الإيراني. النهر الهادر لدماء الشهداء على ضوء الشمس الساطعة للمقاومة وتحرير إيران هو الكفيل لتحقيق شعبنا النصر الأكيد.
مسعود رجوي 29 كانون الأول (ديسمبر) 2009
مسعود رجوي 29 كانون الأول (ديسمبر) 2009